النهضة عينه على الثنائية بطموح ليس له حد .. "الثالثة ثابتة"
رؤية يكتبها ـ يونس المعشري:
ما بين ذكرى آخر لقب، والبحث عن الذهب، وطموح معانقة ألق الذهب، كلها ذكريات وطموحات، وأمانٍ وأمنيات، تجمع في نهائي الكأس الغالية، كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، التي أصبح بريقها يلمع بين ناديين وكلاهما لا يريد أن يفرط في اللقب الغالي، وإذا كان نادي فنجاء قد تذوق طعم الذهب 8 مرات قبل ذلك، لكنه يعيش فترة جفاف ومتشوق من أجل ذلك اللقب الذي غاب عنه أكثر من 21 عاما وهو الرقم الذي أصبح بالنسبة له قريبا لكسر المنافسة بينه وبين ظفار، أما ضيف نهائيات الكأس الجديد نادي النهضة فهو الآخر لا يريد أن تفلت من تحت يديه الثالثة ويطمح أن يتبع القاعدة (الثالثة ثابتة) بعد أن ضاع اللقب منه في مناسبتين ومن المفاجآت في كلاهما من نفس النادي يفقد اللقب الغالي، وجاءت الثالثة لتكون مع فريق لقب بالملك ويريد أن يكون تاج اللقب من أجله .
حكاية الفريقين
تقول أم كلثوم في أغنية نهر الحب (أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد .. يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد .. آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا ) كل تلك الكلمات وما تحمله من معانٍ هي اللغة التي يعد بها كل من فنجاء والنهضة نفسه لذلك اليوم، الذي لم يحدد معاده ولكنه يقترب رويدا رويدا ليكون في آخر 10 أيام من الشهر الجاري، وكل منهما لديه حكاية، وهي ليست من حكايات ألف ليلة وليلة، بل تفوقها من الإثارة والمنافسة، ونار الشوق تزداد اشتعالاً لدى كل فريق من أجل الظفر باللقب، حكاية فنجاء هي التي تخلد للتاريخ، وهو ذلك الفريق الذي لقب بالملك بفضل الألقاب التي حصل عليها، فهو الحائز على لقب الكأس 8 مرات وكان آخرها في عام 1991 ومنذ ذلك العام وهو يتعطش للقب التاسع الذي أقترب منه في موسم 2010/2011 وحينها كان قريبا منه في المباراة النهائية امام (المارد) العرباوي بعد أن تقدم فنجاء بهدف في الشوط الأول عن طريق عادل خليفه الهدابي، ولكن بمقولة (بيدي ليس بيد عمر) ضاع اللقب من فنجاء عندما سجل مدافعه حمد حمدان هدفا في مرماه بداية الشوط الثاني لتصل المباراة إلى الوقت الإضافي ولم تحسم إلا بركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت حينها للعروبة وكأنها كانت تريد من فنجاء أن يهدي اللقب للعرباوية.
واستمرت حكاية فنجاء وهو يصارع للحصول على أي لقب يسعد به جماهيره وأن يعيد ذكريات طال انتظارها باعتباره الفريق العماني الوحيد الذي حقق لأندية السلطنة لقب بطولة مجلس التعاون في عام 89 وهو صاحب لقب الدوري بعدد 8 مرات وهو الفائز بكأس السوبر، إذاً كل تلك الألقاب التي حصلت عليها فنجاء منذ نشأته حتى مطلع التسعينات جعلته يفقد بريقه ليعود مؤخراً في المواسم الأخيرة ويسطع نجمه من جديد ، ولكن ذلك السطوع بحاجة إلى لقب يريح به أعصابه وأن يجعل فصل الصيف بالنسبة له ذات نسمات باردة وليس يزيده حرارة على حرارة الصيف إذا فقط اللقب، وكان فنجاء هو الفريق الأكثر ترشيحا خلال هذا الموسم للفوز بلقب الدوري ولكن ذلك اللقب طار عنه واختفى في أحضان النهضة، وكان الأكثر ترشيحا لمواصلة المشوار في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي ولكن ذلك الطموح أهدره من بين يديه، ولم تتبق لفنجاء حتى الآن إلا بطولة الكأس التي ينظر إليها بعيون الصقر ليصطادها ويضمها إلى صدره لتكون احتفالية طال انتظارها.

