واشنطن ـ ا.ف.ب: وقع الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب فور دخوله الى البيت الابيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك اوباما والمعروف باسم "اوباماكير"، مفتتحا بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي.
وبعد حماس مؤيديه، تشهد واشنطن وعدد من دول العالم سلسلة تظاهرات ضد الرئيس الاميركي الجديد في "مسيرة للنساء" بهدف التعبير عن الاحتجاج على الازدراء الذي عبر عنه ترامب بالنساء.
ووصل قطب العقارات الجمهوري الثري البالغ من العمر سبعين عاما الى البيت الابيض مساء الجمعة بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة خلفا للديموقراطي اوباما، وسط قلق كبير لدى حلفاء واشنطن.
وبعدما ادى اليمين والقى خطابا في باحة مبنى الكونغرس (الكابيتول) وحضر العرض التقليدي الذي يلي تنصيب الرؤساء الاميركيين، وقع ترامب بسرعة بعد ذلك اول مرسوم يصدره في المكتب البيضوي.
ووجه ترامب في المرسوم ادارته لمنح اكبر قدر ممكن من الاستثناءات من الاصلاح الصحي الذي اقر في 2010 ويكرهه المحافظون بسبب كلفته، بانتظار الغائه من قبل الكونغرس.
وخاب امل الذين كانوا يتوقعون ان يروا ترامب "رئيسا" مختلفا عن ترامب "المرشح". فقد بدأ ولايته باللهجة نفسها ووعد "باعادة السلطة الى الشعب".
وقال "اعتبارا من اليوم، ستكون اميركا اولا وفقط اميركا!"، مشددا على "قاعدتين بسيطتين هما شراء البضائع الاميركية وتوظيف الاميركيين".
وتابع ملايين المشاهدين في العالم مراسم تنصيب ترامب. وتجمع عشرات الآلاف من مؤيديه الذين اعتمر معظمهم قبعات تحمل عبارات تعتبر شعارا له، في منطقة "ناشونال مول". لكن اللقطات الجوية كشفت عن تعبئة شعبية محدودة بعيدة عن تلك التي سجلت عند تنصيب اوباما رئيسا في المكان نفسه قبل ثماني سنوات.
وحضر هؤلاء المؤيدون لترامب منذ ترشحه، وهم مقتنعون انها بداية "عصر جديد".
وبعد حفل التنصيب، تناول ترامب الغداء مع اعضاء الكونغرس. وخلال هذه المأدبة، اشاد بهيلاري كلينتون التي حضرت مع زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون.
وقال ترامب امام المدعوين "كان شرف لي ان اعلم ان الرئيس السابق بيل كلينتون وهيلاري كلينتون سيأتيان اليوم واريد منكم ان تقفوا لهما". وصفق الحضور بحرارة للزوجين كلينتون.
وخلال انتقاله في شارع بنسلفانيا بين مبنى الكابيتول والبيت الابيض، خرج ترامب وزوجته ميلانيا ونجلهما بارون لفترة وجيزة من السيارة الرئاسية من اجل القاء التحية على الحشود التي رحبت بالملياردير بينما سمعت في الوقت نفسه صيحات استهجان. وكتب احد المعارضين على لافتة حملها "حاول أن تكون رجلا يستحق هذا المنصب".
وليلا، شهدت الشوارع التي تتسم عادة بنظافتها الشديدة في وسط واشنطن، فوضى واعمال شغب تمثلت بسلال قمامة وسيارات محروقة وواجهات زجاجية محطمة وقنابل مسيلة للدموع خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين المعادين لترامب وعناصر الشرطة.
ووافق مجلس الشيوخ الاميركي الجمعة على تعيين اول وزيرين في ادارة ترامب، هما الجنرال جيمس ماتيس للدفاع وجون كيلي للامن الداخلي. وقد اقسما اليمين في البيت الابيض.
وستكون عطلة نهاية الاسبوع اهدأ للرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة.
فقد اعلن فريقه انه لن يقوم السبت سوى بحضور قداس صباحا في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن.
واضاف هذا الفريق ان القرارات الكبرى الاولى لن تتخذ قبل الاثنين، ربما في مجالات الهجرة والمناخ والعمل.
وغادر اوباما وزوجته ميشيل الجمعة واشنطن بعد اداء ترامب القسم متوجهين الى بالم سبرينغز في كاليفورنيا حيث سيمضيان اجازة عائلية. وقال اوباما في اخر تصريحات له من قاعدة اندروز العسكرية في ضواحي العاصمة واشنطن "ان ديموقراطيتنا ليست مباني او صروحا، بل انتم".