انتهاء الجولة الثانية من المحادثات بلا نتائج " ملموسة "
موسكو _ ( الوطن ) _ (وكالات) : جددت وزارة الخارجية الروسية التعبير عن استيائها من العملية العسكرية التي تجريها السلطات الأوكرانية في جنوب شرق اوكرانيا. وجاء في بيان صدر عن الوزارة امس السبت أن الوضع حول مدينة سلافيانسك في مقاطعة دونيتسك تأزم اليلة الماضية. بحسب موقع الرسمي الاخباري لقناة روسيا . وقام الجيش الأوكراني بدعم من الطائرات بمحاولة جديدة لاقتحام المدينة. ويقوم بقصف المباني المدنية بالمدفعية الثقيلة. وهناك جرحى وخطر حقيقي على حياة السكان المدنيين. ويثير كل ذلك الاستياء في روسيا". وأضافت أن "العمليات التنكيلية ضد المواطنين تدل على نفاق سلطات كييف التي تكذب عندما تعلن استعدادها لتنفيذ اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في 17 أبريل الماضي و"خريطة الطريق" التي تقدمت بها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وتابعت أن التهديد باستخدام الأسلحة "يثير حيرة خاصة اذ يجري اليوم في مدينة خاركوف الطاولة المستديرة الثانية للبحث عن طرق المخرج من الأزمة السياسية في أوكرانيا. , يتكون الانطباع أن السلطات الأوكرانية المعلنة من قبل البرلمان تستخدم هذه الندوة لتغطية أعمالها العدوانية". وشددت الخارجية الروسية على انها "تصر على أن توقف السلطات في كييف بأسرع وقت ممكن ألعملية العسكرية في جنوب شرق البلاد". كما عبرت موسكو عن أملها بان يضغط شركاؤها الغربيون "على كييف لدفعها إلى أن تبدأ عملا حقيقيا للتحرك ألى الوفاق الوطني في البلاد". واضاف البيان ان موسكو تأمل في أن يمارس الغرب نفوذا فعالا على السلطات في كييف لضمان انطلاق جهود عملية صوب تسوية الموقف في مناطق جنوب شرق اوكرانيا، بحسب وكالة ايتار تاس الروسية. وتابع البيان أن روسيا اعربت عن شكوكها في ان اجراء انتخابات يصاحبها اطلاق قذائف المدفعية يتفق مع المعايير الديمقراطية للعملية الانتخابية وهو مايحدث في اوكرانيا. يذكر ان اوكرانيا تشهد اضطرابات أدت الى انفصال شبه جزيرة القرم وانضمامها إلى روسيا وموافقة سكان مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك شرق البلاد على الانفصال في استفتاء جرى في الحادي عشر من الشهر الجاري. وحملت الحكومة الأوكرانية روسيا المسؤولية عن الاستفتاء المثير للجدل حول انفصال المقاطعتين عن الحكومة المركزية في كييف. من جانب اخر, قال أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني في مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية إن الغرب يجب أن يفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا التي تشن "حربا خفية" في شرق أوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مجموعات من العقوبات على روس وبعض الشركات الروسية واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإثارة حركات تمرد في شرق أوكرانيا وهو ما نفاه بوتين. وذكر ديشيتسيا أن السياسيين الألمان يجب أن يدركوا "أن روسيا لن تتوقف عند لوهانسك ودونيتسك" وأضاف أنهم إذا أرادوا ألا يتحملوا مسؤولية زعزعة استقرار المنطقة فإنه ينبغي على الحكومة الألمانية أن تكون أكثر صرامة مع روسيا." وتقيم ألمانيا علاقات اقتصادية قوية مع روسيا وتسعى الصناعة الألمانية جاهدة لإثناء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة جديدة على روسيا بسبب أوكرانيا وتحذر من أضرار مستمرة على الشركات المحلية والاقتصاد على نطاق أوسع إذا استهدفت موسكو بشدة. وقال ديشيتسيا إن بوتين لا يعتزم غزو أوكرانيا "صراحة" لأنه يخشى التبعات مثل فرض المزيد من العقوبات وإن الكرملين يرسل "إرهابيين لإثارة الاضطرابات وجعل الجزء الشرقي من البلاد تحت سيطرته." على حد قوله , وأشار إلى أن معظم الأسلحة التي يستخدمها الانفصاليون تأتي من روسيا مثل بنادقهم الآلية التي قال إنها من مخازن الجيش الروسي ولا يستخدمها سوى جيش روسيا ولا يمكن الحصول عليها من أي مكان آخر. وقال "اعتقل حرس الحدود مهربين أرادوا جلب هذه الأسلحة إلى أوكرانيا. "وبالإضافة إلى ذلك سجلنا العديد من المكالمات الهاتفية بين قادة انفصاليين وعملاء روس وأثبتت أنهم يتلقون الأوامر من روسيا." في غضون ذلك انتهت الجولة الثانية من محادثات المائدة المستديرة بشأن إيجاد حل للأزمة الأوكرانية بلا نتيجة ملموسة. وقال رئيس الحكومة الأوكرانية المؤقتة أرسيني ياسينيوك في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا: "نحن مستعدون لعمل كل ما من شأنه توحيد دولة أوكرانيا". وأضاف ياسينيوك أن الحفاظ على هذه الجمهورية السوفيتية السابقة موحدة بصورة كاملة يتطلب إجراء جولة أخرى من محادثات المائدة المستديرة. كان اللقاء الأول للأطراف السياسية الفاعلة في الأزمة عقد يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الأوكرانية كييف. وأيد ياسينيوك استحداث حماية خاصة للغة الروسية والعمل على "لامركزية السلطة" - أي نقل اختصاصات إدارية وسياسية من العاصمة كييف إلى مناطق الأقاليم.