إلا أن احتفالية فنجاء سوف تواجه عقبة ليست سهلة وهي مواجهة الفريق الذي ازاه من لقب الدوري وجاء إليه إلى نهائي الكأس (العنيد) النهضاوي الذي يردد جماهيره ومحبيه بكلمات أغنية أم كلثوم أيضا ولن نخرج من نهر الحب (أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني .. أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني .. أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني) هكذا أذا حكاية النهضة الذي تشرق وتلمع في عيونه الألقاب بعد أن حقق لقب الدوري واليوم يطمح أن يواصل المسيرة ويصل للمباراة النهائية لبطولة الأندية الخليجية الكروية ليزداد بريق الذهب والانجازات لمعاناً على لمعانه ، وبعد أن أصبح لقب الكأس الغالية يغازله عن قرب، فهو لا يريد أن يفرط في الثالثة ويريد أن يعمل بالمثل القائل (الثالثة ثابته) فهل تثبت أقدام النهضة ، ذلك الفريق الذي عمل بكل صمت وكان صاحب الأفضلية في كل شيء هذا الموسم من خلال المستوى الفني والأداء الرائع ، لما لا وهو فريق يطبق سنة أولى احتراف بكل جدية وأهتمام ، وهو الفريق الذي أعلنها من البداية لا أريد لاعب في صفوفي ومرتبط بالعمل العسكري حتى لا يقع في مطب كما تفعل الكثير من الأندية ، وهو الفريق الذي برهن منذ سنوات طويلة بأننا نخطط من أجل الوصول إلى منصات التتويج في حينها ، وهو الفريق الذي أخذ عهداً على نفسه بأن مدربيه سوف يؤهلهم خارجياً بدورات تدريبية في ألمانيا منذ سنوات ويجني ثمار ذلك الآن .
كل تلك الطموحات والأماني أصبح النهضة ينظر إليها عن قرب ، وبالأخص لقب الكأس الذي يحلم بأن يجعله بالقرب من درع أول دوري للمحترفين وقد بدأ بالفعل يضع له المكانة في خزنة النادي ، وإذا كان النهضة قد ضاع منه اللقب في موسم 2008/2009 وحينها كان أمام السويق الذي خطف منه الكأس بتسديدة رائعة من هاشم صالح من مسافة بعيدة وتقريباً كانت من الجهة اليمني لتسكن شباك أحمد الخاطري حينها في الدقيقة 78 ، لتترك تلك المباراة ذكريات في أذهان النهضاوية ، وثابروا من أجل العودة مرة أخرى لنهائي الكأس وتحقق لهم في موسم 2012/2013 أي الموسم الماضي وشاءت الأقدار أن يكون مع نفس الفريق الذي خطف منهم اللقب قبل ذلك نادي السويق وهذه المرة كان الأفضل من ذاكر الآخر هو السويق بفضل تلك العناصر الشابة ويخطف اللقب الثاني من النهضة بأقدام محمد الغساني وحسن ربيع ، وبقى النهضة على حسرة ضياع اللقب الثاني منه ومن هنا بدأ العمل على أن يعود ثانية هذه المرة وبكل قوية وبمستوى لم نعهده من الفرق الأخرى.
الطريق إلى النهائي
لم يكن طريق النهضة إلى المباراة النهائية مفروش بالورد وممهد له بل تصادم مع فرق قوية بعد أن كانت البداية مع فريق متواضع وهو نادي النهضة ليتخطاه بسداسية نظيفة ، وجاء في الدور 16 لتكون المفاجأة مع نادي المصنعة وهو أحد الفرق المتطورة ، إلا أن خبرة النهضة ولاعبيه المحترفين كانت لهم كلمة في تلك المباراة التي خرجوا منها بالفوز 3/1 ويؤكد مواصلته المشوار إلى الدور الربع النهائي الذي أقيمت مبارياته بنظام الذهاب والآياب ولكنه عرف كيف يغتنم الفرصة ويمطر شباك صحار على أرضه وبين جماهيره برباعية مقابل هدفاً واحد مما أعطاه الأريحية لتكون مباراة الذهاب هي مراقبة الأمور وأن إلا يخرج منها خاسرا لكن تماسيح صحار عرفت كيف تكسب النهضة في داره وتحديداً على ملعب مجمع عبري الرياضي ويتفوق صحار بهدف مقابل لاشيء ولكن ذلك الهدف لم يعطيه الأفضلية لأنه كان بحاجة إلى ثلاثية نظيفة ليعود إلى مسار المنافسة من جديد.
