دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأولوية في مؤتمر الأستانة المزمع عقده في الـ23 من يناير الجاري هي وقف إطلاق النار. فيما قالت الأمم المتحدة إن دي ميستورا سيكون رئيسا للوفد الأممي إلى مفاوضات أستانا. في الوقت الذي تم فيه التوصل لاتفاق جديد في وادي بردى. وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد, أمس الخميس, عن "الأمل في أن تكون مفاوضات أستانا المزمع عقدها في الـ23 من الشهر الجاري "منبرا للحوار حول كل شيء", مشيرا إلى أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات مع الفصائل المسلحة, فيما حدد الأولويات المرادة من هذا اللقاء. وأوضح الأسد, في حديث له مع قتاة "تي بي أس" اليابانية, وهي المقابلة الأولى مع الإعلام الياباني منذ بدء الأزمة السورية, أن "مؤتمر أستانا سيكون على شكل محادثات مع الفصائل المسلحة المعارضة لوقف إطلاق النار والسماح لها بالانضمام للمصالحات". وأضاف إن "انضمام الفصائل المسلحة للمصالحات في سوريا يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة". جاء ذلك عقب يومين من إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المفاوضات السورية المرتقبة في أستانا ستستهدف ضمان مشاركة كاملة الحقوق للمعارضة السورية المسلحة. ويشار إلى أن وفود الصراع في سوريا باتت شبه مكتملة، حيث كشف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أنه سيترأس الوفد الحكومي إلى المفاوضات,فيما تم الكشف عن رئيس وفد المعارضة المسلحة في المفاوضات المرتقبة، وهو رئيس الجناح السياسي في "جيش الإسلام" محمد علوش، كما سيترأس ستيفان دي ميستورا وفد الأمم المتحدة إلى مفاوضات أستانا . وأشار الرئيس الأسد إلى أن مؤتمر أستانا سيجعل أولويته "التوصل لوقف إطلاق النار، لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول لمختلف المناطق في سوريا". لافتا إلى أنه "ليس من الواضح ما إذا كان مؤتمر أستانا سيتناول أي حوار سياسي، لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه". وأعرب عن "أمله بأن يشكل مؤتمر أستانا منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كلّ شيء". كما أعرب الأسد عن أمله في أن تتناسب خطوات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع ما جاء في تصريحاته حول إيلائه الأولوية لمحاربة الإرهاب. وتابع أن دمشق تعول على أن تأخذ الإدارة الأميركية الجديدة على محمل الجد هدف تشكيل تحالف فعلي لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة أن يشمل مثل هذا التحالف سوريا. ومن المقرر أن تعقد محادثات سورية - سورية برعاية روسية تركية إيرانية، في العاصمة الكازاخستانية أستانا في الـ23 من يناير الحالي. ومن المفترض أن تشكل محادثات أستانا تمهيدا لمفاوضات بين السوريين في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة مقررة في الثامن من فبراير المقبل. وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، سيترأس وفدها إلى مفاوضات أستانا حول تسوية الأزمة السورية. وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ، أمس : " طلب الأمين العام من السيد دي ميستورا أن يترأس فريق الأمم المتحدة في هذه المفاوضات، أخذا بعين الاعتبار مدى عقدة وأهمية المسائل التي من المتوقع طرحها في أستانا، وكذلك المستوى العالي لتمثيل منظمي الاجتماع". وأشار البيان إلى أن :الأمين العام يأمل في أن يشكل اجتماع أستانا خطوة إيجابية في سياق استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف". توصل الجيش والفصائل المسلحة في وادي بردى لاتفاقية مصالحة جديد , تتضمن في أحد بنودها دخول فوري لورشات إصلاح لنبع عين الفيجة. وذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدة، أن الطرفين