في أمسية ريسايتلية راقية بالتعاون مع متحف بيت الزبير
في أمسية موسيقية ريسايتلية فنية وفي أجواء نغمية وايقاعية قدم مجموعة من أعضاء جمعية هواة العود بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم حفل الريسايتل الذي امتزج برقي النغم الأصيل وحداثه الفن الجميل ، وذلك على مسرح متحف بيت الزبير الذي احتضن هذه الأمسية مساء الأربعاء الماضي وبحضور عدد من الشخصيات المهمة وعدد من الأكاديميين والمهتمين بالموسيقى وأعضاء وموظفي الجمعية.
تمثل العرض الذي نظمته جمعية هواة العود بالتعاون مع متحف بيت الزبير بسلاسة التقديم وبعزف مقطوعات موسيقية متنوعة شرقية وعالمية تضمنت أعمال كبار الفنانين والموسيقيين ومن المؤلفات المشهورة فأبدعت أنامل أعضاء الجمعية بتقديمها، وفي مقدمتهم عازفة الكمان التي تألقت في العزف رضية العبيدانية وعلى آلة العود المبدع يوسف اللويهي وعلى آلة البيانو المتألق رائد الفارسي وعلى آلة القانون وهب الضنكي وعلى آلة الجيتار أسعد اليحمدي وعلى آلة التشيلو حبيب جنحاني وعلى آلة الكنترباص محسن المشيفري وعلى الايقاعات أحمد السيابي وإدريس البلوشي.
يعرف الريسايتل أو الريستال بانه الاستعراض الفني للموسيقيين سواء كانوا عازفين أو مغنين أو مؤدين لأي عمل من الأعمال الموسيقية بشكل يستطيع من خلاله تقديم امكانياتهم وتجربتهم ومن ثم رؤيتهم الموسيقية الخاصة كفنانين ، وتهدف الجمعية من تنظيم هذه الفعالية الى بث روح التنافس بين العازفين وتشجيع المواهب المتقدمة في العزف والتأليف الموسيقي عن طريق تقديم أعمالهم للجماهير والمهتمين والمتذوقين ، وأيضا تعويد العازفين على أجواء العروض والتواصل المباشر مع الجمهور مما يعزز فيهم الثقة والتأقلم على مثل هذه الأجواء الاستعراضية وبث روح الانتاج والابداع من خلال الممارسة الموسيقية بشكل مستمر لدى أعضاء الجمعية.
أعمال موسيقية راقية
بدأت الأمسية بأحد القوالب الجميلة وهي (سماعي بياتي) تأليف حسين سبسبي وبدأتها رضية على آلة الكمان بعزف فردي لتقدم نغما شجيا على آلتها ومن ثم شاركتها بقية الآلات الموسيقة ، تلى ذلك عزف أغنية (زيديني عشقا) للفنان كاظم الساهر فتناغمت جميع الآلات في شجن الألحان وعبرت ببصمة لحن الأغنية في معاني العشق والحب ، ثم كان للتراث العماني بصمته الذي بدأتها رضية العبيدانية بعزف انفرادي ومن ثم تناثرت موسيقى بقية الآلات على أرجاء المسرح ليرسم لوحة تراثية جميلة ، بعدها أغنية (الجندول) للفنان محمد عبد الوهاب واقتصر العزف على آلة الكمان والتشيللو والكنترباص وآلة الرق وبانسجام تام وعلى وقع كلاسيكي راقي قُدمت هذه الفقرة باتقان ، ثم من الشرق ارتحل المشاركون الى الغرب ليقدموا (فيفا أسبانيا) وهي لحن أسباني وعلى رتم سريع ممزوج بوهج النغم أبدع المشاركون في عزفها ، ثم (فالس الشرق) وهي أحد مؤلفات (كرياكوس) بدأتها رضية على آلتها بعزف فردي ثم شاركتها بقية الآلات في توليفة جميلة ساحرة بنغمات شرقية ، ومن ثم جاءت أغنية (فوق النخل) للفنان ناظم الغزالي والتي ارتأت الجماعة المشاركة أن تقدمها بصورة مغايرة في العزف رغبة منها في التطوير وتقديم مهاراتهم وخبراتهم مع الحفاظ على هويتها الأصيلة فكانت هناك فرص عزف لكل آلة أبدع كل عازف في تقديم خبراته على آلته ، وأخيرا (لونجا شاهيناز) لمؤلفها أدهم أفندي وجاءت بايقاع سريع وحركه لحنية مرحه تبهج النفس بجمال الألحان المتداخلة والمتجانسة ببصمات عازفين لآلات مختلفة مما أعطى للصوت متعه وتذوقا مختلفا.
استمتع الحضور وتفاعلوا مع جميع فقرات الأمسية فاستمروا في التصفيق طويلا تحية وتعبيرا عن استمتاعهم بعد انتهاء الحفل وكانت الآراء ايجابية بما لمسوه من رقي وعزف جميل والتوفيق في اختيار أعمال متنوعة ولعمالقة الفن الجميل ، فتمكن المشاركون أن يتركوا بصمة من بصمات العازف العماني المجتهد في توصيل الفن والموسيقى الراقية والأصيلة ليمتع كل محب ومتذوق للموسيقى ولآلة العود.
رسالة الفن
وفي حديث مع رضية العبيدانية التي قادت المجموعة والتي عبرت عن سعادتها بهذا الحفل الذي استطاعت بمساعدة بقية زملائها تقديم رسالة الفن الهادفة لمحبي الموسيقى ، وبدورها كعازفة كمان حاولت في هذه الأمسية أن تقدم جزءا من خبراتها وامكانياتها خاصة في الفرص الانفرادية التي عزفتها في عدد من الفقرات على آلتها الوترية (الكمان).
وتحدثت رضية عن اختيار الفقرات المقدمة والتي كما تقول نابع عن قناعة وبمشاركة المجموعة تم تبادل الأفكار واللمسات الفنية في ادخال بعض تلك الأفكار للخروج بفن جميل يستمتع به الحضور فمثلا في أغنية (فوق النخل) قمنا بعزفها بشكل مختلف فأدخلنا الفرص الانفرادية في العزف فتركنا كل عازف يقدم ما لديه ، كما أن فن (الدان) من التراث العماني أيضا خرجنا بلوحة فنية وبأفكار مطورة مع الحرص الحفاظ على هويتها الأصيلة كقالب فني مشيرة انها اجتهادات مشتركة بينها وبين زملائها لتوصيل العزف بصورة جميلة ومشرفة وأيضا التعريف بامكانيات العازف العماني على آلته سواءً كانت آلة وترية أو غيرها من الآلات الأخرى.
وأضافت رضية العبيدانية إن هذا الريسايتل تعتبره نقلة واضافة لهم كمشاركين وفرصة لتقديم مهاراتهم وقدراتهم المختزلة في العزف فلكل مشارك لديه سنوات من الخبرة في مجال العزف ، ومن هذا المنطلق علينا كعازفين أن ننقل هذه الخبرات من خلال هذه العروض الفنية التي تنظمها الجمعية كما يجب علينا كأعضاء أن نساهم في نشر ثقافة الاستعراضات الموسيقية المشتركة والانفرادية التي تعد أحد أهداف الجمعية.
وفي الختام شكرت عازفة الكمان رضية العبيدانية جمعية هواة العود وعلى رأسهم فتحي البلوشي مدير الجمعية على اتاحة الفرصة لأعضائها لتقديم مثل هذه العروض وتوفير كل ما من شأنه يخدم العضو ويساهم في رفع مستواه وتطويره وتعريف عزفه للجمهور.