وقد وصل النهضة إلى المربع الذهبي ولكن وصوله هذه المرة اصطدم بالزعيم وصاحب الخبرة في الكأس نادي ظفار وبالفعل كانت مباراة الذهاب التي أقيمت في ملعب مجمع صحار الرياضي خالفت كل التوقعات وبرهن ظفار بأنه الأسد الذي يصحى من غفوته سريعاً ليتمكن من خطف هدف بأقدام احمد مانع لتعطي تلك المباراة الأفضلية لظفار ، وتوقع الجميع بأن مباراة الأياب هناك في محافظة ظفار ستكون هي الأكثر إثارة وقوة ، والكل برهن بأن النهضة تراجع مستواه وأصبح الأرهاق يسري في لاعبيه ، إلا أن حمد العزاني غير تلك القاعدة واستطاع النهضة الذي تخلف مرتين في تلك المباراة أن ينتعش ويعود بعد أن تفاجئ بهدفين فوزي بشير وفي كل مرة كان التقدم لظفار والتعادل للنهضة ، وبالفعل مرت الدقائق الأخيرة من المباراة تكاد أن تكون سريعة على النهضة وبطيئة على ظفار الذي تمسك بالأهداف الثلاثة وتوقع بأن المباراة قد أنتهت والوصول إلى المباراة النهائية كان من نصيبه ، ولم تشفع التغيرات التي أجراها دراجان مدرب ظفار بالأخص عندما سحب هاشم صالح ودفع بكماراً رغم الأفضلية أن يؤمن خط الدفاع وليس الهجوم مما جعل النهضة ينتفض ويخرج كل ما لديه في آخر 8 دقائق من عمر المباراة عندما تمكن جمعه سعيد في الدقيقة 84 من مراوغة نبيل عاشور ومصطفى مختار ليسدد كرة ترتد من الحارس مصعب بلحوس ويتابعها نفس اللاعب مرة أخرى مباشرة في الشباك لتعطي تلك الكرة الأحساس والراحة لدى النهضة بأنه قادر على كسب المباراة.
وكان حكم المباراة الدولي حمود المجرفي متيقظ مع كل أصابة أو علاج لأي لاعب يبدأ في الحسبة وحينها الحارس مصعب بلحوس هو أكثر لاعب سجلت منه دقائق ضائعة ، ومع الوقت الإضافي والدقائق المحتسبة توقع الجميع بأن النهضة لن يتمكن من فعل شيء ولكن جاء الطوفان من خط الدفاع من محمد الشيبة الذي توغل بالكرة وضاعت بين أقدام دفاعات ظفار أثر تلقيه تمريرة من ناصر الشملي لكن الشيبة بقى في مكانة وبالفعل تعود الكرة مرة أخرى إلى الشيبة الغير مراقب وبكل هدوء يرسلها مباشرة على يسار الحارس السوري لنادي ظفار مصعب بلحوس ليشعل المدرجات بين فرحة النهضة وغضب جماهير الزعيم لتأتي بعد ذلك صافرة النهاية تهنئ النهضة بالوصول إلى المباراة النهائية بعد مباراة ماراثونية رائعة تفنن فيها فنياً واداء كلا الفريقين.
هدوء فنجاء
لم يكن وصول فنجاء إلى المباراة النهائية صعباً إذا ما قارناه بالفرق التي تقابل عنها خلال مسيرته سوى المباراة الأولى في دور 32 عندما كانت البداية بالنسبة له مع صحم لكنه استطاع أن يتفوق عليه بهدف سيسيه ويدخل بعد ذلك إلى دور ال 16 ويقع مع فريق الوحدة الذي تفوق عليه بكل سهولة بسداسية من الأهداف مقابل هدف واحد للمستضيف حينها ، ليكون وصول فنجاء إلى دور الربع النهائي ويقع مع فريق نزوى وهو من فرق الدرجة الاولى وحينها عرف فنجاء كيف يكسب المباراة الاولى على أرضه بهدفين نظيفين ، لكن مباراة الأياب هناك في نزوى شهدت دراما الركلات الضائعة بعد أن تفوق فنجاء بهدف أولاً ويعادله نزوى بعد ذلك ، لكن عبدالعزيز المقبالي حينها تفنن في اهدار ركلتي جزاء مما جعلت جماهير فنجاء تخشى من ضياع الفرص منها وسط اصرار وحماس لاعبي نزوى ليكون هدف الفوز والاطمئنان يأتي من محمد مبارك الهنائي في الدقيقة 70 من عمر المباراة ليريح أعصاب الفنجاوية.
