دمشق ـ (الوطن) ـ وكالات:
أقدم الإرهابيون على جريمة جديدة بحق الشعب السوري وذلك بتعطيش ثلاثة ملايين نسمة في مدينة حلب، فيما انتقدت وزارة الخارجية السورية الصمت الأممي على هذه الجريمة، في حين بات المسلحون واقعين بين التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في ملاحقتهم أو تسليم أنفسهم أو الانخراط في الاقتتال الداخلي المستعر بين فصائلهم.
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما إن "مدينة حلب تتعرض منذ تسعة أيام إلى عقاب جماعي وحصار غير أخلاقي تفرضه المجموعات الإرهابية المسلحة نتيجة قطعها الكامل للمياه بما فيها النظيفة والصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين نسمة من سكان المدينة، عقابا لهم على رفضهم لوجود المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينتهم ورفضهم للجرائم التي ترتكبها هذه المجموعات الإرهابية ضد المدنيين فيها".
وأضافت الخارجية في رسالتيها "لقد منع الإرهابيون ضخ المياه عبر محطة سليمان الحلبي التي تشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في مدينة حلب، ما أدى إلى قطع المياه عن كامل أحياء المدينة لليوم التاسع على التوالي وتحويل المياه إلى نهر قويق وهدرها لحرمان المواطنين السوريين من الحصول على المياه النظيفة" مشيرة إلى أن الواقع المذكور خلق "أزمة كبيرة في حصول السكان على المياه، الأمر الذي اضطرهم للسعي إلى الحصول عليها من كافة المصادر المتوفرة بما في ذلك من الأنهار وغيرها من المصادر غير الصالحة للشرب بشكل يعرض صحة وحياة المدنيين للخطر وينذر في حال استمراره بانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان ويعرض الاطفال منهم لمخاطر شتى".
وأكدت الخارجية السورية في رسالتيها أن "هذه الجرائم الواقعة على المواطنين السوريين بما في ذلك العقاب الجماعي وأعمال الإرهاب الممنهج من قتل وخطف وتعذيب وتجويع وتدمير تتم تحت سمع وبصر الأمم المتحدة وبدعم مباشر من الدول المتورطة في سفك دماء السوريين دون صدور أي إدانة واضحة أو سعي جدي لوضع حد لهذه الجرائم أو الانتهاكات.. ومن المثير للاستهجان أن تلتزم الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإنسانية المزعومة الصمت إزاء هذه الجرائم وإزاء هذه الكارثة الإنسانية في حلب، في الوقت الذي نرى فيه بعض مسؤولي الأمم المتحدة يتباكون ويسرعون للدعوة لعقد جلسات لمجلس الأمن وغيره في المحافل الدولية في أي حدث يحمل اتهاما للدولة السورية بذريعة حرصهم على الأوضاع الإنسانية للسوريين وعلى حقوق الإنسان في سوريا".
وبينت الخارجية السورية أن "إصرار بعض الجهات الأممية على تجاهل مسؤولية الإرهاب عن نشوء الاحتياجات الإنسانية وتفاقمها وتعاملها بشكل انتقائي ومسيس مع الأوضاع الإنسانية في سوريا يجانب مبادئ الحياد والنزاهة التي ينبغي أن تحكم عمل هذه الجهات ويشجع المجموعات الإرهابية المسلحة على الاستمرار بجرائمها بفضل الدعم المباشر والتغطية السياسية التي تتلقاها من الدول المتورطة بسفك دم السوريين". وفقا للرسالتين.
الى ذلك نفذ الجيش السوري عمليات قضى خلالها على تجمعات للإرهابيين ودمر عدداً من آلياتهم في حلب وريفها، فيما تصدى لمجموعات إرهابية حاول أفرادها الاعتداء على الجهة الجنوبية الغربية لبلدة خربة غزالة بريف درعا، وأوقع أعداداً من الإرهابيين من بينهم جنسيات غير سورية قتلى ومصابين ودمر أدوات إجرامهم في ريف اللاذقية الشمالي. في وقت سلم فيه 13 مسلحا من منطقة التل بريف دمشق أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة.
يأتي ذلك فيما يستعر الاقتتال الداخلي بين فصائل المسلحين والذي يضاف له حربا كلامية بين تنظيمي القاعدة وداعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)
واقتحم (داعش) الريف الغربي لدير الزور وحاصر المدينة التي تسيطر عليها ما تسمى جبهة النصرة التابعة للقاعدة.
ومع سيطرة "داعش" على بلدة مراط في الريف الشرقي يكون قد قطع طريق الإمداد على خصومه بين البصيرة التي تشهد معارك طاحنة وبين مركز مدينة دير الزور حيث معاقل كبيرة لـتحالف جبهتي "النصرة" و"الإسلامية". وفق مسمياتهم.