نيويورك (الولايات المتحدة) ـ ا.ف.ب: احرز المدافعون عن المهاجرين جولة اولى ضد دونالد ترامب ، بحصولهم من أحد القضاة على قرار يمنع ابعاد اشخاص موقوفين بموجب مرسوم يستهدف اللاجئين وقعه الرئيس الاميركي اخيرا.
وكان عدد كبير من الهيئات الواسعة النفوذ ومنها الاتحاد الاميركي للحريات المدنية، ادعى امام القضاء منذ صباح السبت على هذا المرسوم الذي اصدره مساء الجمعة الرئيس الاميركي بعدما جعل من فرض قيود على الهجرة احد ابرز محاور حملته الانتخابية.
ويمنع المرسوم حول "حماية الامة من دخول ارهابيين اجانب الى الولايات المتحدة"، فترة 90 يوما رعايا سبع دول اسلامية تعتبر خطرة من دخول الولايات المتحدة، وهي العراق وايران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. وتعتبر هذه الفترة ضرورية لاعادة النظر في معايير قبول اللاجئين الآتين من هذه الدول.
وتصف الهئيات المرسوم بأنه تمييزي ومخالف للدستور، لأنه يطبق على رعايا حصلوا على اوراق هجرة قانونية. ويذكرون بالتعديل الخامس ليؤكدوا ان اي تشكيك في اوراقهم لا يمكن ان تقرره الادارة اعتباطيا ويتطلب قرارا قضائيا.
وقد فاجأ تطبيق هذا المرسوم ابتداء من مساء الجمعة اشخاصا كانوا في الطائرة او يستعدون للسفر.
واوقف عشرات المسافرين -- بين مئة ومئتين كما ذكرت نيويورك تايمز -- لدى وصولهم الى المطارات الاميركية وهددوا بالابعاد.
وبمنعها الادارة من ابعاد المهاجرين الموقوفين بعد جلسة استماع عاجلة مساء السبت، لم تتوصل القاضي آن دونيلي الى تسوية كامل القضية، كما اعترفت محامية الاتحاد الاميركي للحريات المدنية لي غيليرنت مشيرة الى جلسة استماع جديدة في فبراير المقبل.
لكنها طمأنت الهيئات وجميع الاشخاص الموقوفين. وقالت غيليرنت لدى خروجها من المحكمة ان "المهم هذا المساء هو الا يوضع احد في طائرة".
وذكرت ايضا ان القاضية امرت الادارة باعداد لائحة بكل الاشخاص الموقوفين في المطارات الاميركية منذ مساء الجمعة. واضافت ان ذلك سيتيح للهيئات ان تتحرك للدفاع عن الاشخاص المعنيين.
في هذه الاثناء، اعلنت قاضية فدرالية اخرى من فيرجينيا قرارا مماثلا يتعلق هذه المرة بالمسافرين الذين اوقفوا في مطار دالاس قرب واشنطن، كما ذكرت صحيفة "ذا شارلوت اوبزرفر".
وقد بدأ تحرك الهيئات بعد توقيف عراقيين مساء الجمعة في مطار كينيدي في نيويورك وكانا يحملان تأشيرات هجرة شرعية.
وصباح السبت بعد رفع الشكوى القضائية، وفيما كان دونالد ترامب يؤكد ان تطبيق المرسوم "يجرى على ما يرام"، دعا عدد كبير من الهيئات الى التظاهر، اولا في مطار كينيدي، ثم في عدد من مطارات البلاد، مثل شيكاغو ولوس انجيليس وسان فرنسيسكو ودنفر ومينيابوليس.
واعلن الاف الاشخاص استعدادهم للمشاركة، فيما اشاد آخرون بالتوقيفات على شبكات التواصل الاجتماعي، فأكدوا بذلك انقسام البلاد.
وفي مطار كينيدي، انضم النائبان الديموقراطيان عن نيويورك في الكونغرس جيري نادلر ونيديا فيلاسكيز الى المتظاهرين واجريا مفاوضات استمرت طوال النهار مع شرطة المطار.
وتوصلا سريعا الى الافراج عن احد العراقيين الذي عمل مع القنصلية الاميركية في اربيل بكردستان العراق، وتمكن من الخروج من المطار وسط تصفيق المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "اهلا وسهلا بك في وطنك" او "اهلا وسهلا بالمسلمين".
تنبىء هذه التعبئة وهذا القرار القضائي الاول بمعركة طويلة بين المدافعين عن المهاجرين وادارة ترامب.
وقالت كامي ماكلر المسؤولة القانونية في "تحالف نيويورك للهجرة" احدى الهيئات التي سارعت الى الدعوة الى تظاهرة في مطار كينيدي "كنا نعرف ان هذا ما سيحصل، وكنا نستعد" للتحرك. واضافت "لكننا لم نكن نعرف متى، وما كنا نظن انه سيكون على الفور، وانه سيكون في الطائرة اشخاص لدى صدور المرسوم".
واعتبر مايكل كاغان الخبير في قانون الهجرة في جامعة نيفادا ان "هذه هي المرحلة الاولى من معركة طويلة امام المحاكم". واضاف "اننا نستعد لحرب خنادق قانونية منذ الانتخاب. حصلت تكهنات كثيرة حول ما يريد ترامب قوله فعلا، اذا ما عمد تكنوقراط في الادارة الى تهدئته وخصوصا الان: يفعل حرفيا ما قال انه سيقوم به".