ولم يجد فنجاء الصعوبة أيضاً في مباريات المربع الذهبي بعد أن وقع أمام فريق بوشر المنتشيء بالعناصر الشابة والخبرة والضيف الجديد على المربع الذهبي لمسابقة الكأس ، لكن خبرة لاعبي فنجاء عرفوا كيف يستفيدوا من المباراة الأولى خارج أرضهم وتفوقهم في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر بهدفين لهدف ، لتكون مباراة الإياب باستاد السيب الرياضي هي مجرد تأكيد الوصول للمباراة النهائية ولم يكن بوشر الفريق السهل بل حاول جاهداً أن يفاجأ فنجاء ويعيد المباراة إلى وضعها الطبيعي، لكن المقبالي كعادة الثعلب القناص حاضرا ليقتنص الفوز بهدف نظيف ويجعل فريقه الأفضل وصولا للمباراة النهائية التي ستشهد بالفعل إثارة كبيرة بين الفريقين.
الخبرة حاضرة
ستكون المباراة النهائية في مسابقة الكأس بين فنجاء والنهضة هي مباراة الخبرة من خلال الاسماء التي يضمها كل فريق سواء في حراسة المرمى من خلال وجود رياض سبيت في حراسة النهضة وأحمد الهطالي في حراسة ونجد في خط الدفاع هناك في فنجاء نذير المسكري ومحمد المسلمي وسعد سهيل وعبدالله القصابي وفي النهضة هناك الخبرة في محمد الشيبة وخليفه عايل وناصر الشملي وانور الهنائي وفي الوسط لفريق النهضة جمال راشد وعلي الجابري وعيد الفارسي وامتياز عبدالمعطي ، وفي فنجاء نجد وسط محترف من احمد مبارك كانوا واحمد حديد إذا عاد للمباراة النهائية ورائد ابراهيم ومخلد الرقادي ومحمد المعشري وفي الهجوم هناك سيسيه الذي سيكون عائدا في المباراة النهائية وكذلك القناص عبدالعزيز المقبالي وغيرها من الأسماء التي يضمها فنجاء ، وفي هجوم النهضة هناك المحترفان وهدافي الدوري جمعه سعيد ومحمد افلاي ، لا أعتقد هناك فريق من بين الفريقين لديه إشكالية في ترابط الخطوط الثلاثة وهناك تكمن الخبرة والهدوء والحنكة في كيفية اقتناص الفوز وإنهاء المباراة في وقتها الأصلي التي يتوقع لها الجميع أن تكون مباراة مثيرة وسوف تشهد الندية بين الطرفين نظراً لتعطشهما إلى اللقب.
الطعم الايطالي والمحلي
دائما المذاق المحلي ما يكون الأجمل ولكن تشتاق إلى المذاق الأوروبي وفي كل الحالتين أيا من المذاقين سيكون جميل في نهاية المطاف، إذا كان أين البلد حمد العزاني بخبرته وحنكته في المباريات ستكون حاضرة مع النهضة والهدوء الذي يكتنفه هذا المدرب في كل مباراة ولا يخرج من صمته إلا نادرا ولكن هناك المتحمس دائما وصاحب الصرخات المدوية على اللاعبين مساعده محسن درويش ، في المقابل هل للخبرة الايطالية دور في المباراة النهائية وهو طموح يريد أن يتوج من خلاله المدرب الايطالي ارينا جولي مدرب فنجاء جهده المتأخر بأن يأتي باللقب من الباب الضيق لفنجاء وربما لو شاءت الاقدار ولو يوفق سيكون رده حاضر بأنني استلمت الفريق متأخرا وهنا يبقى الدور الأكبر على مساعده محسن الخروصي إلا أن الجماهير لن ترضى عن الفوز والحصول على اللقب الذي بات قريبا منها ولا تريد أن ترفع شعار (خرجنا من المولد بلا حمص) بعد أن طارت كل الألقاب التي كانت تطمح إليها الجماهير الفنجاوية.