[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
وردت مؤخرا مفردة "الأسوأ" في مناسبتين، الأولى بداية شهر يوليو/ تموز من العام الماضي 2016 ، عندما أطلقت هذا الوصف سيدة بريطانية حضرت إعلان تقرير تشيلكوت الخاص بقرار الحرب على العراق، وفقدت هذه السيدة ابنها في العراق حيث قتلته المقاومة العراقية، ووصفت توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الذي وقف إلى جانب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في غزو العراق وروج كثيرا لجملة من الأكاذيب التي تبين أنها لا تمت للواقع بصلة خاصة ما يتعلق بامتلاك العراق لما سُمي "اسلحة الدمار الشامل" ووصل الأمر بتوني بلير إلى اطلاق تحذير خطير قال فيه إن العراق قادر على تهديد أوروبا خلال خمس وأربعين دقيقة يطلق فيها اسلحته المدمرة، ووصفت السيدة البريطانية المكلومة توني بلير بقولها إن "بلير أسوأ إرهابي في العالم" وتناقلت وسائل الإعلام البريطانية والعالمية تلك الكلمة القاسية والواقعية في الوقت عينه.
المناسبة الثانية التي وردت فيها مفردة "أسوأ" جاءت على لسان الرئيس الأميركي ترامب وذلك قبل توليه الرئاسة في البيت الأبيض بثلاثة أيام، وقال لوسائل الإعلام إن "قرار الحرب على العراق كان من أسوأ القرارات في تاريخ الولايات المتحدة".
جاء ذلك في سياق حديثه عن أهداف سياسته الخارجية في مقابلة مع صحيفتي التايمز البريطانية وبيلد الألمانية.
وقال الرئيس الأميركي المنتخب إن الهجوم على العراق ما كان يجب أن يحصل في المقام الاول وإن "كل ذلك ما كان يجب أن يحدث"، مشددا على القول إنه "كان واحدا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق".
وأضاف ترامب "لقد اطلقنا العنان ... إنه اشبه برمي احجار على خلية نحل. إنها واحدة من (لحظات) الفوضى العارمة في التاريخ".
لكن الرئيس ترامب لم يتحدث عن تداعيات ذلك القرار في العراق وداخل الولايات المتحدة وفي المنطقة والعالم، كما أن اطلاق الأوصاف المجردة على الكوارث التي تحل بالدول والمجتمعات دون التوقف عند الكيفية التي يجب معالجتها لا يعني أي شيء، فبدون شك أن السذج والبسطاء والعباقرة والعلماء جميعا وعلى حد السواء يقرون أن "غزو العراق كان في قمة الحماقة والسوء"، لكن إذا كان هؤلاء جميعا وفي مختلف ارجاء العالم يدركون ذلك دون أن تكون لديهم السلطة والقدرة على تصحيح الخطيئة الكارثية، فأن وصفهم ودعواتهم تدخل في حيز المحاولات في حين يستطيع الرئيس الأميركي ترامب وضع خطوات والسير عليها عسى ولعل.
والسؤال الذي لم يوضح تفاصيله ترامب، هل يقصد بذلك الوصف ما حصل للأميركيين على المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وأنه ينظر "بعين" أميركية فقط، دون أن يجول ببصره في الدول والمجتمعات الأخرى، وهل يلقي نظرة على التركة السياسية التي "صنعوها" في العراق وما تفعله هذه المنظومة الخطيرة بالعراق وبناسه وثرواته وبمستقبل هذا البلد؟