تم خلاله تكريم 350 تربويا من المعلمين والمعلمات والوظائف المساندة
كتب – عبدالله الجرداني :
كرمّت المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط 350 تربويا من فئات مدراء المدارس ومساعديهم والمشرفين التربويين والمعلمين والوظائف المساندة الأخرى وذلك على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية في الحفل البهيج الذي أقيم بمناسبة يوم المعلم تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط بحضور وزراء التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية وجمهورية نيجيريا وجمهورية بوليفيا وعدد من أصحاب المعالي والمكرمين والسعادة وعدد من القيادات التربوية بوزارة التربية والتعليم ورؤساء وأعضاء مجالس الآباء والأمهات بالمحافظة.
بدأ الحفل بلوحة غنائية ترحيبية قدمها طلبة وطالبات مدارس ولاية قريات ثم ألقى علي بن حميد الجهوري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط كلمة المديرية رحّب في مستهلها بمعالي السيد راعي المناسبة شاكرا له تكرمه بقبول الدعوة للمشاركة باحتفالية مدارس محافظة مسقط بيوم المعلم كما رحّب بجميع الحضور مقدرًا لهم اهتمامهم المعهود الفاعل في المناسبات التربوية المجيدة، وقال في كلمته: إن معلمينا ليعتزّون أيما اعتزاز بأنهم أبناء هذا الوطن الغالي الذي يفيض على أبنائه بكل ألوان الرعاية ويحيطهم بكل معاني الاهتمام والتشجيع ،هذا الوطن العزيز الذي يجعل الاهتمام بالتعليم وتنمية الكوادر البشرية في مقدمة أولويات كافة القيادات بالسلطنة وفي طليعتهم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- وهم يدركون تمامًا ما تعنيه توجيهات قائدنا المفدى المضيئة في نطقه السامي: "لطالما أكدنا على أهمية العلم والمعرفة ،وضرورة متابعة مستجداتهما بكافة السبل المتاحة بذهن متقد على أساس من التدبر والتجربة، لأخذ الصالح المفيد ،وترك ما لا طائل من ورائه ،فهو المنطلق الصحيح لكسب المعارف ونيل الخبرات بما يمكن هذه الأجيال والأجيال القادمة من الاسهام اسهاما فاعلا في خدمة وطنها ومجتمعها وتلبية متطلبات التنمية على بصيرة وهدى"
وأثنى في كلمته على دور المعلم وقال: إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نحتفل في هذا الليلة بمناسبة عزيزة على نفوسنا هي يوم المعلم تذكيرًا وتقديرًا وعرفانًا بدوره في توفير تعليم عالي الجودة وتأكيدًا على محورية المعلم كأهم مكونات المنظومة التعليمية، إنه يومٌ يستحق المعلم فيه أن ينال التكريم لشرف انتسابه إلى أرقى وأسمى مهنة مقتدين فيها بمعلم البشرية وهادي الانسانية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- الذي كان يردد دائمًا "إنما بعثت معلمًا ، وأنتهز هذه المناسبة لأحيي جهود أخواني وأخواتي من المعلمين والمعلمات ومهما سطرنا من كلمات الثناء والامتنان فلن نوفيهم حقهم كاملاً ، وما هذه الاحتفالية إلا نقطة لا تُضاهي بحر عطائهم الفياض ،فبهم وبجهودهم يتطور التعليم ويزدهر الوطن، وقال: إننا نعول عليكم الشئ الكثير، فبكم ارتقت الأمم وبجهدكم بنيت الدول وذلك فضل لن ننساه لمن علمنا وعلم أبناءنا وسيعلم أحفادنا، فضٌل يملي علينا واجبًا كبيرًا عسانا نوفيكم حقه .
وتطرق في كلمته إلى جهود وزارة التربية والتعليم التي جعلت نصب عينيها تطوير كفايات المعلمين وتنويع معارفهم مما يسهم في مواكبة ما يحدث من تطوير في المناهج الدراسية وأهدافها ومحتواها وطرق تدريسها وأساليب تقويمها وذلك من خلال إشراك المعلم في برامج الإنماء المهني بمختلف أنواعها ومستوياتها حيث بلغت عدد البرامج التدريبية المنفذة خلال الفترة من سبتمبر حتى إبريل (121)برنامجًا تدريبيًا شملت قرابة (4800)متدرب ومتدربة من الهيئتين الإدارية والتدريسية .
وقال الجهوري في كلمته: يتزامن تكريمكم هذا العام بإنجازات ومشاريع تطويرية متميزة تبدأ وتنتهي عملياتها بين أيديكم ، ليعلو البناء بعطائكم وجهودكم، حيث كان لكم دوراً رئيسيًا ومحوريًا في كثير من اللجان التي تشكل على مستوى الوزارة والمحافظات التعليمية عند تأليف المناهج الدراسية، وتطبيق المشاريع والبرامج التربوية ذات الصبغة المحلية والإقليمية والدولية والتي حققت فيها المديرية بالمحافظة العديد من المراكز المتقدمة على مستوى السلطنة منها على سبيل المثال المركز الأول في نشاط الرياضة المدرسية، والمركز الثاني في مسابقة الأنشطة المدرسية للعام الدراسي 2012/2013م، المركز الثالث في المسرح المدرسي.
