واشنطن ـ ا.ف.ب: وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة قرارا تنفيذيا يعلق قدوم اللاجئين ويفرض قيودا مشددة على المسافرين من سبع دول.
واعلن ترامب ان القرار الذي كان من العهود التي قام بها في حملته الانتخابية يهدف الى حماية الولايات المتحدة من "الارهابيين المتطرفين".
وصرح ترامب بعد ان وقع القرار الذي اثار استنكار المنظمات الحقوقية في البنتاجون "هذا امر ضخم".
ويحمل القرار عنوان "حماية الامة من دخول ارهابيين اجانب الى الولايات المتحدة".
ينص المرسوم على تعليق برنامج استقبال اللاجئين بالكامل لمدة 120 يوما على الاقل ريثما يتم اتخاذ اجراءات تدقيق جديدة اكثر صرامة.
وتابع ان هذه الاجراءات "ستضمن ان الذين سيحصلون على الموافقة لاستقبالهم كلاجئين لا يشكلون تهديدا للامن والرفاه في الولايات المتحدة".
كما يمنع المرسوم اللاجئين السوريين تحديدا من دخول الولايات المتحدة الى اجل غير مسمى او الى ان يقرر الرئيس انهم لم يعودوا يشكلوا اي خطر.
في تلك الاثناء لن يتم اصدار اي تاشيرات دخول لمدة تسعين يوما لمهاجرين او مسافرين من سبع دول هي ايران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
وخلال فترة تعليق برنامجي التاشيرات واللاجئين، سيتم تحديد قواعد جديدة لما اشار اليه ترامب بانه "اجراءات تدقيق قصوى" في خلفية مقدمي طلبات الدخول.
واضاف انه ستكون هناك استثناءات لبعض افراد "اقليات دينية" مما يمكن ان يعني بالنظر الى الدول المشمولة بالحظر معاملة افضل للمسيحيين.
ونددت المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان والعديد من خبراء مكافحة الارهاب بالاجراءات التي تصنف ضحايا النزاعات في الخانة نفسها مع المتطرفين الذين يهددونهم.
وعلق انتوني روميرو المدير التنفيذي للاتحاد الاميركي للحريات المدنية ان "+اجراءات التدقيق القصوى+ مجرد تعبير للتميز ضد المسلمين".
وتابع روميرو ان القرار الذي يحدد دولا اسلامية دون سواها انما يشكل انتهاكا للدستور الاميركي الذي يحظر التمييز على اساس الدين.
اما احمد رحاب مدير شيكاغو في مجمع العلاقات الاميركية الاسلامية فقال ان مجموعته ستلجا الى القضاء لمحاربة القرار "دون تهاون".
وتابع رحاب ان القرار "يستهدف اشخاصا على اساس دينهم واصلهم وليس على اساس سجلهم الاجرامي او شخصيتهم".
واعربت ملالا يوسفزاي الناشطة الباكستانية وحائزة جائزة نوبل للسلام التي تعرضت لاطلاق نار من قبل حركة طالبان في راسها في العام 2012 عن "حزنها العميق".
وحثت ملالا ترامب على عدم التخلي عن "الاطفال والاسر الاكثر ضعفا" في العالم.
الا ان الاجراء سيلقى تاييدا في اوساط القاعدة القومية لترامب ولو انه لم يتضمن حظرا على دخول كل المسلمين الى الولايات المتحدة وهو ما كان هدد به ترامب خلال حملته الرئاسية.
يدافع انصار ترامب عن الاجراء بانه ضروري لمنع تغلغل مؤيدين لتنظيمي القاعدة او الدولة الاسلامية الى الولايات المتحدة مستغلين برامج استقبال اللاجئين.
واعلنت وزارة الخارجية التي سيتعين عليها تطبيق هذه الاجراءات مع وزارة الامن الداخلي انها مستعدة للقيام بذلك على الفور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "سنعلن عن اي تغييرات تتعلق بالمسافرين الى الولايات المتحدة بمجرد ان تتوفر المعلومات لذلك".
وتابع تونر "نحن ناخذ مسؤوليتنا لحماية الشعب الاميركي على محمل الجد ونحن لا نزال على التزامنا بمساعدة الاكثر ضعفا في العالم".

ووقع ترامب القرار التنفيذي الذي سيقلص عدد اللاجئين الذين تعتزم الولايات المتحدة استقبالهم في هذه السنة المالية من 110 الاف الى 50 الفا، خلال مراسم في البنتاجون.
وقبلها بلحظات وقع قرار ل"اعادة بناء" القوات الاميركية المسلحة ووقف بينما ادلى وزير الدفاع الجديد الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس اليمين امام نائب الرئيس مايك بنس.
وكان ترامب اعلن في وقت سابق انه سيلتزم براي ماتيس المعارض لاستخدام التعذيب او وسائل الاستجواب المشددة مع انه واثق من فعاليتها.
وكان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بأن يرفع عدد قطع الاسطول الاميركي في غضون السنوات المقبلة الى 350 سفينة وغواصة، علما بأن مشروع ادارة اوباما كان يقضي برفع الاسطول من 274 سفينة وغواصة حاليا الى 310 قطع.
كما وعد ترامب بزيادة عدد الطائرات الحربية وكذلك ايضا عديد الجنود في سلاح البر الذي يعتبر اكبر فروع الجيش الاميركي.
ويعتبر الجمهوريون ان الاقتطاعات التي لحقت بالموازنة العسكرية على مدى السنوات الماضية في عهد اوباما، اضافة الى الاعباء الضخمة التي تحملها الجيش بسبب حربي العراق وافغانستان، ادت الى تراجع قدراته مما يتطلب من الادارة الجديدة استثمارات ضخمة في الجيش لاستعادة تفوقه العسكري.
وكان ماتيس قال أمام مجلس الشيوخ في جلسة الاستماع اليه لتثبيته في منصبه "اعتقد ان علينا ان نجري عملية استعادة مستوى بعد سنوات كثيرة من الاستخدام المفرط لمعداتنا".