طرابلس ـ وكالات: بدأت قوات برية ليبية باسناد عملية عسكرية اسمتها (كرامة ليبيا) لملاحقة مسلحين في بنغازي الأمر الذي اعتبرته الحكومة في طرابلس انقلابا.
قالت مصادر أمنية وطبية إن قوات ليبية تدعمها المروحيات ويقودها فريق أول متقاعد في الجيش اشتبكت مع ميليشيات في مدينة بنغازي (شرق) مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.
وقال محمد الحجازي الذي وصف نفسه بأنه المتحدث لما يسمى بالجيش الوطني الليبي إن مقاتلين بقيادة الفريق أول المتقاعد خليفة حفتر قصفوا قواعد لما يسمى جماعة أنصار الشريعة وجماعة أخرى في بنغازي.
ومازال الغموض يسيطر على الوضع لكن شهودا قالوا إن مروحيات تتبع الجيش النظامي استخدمت في شن الهجمات وكان حفتر أحد أهم الشخصيات في الانتفاضة ضد القذافي.
من جانبه قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني، إن القوات التي تحركت منذ ساعات الصباح الأولى في مدينة بنغازي بعضها تحت راية الجيش الوطني " مخالف للأوامر العسكرية وخارج نطاق الشرعية ".
وأوضح الثني في بيان صحفي بشأن التطورات والأحداث التي تشهدها مدينة بنغازي أن" محاولة استغلال الوضع الأمني في تحركات عسكرية خارج نطاق الشرعية هو "انقلاب "على الثورة والدولة " بحسب وكالة الانباء الليبية (وال).
وأكد أن عهد الانقلاب والدكتاتورية قد ولى إلى غير رجعة ، مشددا على أن "التسبب في القتال في بنغازي يعرقل وبشدة جهود بسط الأمن لتنفيذ القانون والأوامر الصادرة من أجل القضاء علي الإرهاب والخارجين عن القانون". على حد قوله.
وطالب الثني "كتائب الثوار ضبط النفس والتحرك وفقا للأوامر وعدم مخالفتها حفاظا على وحدة ليبيا وأمنها ".
كما طالب الثني في بيانه، رئاسة الأركان بضرورة ضبط الموقف على الأرض ومنع دخول أي قوات من خارج المدنية وقد صدرت الأوامر للغرفة الأمنية بذلك.
واعتبر الثني أن" الحدود الشرقية للدولة الليبية تحت سيطرة الجهات الشرعية
للدولة "
وكان رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبد السلام جاد الله قد قال إن القوة التي دخلت إلى بنغازي فجر أمس هي مجموعات صغيرة تابعة للواء السابق " خليفة حفتر " من بينها بعض العسكريين وتعمل على فرض أردتها بالقوة على الشعب الليبي.
وأوضح جاد الله في مداخلة مع قناة ليبيا الوطنية ، نشرتها وكالة (وال) أنه لايمكن ان تاتي قوة عسكرية نيابة عن الشعب الليبي وتقرر مصيره ، واصفا ماحدث بالانقلاب .
يشار إلى أن اللواء حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية قد اعلن في بيان مصور أذاعته قناة العربية الفضائية، في شهر فبراير الماضي تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري كما طرح وأعلن خارطة طريق مؤلفة من 5 بنود.
في غضون ذلك عزا خبراء تصدي ليبيا للأزمة النفطية الى احتياطيها المريح من العملات الاجنبية.
وليبيا الدولة الغنية بالنفط، تعتمد حصريا على ايراداتها النفطية التي تشكل اكثر من 96% من اجمالي الناتج الداخلي. لكن الانتاج النفطي تراجع الى حد كبير خلال 10 اشهر بسبب تعطيل المطالبين بحكم فيدرالي الموانئ الرئيسية في الشرق.
وتسبب تعطيل الموانىء النفطية التي تستخدم وسيلة للضغط على السلطات بتراجع الانتاج الى اقل من 200 الف برميل يوميا مقابل 1.5 مليون برميل قبلا.
وكان اتفاق سمح مؤخرا باعادة فتح مرفأين من اصل اربعة لكن الموانىء الرئيسية لا تزال مغلقة والصادرات لم تتجاوز 240 الف برميل يوميا هذا الاسبوع
وتنفق ليبيا شهريا ما يوزاي 3,5 مليار دولار لاستيراد المواد الغذائية والمحروقات المكررة والخدمات والمنتجات الاخرى كما قال عصام العول المتحدث باسم البنك المركزي الليبي.
ولمعالجة هذا الوضع اضطرت السلطات الى استخدام 19 مليار دولار من احتياطها من العملات الاجنبية وبقي مبلغ 113 مليار دولار مقابل 321 مليار دولار قبل الازمة كما قال.