[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لا أعرف فيما إذا تمت ترجمة هذين الكتابين إلى اللغة العربية أم لم يصل جهد المترجمين إليهما رغم أهمية الكتابين.
الكتابان هما، الأول صدر في العام 1995 بعنوان "انحلال وسقوط الامبراطورية الأميركية " للكاتب الأميركي الشهير غور فيدال، وهو روائي إضافة إلى كتاباته السياسية، والكتاب الثاني وقد أشرت إليه عدة مرات في هذا المنبر، وصدر بعنوان "ما رفض أن يتعلمه الرئيس ارغمه العراقيون على تعلمه" والكتاب من تأليف البروفيسور الأميركي لورنس ليندزي.
عندما صدر كتاب فيدال منتصف تسعينات القرن الماضي - القرن العشرين- كانت الولايات الأميركية في اوج قوتها وعزها وفخامتها، فقد مضى على انهيار الاتحاد السوفيتي خمس سنوات تقريبا، ولم يكن ثمة ما يشير إلى عودة القوة الشيوعية المعادية لأميركا، كما أن الحديث عن القوة الاقتصادية لليابان وصعود الصين وقوة أوروبا الاقتصادية لم تصل حد الوقوف بوجه القوة الأميركية التي ورثت توا ما نتج عن الحرب الباردة بعد انهيار القطب الثاني بصورة مدوية وكبيرة، اما بالنسبة لألمانيا فإنها قد بدأت توا بنكئ جراح التقسيم بعد انهيار جدار برلين وتوحيد الألمانيتين، وعلى الصعيد العسكري فقد خرجت الولايات المتحدة قوية بعد قيادتها للتحالف الدولي ضد العراق وحققت نصرا كبيرا في حرب الخليج الثانية من العام 1991 على خلفية الغزو العراقي للكويت في اب/ اغسطس عام 1990.
بهذا تكون الصورة الكلية تؤكد قوة الولايات المتحدة، كما أن جميع المؤشرات تقول إن هناك خطوات لتعزيز الهيمنة الأميركية على العالم بأسره سواء كان الأمر يتعلق بالقوة العسكرية أو الاقتصادية.
بالنسبة للكتاب الثاني الذي ألفه عالم الاقتصاد الأميركي لورنس ليندزي فله قصة أخرى، أن المؤلف لم يعتمد قراءات مستقبلية وفق معطيات تاريخية وفلسفية مثل تلك التي اعتمدها غور فيدال، وأن قصته تختلف تماما، فهذا العالم الاقتصادي كان يشغل منصب المستشار الاقتصادي الخاص للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، وبعد أن بدأت إدارة البيت الأبيض تقرع طبول الحرب حاول - كما يبدو- من خلال اللقاءات والاجتماعات مع الرئيس ثنيه وزعامات البيت الأبيض والمخابرات والبنتاجون عن خوض الحرب واللجوء إلى وسائل اخرى يمكن أن تؤدي ذات النتيجة، إلا أن الرئيس بوش وفريقه لم يصغوا إليه فنشر مقالا في الصحف الأميركية في شهر تشرين اول/ اكتوبر عام 2002، أي قبل الحرب بستة اشهر تقريبا، خلص فيه العالم الاقتصادي إلى أن الولايات المتحدة ستتكبد خسائر مالية تتراوح بين مائة إلى مائتي مليار دولار، فشكل هذا المقال صدمة للرئيس بوش وسارع إلى اقالته فورا، ويتردد أن مستشارين آخرين حذروا الرئيس أن الإقرار بمثل هكذا خسائر ستتسبب بأزمة مالية كبيرة في الولايات المتحدة والعالم.
ماذا قال ليندزي في كتابه الذي نشره في يوليو/ تموز عام 2008 ؟
أعلن أن الوايات المتحدة قد خسرت في العراق حتى ذلك التاريخ أي منتصف عام 2008 ما يصل إلى ثلاثة الاف مليار دولار، بسبب الخسائر الفادحة، التي تتكبدها في الأرواح والآليات وازدياد اعداد المصابين بالدماغ العائدين من العراق جراء الهجمات.
وماذا حصل بعد ذلك؟
في شهر سبتمبر أي بعد شهر على نشر الكتاب بدأت الأزمة المالية الكبيرة في أميركا واجتاحت العالم بأسره.
اعتقد بأن اعادة قراءة هذين الكتابين مهمة لفريق ترامب والمهتمين بالدور الأميركي في العالم.