كما ألقت المعلمة فريال بنت محمد البلوشيه كلمة نيابة عن المكرمين قالت فيها: إن رسالة العلم والمعرفة رسالة سامية, عظيمة, مقدسة، فهي ارتباط وثيق بين الأرض والسماء منذ أن علم الله آدم الأسماء وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها فكرامة الإنسان لا تكتمل إلا بروح العلم فهي التي توجه حركته وسلوكه إلى كل خير وصلاح، وإن الأمم على اختلاف مشاربها وتوجهاتها جعلت العلم نبراسا للحياة وسبيلا للتقدم والرقي، فسخرت له الطاقات المبدعة ودفعت له الثروات العظيمة ليشق الجميع طريقه نحو التسلح بالعلم والمعرفة وهذا لا يتأتى إلا بقلوب مخلصة وأدمغة متفتحة وعقول راجحة نيرة عنوانها الكبير المعلم المخلص، وأضافت: إن مكانة المعلم عبر السنين سامية سامقة فهو النبراس المضيء الذي يعنون لكل مجد عظيم ويبرهن بعزيمته لكل همة عالية ويؤسس لكل بنيان راسخ، قال تعالى: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) واعترافا بالجميل فإن ما تحقق على أرض هذا الوطن الغالي من انجازات في كافة المجالات فيه بصمة بارزة وواضحة لهذا المعلم المخلص الذي يستحق منا جميعا الشكر والتقدير.
وحثت في كلمتها المعلمين والمعلمات على إتقان العمل وتجويده؛ امتثالا لقول رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" فالآمال معقودة على المعلم من أجل تقدم المجتمع والوطن كبيرة وقالت: أولت السلطنة منذ القدم التعليم اهتماما كبيرا فقد أسهم العمانيون في مسيرة الحضارة الإنسانية بعلماء يشار لهم بالبنان فتلك صحائفهم تتلى في كل بقاع الأرض حيث استفاد العالم من علمهم وترجمت الشعوب جهودهم عرفانا لهم بالجميل، وها نحن اليوم نواصل السير على نهجهم في دولة عصرية مضت منذ لحظاتها الأولى في مسيرة العلم العصري بجهود مخلصة لم تعرف الملل أو الكلل وإن ما تحقق من إنجازات في مسيرة التعليم تبرهن أمام أعيننا قيمة الجهود المبذولة برغبة صادقة نحو التطوير والارتقاء بمسيرة العلم والأخذ بالأساليب الحديثة المتطورة.
وأشارت إلى أن الانجاز الحقيقي هو الذي يشعر الفرد بالسعادة فيتلذذ طعم النجاح, والمعلم الناجح هو من يدرك أن الإخلاص والتفاني في العمل هو الأساس وأن النجاح الذي يحققه يعم أثره المجتمع والعالم أجمع واختتمت كلمتها بالشكر والتقدير للمديرية العامة للتربية والتعليم لتكريم الكوكبة المجيدة من التربويين للعام الدراسي 2013/2014م سائلة الله عزوجل أن يبارك ما قدمه المعلمون والمعلمات وما حققوه من نجاح وتقدم وأن يوفقهم دائما وأبدا لتحقيق الآمال التي يتطلع إليها أبناء الوطن الحبيب في هذا العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه قائد مسيرة العلم والتعليم مؤكدة مواصلة المسيرة بكل عزم وإصرار وثبات من أجل رفعة عمان وأهلها.
اشتمل الحفل على تقديم قصيدة شعرية ألقاها الشاعر هلال بن سعيد العامري مشرف ارشاد اجتماعي بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط وكذلك قصيدة أخرى من فن الميدان ألقتها المشرفة الإدارية شيخه السيابيه واختتم بأوبريت غنائي من أداء طلبة وطالبات مدارس ولاية قريات جسّد تاريخ عمان والنهضة الحديثة ومراحل تطور التعليم في السلطنة، تضمن ثمان لوحات متنوعة جاءت اللوحة الترحيبية بعنوان "مسقط الأمجاد" ثم لوحة "تحية لمجان" تلتها لوحة "أرض الغبيراء" وجاءت اللوحة الرابعة بعنوان "موطني" ثم لوحة "ولاء وعرفان" بعدها لوحة "أرض السلام" تلتها لوحة "المعلم" واختتم الأوبريت بلوحة "مسيرة العطاء" وهو من ألحان ناصر بن عبدالله الغماري وإخراج سعيد بن طريف الغزالي.
تخلل فقرات الحفل تكريم التربويين المجيدين خلال العام الدراسي 2013/2014م البالغ عددهم (350) تربويا من المعلمين والمعلمات ومدراء ومديرات المدارس ومساعديهم ومنسقي ومنسقات المدارس والمشرفين والمشرفات والأخصائيين والأخصائيات التربويين بالإضافة إلى عدد من رؤساء مجالس الآباء والأمهات والمؤسسات الحكومية والأفراد المتعاونون مع المديرية حيث قام معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط راعي المناسبة بتكريمهم على دفعتين كما شارك في التكريم معالي محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم المصري ومعالي فتحي جاراي وزير التربية والتعليم التونسي ومعالي روبيرتو ايفان وزير التربية والتعليم البوليفي ومعالي ايزينو وايك وزير التربية والتعليم النيجيري الذين صادف تواجدهم لحضور الاجتماع العالمي "التعليم للجميع" الذي استضافته السلطنة خلال الأسبوع الماضي.