دونيتسك (أوكرانيا) ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلنت ما تسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" (المعلنة من قبل أنصار الفيدرالية بشرق أوكرانيا المعارضين لسلطات كييف) استقلالها عن أوكرانيا، وتوجهها إلى موسكو بطلب قبول انضمامها لروسيا، مستندة لنتائج الاستفتاء الذي تم في دونيتسك ولوجانسك، فيما قالت موسكو إن تطبيق نتائج الاستفتاء يجب أن يتم عبر الحوار مع كييف.
وقال دينيس بوشيلين أحد قادة أنصار الفيدرالية شرق أوكرانيا في مؤتمر صحفي إن إعلان "جمهورية دونيتسك" دولة ذات سيادة تم بناء على نتائج استفتاء الـ 11 من مايو. وأضاف بوشيلين إن "المجلس الأعلى" هو الذي سيتولى سلطة الدولة والذي يتعين عليه تشكيل كل من حكومة الجمهورية ومجلس أمنها. كما أعلن بوشيلين في حديث تلفزيوني نية قادة "جمهورية دونيتسك" إجراء مفاوضات مع زملائهم في مقاطعة لوجانسك المجاورة حول الوحدة بين الكيانين. وتزامنت هذه التصريحات مع ورود نبأ إعلان "جمهورية لوجانسك الشعبية" استقلالها. وفي كلمة أمام سكان المدينة قال "المحافظ الشعبي" لمقاطعة لوجانسك فاليري بولوتوف: "إننا اخترنا طريقنا، وهو طريق الاستقلال عن التعسف والطغيان الدموي لزمرة كييف، وعن الفاشية والنزعة القومية.. إنه طريق الحرية، طريق سيادة القانون". على حد قوله.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن تطبيق نتائج الاستفتاء في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك شرق أوكرانيا حول وضعهما يجب أن يتم عبر الحوار مع كييف. وجاء في تعليق الخارجية على الاستفتاء أن "تطبيق نتائجه يجب أن يتم في إطار حوار يجمع كييف ودونيتسك ولوجانسك". وأشارت الوزارة إلى أنه "على الرغم من محاولات كييف إحباط التصويت، بما في ذلك باستخدام أسلحة ثقيلة والجيش ومقاتلين متطرفين، ما أدى الى سقوط ضحايا بشرية، وجرت عملية التصويت بمشاركة كبيرة من قبل السكان". وأضافت الخارجية أن نتائج فرز الأصوات تدل على إصرار سكان مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك على حقهم في اتخاذ القرارات بشأن قضاياهم الحيوية بأنفسهم. وجددت الخارجية الروسية التأكيد على ضرورة إطلاق حوار واسع في أوكرانيا بشأن نظامها المستقبلي بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد وجميع مناطقها، مشيرة الى أن ذلك يتماشى تماما مع جهود المجتمع الدولي، كما يتحدث عن ذلك إعلان جنيف الصادر في 17 أبريل الماضي و"خارطة الطريق" التي اقترحها الرئيس السويسري الذي يترأس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وأضافت الخارجية في تعليقها: "نتوقع من سلطات كييف أعمالا حقيقية، لا إعلانات عامة عن النوايا، ونتوقع كذلك عقد لقاءات مثمرة بشكل عاجل مع ممثلي المناطق الجنوبية والشرقية يمكن أن تؤدي الى استقرار الوضع في البلاد"، مشيرة الى أن سلطات كييف لا تزال غير مستعدة للحوار مع الشعب.
وعلقت الخارجية الروسية كذلك على بيان الاتحاد الأوروبي حول أوكرانيا الصادر في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، قائلة إن البيان يثير استغرابا شديدا. ودعت الخارجية الاتحاد الأوروبي الى التراجع عن اعتبار جزء كبير من الشعب الأوكراني "انفصاليين موالين لروسيا"، وإلى إدراك أنه لا يمكن تسوية الأزمة الأوكرانية دون فهم طبيعتها. وأضافت أن على الاتحاد الأوروبي احترام نتائج الاستفتاء في كل من مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، والمساعدة على تحقيق رغبة الشعب عبر الحوار بين ممثلي كييف وجنوب شرق أوكرانيا. وشددت الخارجية الروسية على أن الاتحاد الأوروبي من خلال عدم رغبته في الاعتراف بالوقائع التي ترتبت في أوكرانيا إثر انقلاب غير دستوري في كييف، ومن خلال مواصلته فرض عقوبات على روسيا، يقوّض الثقة به كشريك ويضع موضع الشك دوره في المساعدة على تسوية الأزمة.
وفي واشنطن نددت الولايات المتحدة بما وصفته "الاستفتاء غير القانوني" معتبرة انه يؤدي الى "انقسام وفوضى".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "لا نعترف بالاستفتاء غير القانوني" الذي شهدته منطقتا دونيتسك ولوجانسك المجاورة لها.
واضافت ان هذا الاستفتاء "غير قانوني استنادا الى التشريعات الاوكرانية"، لافتة الى انه يشكل "محاولة لإحداث مزيد من الانقسام والفوضى" في اوكرانيا. على حد قولها.