توصلا لاتفاق وقف إطلاق النار بعد دخول وفد من الأمم المتحدة مع لجان للمصالحة الوطنية إلى وادي بردى, بوساطة وفد ألماني. وتضمن الاتفاق, بحسب المصادر, وقف الأعمال العسكرية في وادي بردى، وعودة المهجرين إلى قراهم في وادي بردى، وخروج الراغبين من مقاتلي المعارضة من وادي بردى, ودخولا فوريا لورشات إصلاح لنبع عين الفيجة. وحقق الجيش النظامي مدعوما بعناصر حزب الله تقدما في منطقة وادي بردى بريف دمشق, حيث تمكن من السيطرة على منطقة عين الخضرا وبسيمة, كما أصبح على مشارف عين الفيجة , بالتزامن مع قصف مدفعي واشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في عين الفيجة. وفي ذات السياق سيطرت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة على مساحات جديدة في ريف حمص الشرقي بعد القضاء على العديد من إرهابيي تنظيم “داعش”. ونقلت سانا عن مصدر عسكري أن وحدات الجيش العاملة في منطقة التيفور حققت تقدما جديدا في ملاحقتها لإرهابيي “داعش” جنوب مطار التيفور العسكري وكبدتهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عمليات مكثفة على مواقع تنظيم “داعش” شرق مدينة القريتين باتجاه قرية الباردة وتلالها استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة. كما سقط عشرات القتلى والمصابين بين صفوف إرهابيي تنظيم “داعش” خلال طلعات جوية للطيران الحربي الروسي على مناطق انتشارهم وتحركاتهم في منطقة المقابر ومحيط المطار العسكري بمدينة دير الزور. وقال المصدر العسكري إن وحدات الإسناد الناري في الجيش وسلاح الجو نفذت خلال الساعات القليلة الماضية ضربات مكثفة على تحركات ونقاط تحصن إرهابيي “داعش” في المقابر ومحيط المطار العسكري ومحيط جبل الثردة. نافيا صحة الشائعات والأكاذيب التي تتناقلها صفحات تنظيم “داعش” على مواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرة التنظيم التكفيري على مبنى جامعة الفرات وكلية الآداب والزراعة والسكن الجامعي في مدينة دير الزور مؤكدا أن هذه المباني بأكملها ومحيطها آمنة بالكامل. وفي حلب سيطر الجيش السوري على قرية "عفرين" ومطاحن الفستق والمداجن ومعمل الصابون وقرى "أم ميال والجديدة" في محيط منطقة "خناصر" بريف حلب الشرقي إثر اشتباكات مع إرهابيي تنظيم داعش استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف المدفعية والصاروخية. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن حركة النجباء أنها بدأت بمشاركة الجيش السوري والقوات الحليفة بعملية واسعة في جنوب شرق حلب مضيفة إن القوة الصاروخية لحركة النجباء توكل إليها مهمة الإسناد على طول مسير العمليات في جنوب شرق حلب، ولفتت إلى أن العمليات انطلقت من "اثريا" باتجاه طريق حلب- حماه وأن الهدف منها القضاء على داعش المسيطر على الطريق نفسه. وفي ريف دمشق سيطر الجيش السوري على وادي "تمامة" ومعبر "أبو سالم" في منطقة وادي بردى بالغوطة الغربية، وبهذه السيطرة يكون الجيش قد ضيق الخناق وفصل البساتين وقرية "إفرة" عن قرى وادي بردى بشكل كامل ومنع إمداد الفصائل المسلحة إلى باقي القرى . من جانبه أعلن بيان للجيش التركي، قيام طائرات التحالف الدولي ضد "داعش"، بعد طول انقطاع، بإجراء ضربات عسكرية على مواقع داعش في محيط مدينة الباب ، كما قام سلاح الجو الروسي أيضاً بتوجيه غارات ضد مواقع التنظيم في المنطقة. وبحسب بيان الأركان التركية،" فقد تم تنفيذ غارات جوية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي، التي تم تحديدها بالتعاون مع قوات التحالف في محيط قرية بزاغة أمس الأول، عبر طائرات التحالف الدولي (بمشاركة طائرات تورنادو البريطانية)". وأكد بيان الأركان التركية أيضاً، قيام طائرات روسية بتنفيذ غارات ضد مواقع "داعش" قرب مدينة الباب، بعد التنسيق مع سلاح الجو التركي.