مسقط ـ العمانية: أقامت لجنة الفعاليات الثقافية بمهرجان مسقط 2017 بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمقر الجمعية بولاية السيب ندوة بعنوان /واقع الرواية العمانية.. الفني والاجتماعي والتاريخي/.
شارك في الندوة عدد من المختصين والأكاديميين وهم: الدكتور هلال الحجري والدكتور خالد البلوشي والدكتور محمد زروق.
وسعت الندوة التي أدارتها الكاتبة منى حبراس السليمية لتحقيق جملة من الأهداف أهمها تعريف الباحثين والمهتمين بواقع الروايات العمانية، وما وصلت إليه وتسليط الضوء على المسار الفني والاجتماعي والتاريخي للرواية العمانية، والوقوف على أهم الثيمات والتقنيات والمسارات في الرواية العمانية.. كما ذهبت ومن خلال محاورها الثلاثة /الفني والاجتماعي والتاريخي/ إلى تفكيك بعض الوقائع والتفاصيل الدقيقة التي مرت بها خلال الفترة المنصرمة.
ولخصت محاور الندوة بشكل عام الواقع الفني للرواية العمانية حيث التعرض إلى البناء الفني لها وطرائق إجرائها للتعبير عن المضامين الروائية من توزيع للشخصيات والرؤية والتكييف للأحداث، إضافة إلى طرح عدد من التساؤلات أهمها كيف تمثلت الرواية العمانية أهم التجارب الفنية السردية؟ وهل من جدة على مستوى الواقع الفني لما تحقق من روايات؟.
أما فيما يتعلق بمحور الواقع الاجتماعي فجاء ليكشف عمّا يقدمه المجتمع بأصواته وأحداثه ووقائعه كونه مصدرًا ملهمًا للروائي، ولكنه في المقابل طرح عدة تساؤلات أهمها، كيف أوجد الروائي العماني هذا الواقع المتعدد الثري؟ وكيف صاغه برؤيته في أعماله؟ وهل استطاع أن يعبر عن هذا الواقع ومشاكله؟ وإلى أي مدى يرتبط واقع الرواية العمانية بالواقع الاجتماعي؟.
وجاء محور الواقع التاريخي ليؤكد أن هنالك ظاهرة عامة في أقسام الرواية وفي اختلاف طرق توظيف التاريخ وتمثيل أحداثه وعناصره روائيا بين التقرير التاريخي والتخيلي الفني، وقد شهدت الساحة الروائية العمانية في السنوات الأخيرة عودة إلى التاريخ وقراءته بعين الروائي وكذلك تفاوت هذه الأعمال بين الوقوع في محض التأريخ وتحويل التاريخ إلى عمل روائي يمتص التاريخ ولا يغلّبه.
وتحدث المشاركون في الندوة إلى ما وصلت إليه الرواية العمانية في هذا الجانب فقد تحدث الدكتور خالد البلوشي من خلال ورقة عمل عنونها /الرواية العمانية خطابا ثقافيا عبر شخوصها/ وذهبت ورقته إلى أمر مهم وبالغا في الدقة يتمثل في أنّ وفي ظلّ انصراف أدبيات الكتابة في عمان قبل السبعينيّات عن /اليومي/ والعادي إلى السياسة والدين واشتغال الرواية بعامّة الناس خيرهم وشرّهم، كبيرهم وصغيرهم، ببيئاتهم وخلفيّاتهم المختلفة، بلغاتهم ولهجاتهم المتعدّدة يمكن القول بأنّ الرواية العمانيّة ليست إبداعًا وفنًّا فحسب وإنّما هي فعل /حواريّ/.