تعمدت أن أتناول هذه القضية المحورية في نهاية العام الدراسي ليكون هناك الوقت الكافي لوزارة التربية والتعليم بالتعاون مع القطاع الخاص في حلحلة هذه القضية خلال الأجازة الصيفية بهدوء تام، فالقضية بكافة تفاصيلها مهمة، حيث بحت أصوات مديرات المدارس التعليم الأساسي الحلقة الأولى في المطالبة والمناشدة بالوجبة المجانية لطلبة المدارس خاصة الحلقة الاولى من خلال معايشتهن لواقع أليم أن بعض الطلبة والطالبات طوال اليوم الدراسي لا يشربون إلا الماء لعدم وجود مصروفهم اليومي، والأكثر مرارة أنهم من شدة الجوع في الاستراحة الثانية يطلبون من زملائهم في مشاركتهم الوجبة، وهل هناك ألم بعد هذا الألم ؟ أطفال في سن السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة طوال يوم دراسي حافل متعب بدون وجبة في مدارسنا ونحن في الجانب الأخر نطالب بجودة التعليم والنهوض بالتعليم، وأقل تقدير وواجب مستحق لأبنائنا وجبة بأربعمائة يبسه لا نستطيع توفريها لهم ، وماذا عسانا أن نقول فقد طفح الكيل من التكرار والتأكيد في مثل هذه القضايا التي تعتبر أبجدية في الأنظمة التعليمية العالمية في كافة الدول، خاصة الدول المطبقة لتعليم الأساسي، كان من المفترض نحن أيضا قد تجاوزناها منذ عقد من الزمن، ونفكر بما أبعد عمقا من ذلك وكيف لا يكون قد تجاوزناها ونحن وقد تجاوزنا الأربعون من عمر النهضة المباركة، ونعول على هؤلاء الطلبة والطالبات "جيل الغد" الكثير في تحمل المسؤولية في مسيرة التنمية بالبلاد ولكن يبقى الواقع واقعا لا مفر منه، فالواقع المستنتج من الميدان التربوي أن مدراء ومديرات المدارس والمشرفين على الجمعيات التعاونية في كثير من اللقاءات التربوية والاجتماعات يؤكدون أن نسبة الشراء من الجمعيات التعاونية بالمدارس من قبل الطلبة لا تتجاوز نصف أعداد الطلبة في مدارسهم ،أي بمعنى أن نصف الطلبة الأخر يقضون أوقاتهم بدون وجبات طوال اليوم الدراسي الطويل"ست ساعات" لظروف أسرهم القاسية،فإذا هذه النتيجة التي يحتم الواجب علينا تقصيها وتنفيذها وهي طلبة لا يتناولون وجبات طوال اليوم الدراسي، ومن هذه الفرضية المؤلمة لابد أن تكون هناك حلول ومنافذ تسعى وزارة التربية والتعليم مع القطاع الخاص في التعامل مع هذه القضية بمنظور إيجابي وجدية أكبر لكونها تشكل عائقا يحد من التركيز وبعدها يؤثر على المستوى التحصيلي المرتبط بالأهداف والمحصلة العامة من العملية التعليمية ، وكذلك هناك بعد أخر في القضية، حيث مازلت الصورة الذهنية العالقة في الأذهان وهي طلبة في الفسحة المدرسية يتدافعون في طوابير تضم عشرات الطلاب بمنتصف النهار أمام الشبابيك وأمامهم معلمين بعصيهم يحاولون تنظيم هذا التدافع، وكذلك ثقافة "خبز وجبن وبطاطس وعصير" التي مازلت |إلى وقتنا الحالي يتناولها أبنائنا الطلبة،وهذا هو واقعنا بكافة تفاصيله في الفسحة الدراسية، تغير كل شيء إلا ثقافتي التدافع وثقافة خبز وجبن وبطاطس وعصير منذ بداية النهضة، وهذه هي هواجسنا وآلامنا في الفسحة الدراسية، ومن هنا لابد من التعامل معها بمزيد من الشافية والمصداقية بهدف التغيير والتطوير ويبقى الهاجس الأكبر كيف نغيره ؟ وكيف نطوره ؟ ومتى سنغيره ؟ وكيف سنطوره ؟ ومن هنا نتساءل من أجل ابنائنا متى ستكون هناك قاعات مكيفة بها طاولات وكراسي مخصصة ومغاسل ومناشف مخصصة لهذه الوجبات ؟ ومتى ستكون هناك وجبات مجانية لكافة الطلبة ؟ ولابد أن نبدأ لكون الواقع الحالي مؤلم جدا"طلبة في مقبل العمر لا يتناولون وجبات" ولتكن البداية مع حلقة التعليم الأساسي الأولى كتجربة في توفير وجبات مجانية لهم ،أضافه إلى قاعات مزودة بكافة المتطلبات الأساسية لهذه الوجبات، ومن هنا نناشد وزارة التربية والتعليم بمشاركة مع القطاع الخاص بمختلف المناطق التعليمية المساهمة في وضع الحلول الناجعة في توفير منافذ في مثل هذه القضايا من أجل توفير هذه الوجبة الصحية لكون اليوم الدراسي طويل وظروف بعض الأسر المادية قاسية نظرا قد يكون في بعض الأسر أكثر من ستة طلبة بمختلف الأعمار وخلال فستحين فبلغة الأرقام دعونا نفترض أن أسرة يبلغ عدد الملتحقين معها في المدارس ثمانية طلاب من الجنسين ، وكل طالب سيتقاضى أقل ما يمكن ثلاثمائة بيسة، ليكون المصروف في اليوم الواحد ريالين وأربعمائة بمجمل شهري اثنان وخمسون ريال وثمانمائة كمصروف شهري، قد تكون هناك أسر قادرة ،ولكن أيضا بالمقابل هناك أسر غير قادرة على تلبية متطلبات هذه المصاريف وفي الختام ومتى نكسر هذا الصمت بخصوص هذه الوجبة المجانية لكون جل الأنظمة التعليمية التي تبنت نظام التعليم الأساسي تطبق الوجبة المجانية في المدارس، فإذا أصبحت الوجبة المجانية ضرورة تحتمها الظروف وكذلك أسوة بالأنظمة التعليمية التي تبنت نظام التعليم الأساسي .

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]