على هامش المُنتدى الاقتصادي "العُماني ـ البرازيلي"
يحيى الجابري: البلدين يتمتعان بشراكة اقتصادية قوية وسنعمل على تطويرها من خلال تبادل الخبرات والمعرفة
انطلقت في مدينة ساو باولو البرازيلية أمس أعمال المُنتدى الاقتصادي العماني البرازيلي الذي تُنظّمه الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء)، بالتنسيق مع سفارة السلطنة في البرازيل والغرفة التجارية العربية البرازيلية، بهدفت تعزيز التطلّعات الإيجابية لجذب الاستثمارات الأجنبية ذات الجدوى الاقتصادية إلى السلطنة.
ويترأس الوفد العُماني معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يرافقه عدداً من المسؤولين الذين يمثلون عددا من مؤسسات القطاع العام والخاص تضمن كل من وزارة الزراعة والثروة السمكية، والصندوق العماني للاستثمار، والمنطقة الحرة بصلالة، وشركة ميناء صحار، والمنطقة الحرة وشركة ميناء الدقم، وشركة عمان للحوض الجاف، وشركة النفط العمانية، وواحة المعرفة مسقط.
وقد عقد المنتدى تحت رعاية معالي الدكتور ميشيل تامر، نائب رئيسة جمهورية البرازيل الاتحادية وبحضور معالي السيناتور ريكاردو فيراسو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع الوطني في مجلس الشيوخ البرازيلي.
وقد شمل جدول أعمال اليوم الأول تقديم عدد من العروض المرئية تمّ خلالها استعراض المناخ الاستثماري للسلطنة من بنية أساسية مُتقدّمة وافتتاح عدّة مناطق صناعية وتجارية وإنشاء موانئ قادرة على استيعاب استثمارات ضخمة ومدّ شبكة طرقات مُتكاملة، حيث تمّ التطرق الى المشاريع المُستقبلية للسلطنة ضمن رؤيتها الاقتصادية للعام 2040م وما ستُحدثه من تقدّم على جميع الأصعدة، كما تم عرض مجموعة من الأفلام الترويجية القصيرة عن السلطنة في عدد من القطاعات المستهدفة.
وقد عقبت جلسات المنتدى عقد لقاءات ثنائية من الجانبين العماني والبرازيلي لبحث سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين عدد من رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب الشركات البرازيلية وبين ممثلي الوفد العماني من القطاعين العام والخاص.
وصرح معالي الدكتور ميشيل تامر، نائب رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية: تأتي إقامة هذا المنتدى نتيجة لزيارتنا الى السلطنة في العام الماضي حيث تم خلالها مناقشة فرص التعاون ما بين البلدين والمنتدى يعكس مدى جدية البلدين في توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وهناك عدد من الفرص للدخول الى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما يؤكد ذلك هو الاستثمار الذي قامت به شركة فالي".
وقال معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم قائلاً: تم خلال المنتدى التطرق الى أهمية توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وتعريف رجال الأعمال من الجانب البرازيلي بالمناخ الاستثماري في السلطنة وبالتحديد في منطقة الدقم وإمكانية توظيفها كمركز لإعادة التصدير الى منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. واضاف معاليه: لدى البرازيل شركات متقدمة في مجال النقل البحري، والخدمات اللوجستية، حيث يتمتع البلدين بشراكة اقتصادية قوية وسنعمل على تطويرها من خلال تبادل الخبرات والمعرفة".
وحول الحضور الذي حظي به المنتدى صرح سعادة الدكتور خالد بن سعيد الجرادي، سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية البرازيل "لقد شهد المنتدى حضور عدد كبير من مجتمع الأعمال البرازيلي وأصحاب الشركات في قطاعات الأغذية والاستزراع السمكي حيث تعتبر البرازيل من أكبر البلدان في مجال الإنتاج الغذائي بالإضافة الى القطاع اللوجستي، ونأمل بأن يخرج المنتدى بشراكات تجارية تساهم في إثراء الاقتصاد الوطني".
من جانبه قال صرح جوستافو سيلفا، ممثل وزارة تطوير الصناعة والتجارة البرازيلي: تشكل نسبة صادرات البرازيل 1,2% من مجمل صادرات دول العالم وهذا ما يشكل حافز لجمهورية البرازيل الى السعي لزيادة حجم صادراتها".
هذا وأكد مارسيلو سلوم، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية قائلا: تعتبر السلطنة من اهم الدول التي تسعى جمهورية البرازيل الى تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية معها حيث إنها تتمتع بميزة تنافسية بسبب موقعها الاستراتيجي مما سيساهم في تسهيل عملية الدخول في الأسواق العالمية كما ستعمل الغرفة على تنظيم زيارة وفد تجاري الى السلطنة خلال الربع الأخير من هذا العام". وحول تنظيم إثراء للمُنتدى والتطلعات التي يعول عليها من تنظيمه في جمهورية البرازيل، أعرب عزّان بن قاسم البوسعيدي، مدير عام البحوث والدراسات والخدمات الآلية الذي يترأس فريق إثراء خلال الزيارة قائلاً، "إنّ تنظيم المنتدى الاقتصادي العماني البرازيلي الذي يهدف الى فتح آفاق استثمارية جديدة مع البرازيل يأتي لإبراز السلطنة كوجهة اقتصادية جاذبة للاستثمارات الخارجية.
وشهد المنتدى خلال جلساته تفاعلاً واضحاً، حيث طرح رجال الأعمال والمُستثمرين البرازيليين مجموعة من الاستفسارات والأسئلة توضح مدى جدية الجانب البرازيلي واهتمامه بالدخول في استثمارات مع السلطنة، ونتطلّع الى المُخرجات الإيجابية لهذا المُنتدى فالبرازيل تعتبر من الدول الصاعدة اقتصادياً في العالم ولديها توجّه حالي للاستثمار الخارجي وتوسّعاً في الأعمال نسعى لجذبه الى السلطنة".
هذا، وقد اشتمل جدول أعمال المُنتدى على لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد العُماني وعدد من الجهات الحكومية المعنية بالاستثمار والتجارة الخارجية والصناعات البرازيلية بغية التعرّف على أحدث التوجهات الاستثمارية العالمية وربطها مع ما يُمكن للسلطنة أن توفره.
كما وضع في الحسبان عقد عدد من الزيارات الميدانية لأعضاء الوفد الى بعض من أكبر الشركات البرازيلية في الصناعات التحويلية والغذائية.
حضر المنتدى سعادة إبراهيم الزبن، سفير دولة فلسطين الشقيقة وعميد مجلس السفراء العرب بالبرازيل وسعادة السفير هاديل فيانا، وكيل وزارة العلاقات الخارجية البرازيلية لترويج التعاون والثقافة والتجارة وسعادة جوستافو سابويا، وكيل وزارة التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلية والاستاذ مارسيلو سلوم، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، إضافة الى أكثر من 200 من رجال الأعمال وممثلي الشركات البرازيلية العاملة في عدد من القطاعات منها الزراعة والثروة السمكية والصناعات الكيميائية والخدمات اللوجستية.