التنين والساحرة المستديرة ..!!
لم يكف الصين اقتصادها الثاني عالميا فهي تسعى لأن تكون رقم واحد في كل شيء حتى كرة القدم ووضعت خطة محكمة لتصبح قوة عظمى كرويا وتستضيف كأس العالم وتفوز به في عام 2050م وفقا لرغبة الرئيس الصيني المحب لكرة القدم, ومن ثم دخلت الشركات الصينية المالكة للأندية في سباق محموم على شراء أفضل صفقات للاعبي العالم بأسعار غير مسبوقة ما أشعل معه الميركاتو الشتوي وأصبح مع لهيب أسعار اللاعبين أكثر دفئا وسخونة, وكأن هذا اللهب خرج من فم التنين الصيني كما تروي الأساطير الصينية ليلتهم لاعبي العالم.
يشارك ما يقرب من 90 محترفا في الدوري الصيني المكون من 16 ناديا ومعظم المدربين أجانب أشهرهم ماجات وليبي وسكولاري وفيلاس بواش وبليجريني, وأغلب الأندية يرجع تاريخ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي ولم تصل الصين لكأس العالم غير مرة واحدة في تاريخها, ولديها ما يقرب من 20 ألف مدرسة كروية وتعمل على زيادتها إلى 50 ألفا في 2025م وهي مدارس متكاملة تعلم كرة القدم ومناهج التعليم الدراسي.
وقد حذر المختصون من ظاهرة الإسراف في شراء اللاعبين الذي وصل إلى مليار يورو من احتمالية حدوث فقاعة كروية جراء هذا النزيف من الأموال والذي يقابله تخفيض النفقات على اللاعبين المحليين في الأندية, فالصين لديها أكثر من 50 مليون رياضي, لكن الأندية لا تهتم بهم كثيرا وتفضل الصفقات السهلة والسريعة للمحترفين الأجانب والتي تدر عليهم أرباحا طائلة, فالصين تسعى إلى استثمار ما يقرب من 850 مليار دولار في الرياضة وهو أكثر من ضعف ما يستثمر في الرياضة عالميا والذي يبلغ 400 مليار فقط , حيث ترى الصين أنه استثمار مربح، المدهش في الأمر أن اللعبة الشعبية الأولى في الصين ليست كرة القدم بل إن لعبة مثل تنس الطاولة والكونغ فو لهما شعبية كبيرة لدى الجمهور الصيني وتتسيد الصين زعامة اللعبتين عالميا كما أن الجمهور الصيني يتابع بشغف دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين أكثر من كرة القدم الصينية , ولكن التنين الصيني لا يكتفي بذلك ويسعى إلى أن يكون الدوري الصيني من أقوى الدوريات العالمية ويحاكي الدوري الإنجليزي بل يسعى للتفوق عليه بنقل أفضل لاعبيه إلى الدوري الصيني, وتشتري الشركات الصينية أسهم أندية أوروبية كبيرة من أبرزهم نادي مانشستر سيتي لتتعلم كيفية إدارة اللعبة وتنظيم بطولاتها وتؤثر في اختيار الدول المستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم والتي تحلم الصين باستضافتها.

وبعد:
تقول الحكمة الصينية في صراع الماء مع الصخر، بمرور الوقت يفوز الماء, فهل تستطيع الصين تغيير خارطة العالم الكروية وتضع نفسها في القلب منها وتتخطى دولا لها باع وتاريخ عريق في عالم الساحرة المستديرة ..؟! نحن في انتظار ما سيدهشنا به التنين الصيني كرويا كما أدهشنا اقتصاديا ..!!

محمد فتحي
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]