الأرض ثروة وطنية لا تقل أهميتها عن باقي الثروات الطبيعية التي وهبها الله تعالى للإنسان وبالتالي ينبغي استغلالها الاستغلال الأمثل والمحافظة عليها لكي تبقى للأجيال الحالية والمستقبلية وعند الحديث عن التنمية المستدامة والتي هي هدف رئيسي من أهداف خطط التنمية فإنه يقصد بها المحافظة على الموارد وضمان استمراريتها فالموازنة بين احتياجات التنمية وبين المحافظة على الموارد الطبيعية تحتاج الى حكمة ونظرة ثاقبة وتخطيط استراتيجي يراعي كافة الجوانب فليس من السهولة ان يتم ذلك فأحيانا تتطلب التنمية إنشاء طريق او خط قطارات أو مبنى حكومي في موقع عام وهنا تأتي أهمية الدراسات التي ينبغي ان تراعي مسارات تلك الطرق او مواقع المباني ومحاولة تفادي الأراضي الزراعية الخصبة والصالحة للزراعة وهنا يأتي دور التخطيط الاستراتيجي في تحديد المسار المناسب وبأقل التكاليف ومحاولة الحفاظ على اكبر قدر من الأرض الزراعية والمشكلة الأكبر تكمن في أن الاعتداء على الأراضي الزراعية يأتي أحيانا ليس بسبب مصلحة عامة وإنما لمصالح شخصية.
الأرض الزراعية أصبحت مهددة بالزوال والاضمحلال شيئا فشيء بسبب الغزو الكبير والجارف من قبل أصحاب المصالح الشخصية والذين يسعون بشتى الطرق من أجل تحويل استخدامات تلك الأراضي الى استخدامات صناعية وتجارية وسكنية، حقيقة نحزن كثيرا عندما نقرأ في الصحف اليومية إعلان عن بيع ارض زراعية ومن أهم مزاياها أنها قابلة للتغير من استخدام زراعي الى استخدامات أخرى معنى ذلك أن تلك الأرض قد حكم عليها بالإعدام والموت لأنها لاشك ان تحويلها الى استخدام آخر سوف تتحول الى كتل من الإسمنت والحديد في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة الى زراعتها وفلاحتها من أجل تغذية العشرات من الأفواه التي تزداد يوما بعد يوم ومن أجل تعزيز الأمن الغذائي للبلاد.
لقد نسي هؤلاء أن هذه الأرض كانت يوما من الأيام تمدنا برطب جني وفاكهة، أما الآن فعندما ننظر الى سهل الباطنة الذي كان يوما من الأيام سلة غذاء متنوعة أضحى يعاني من الملوحة والجفاف بسبب ممارسات البعض والتي من أهمها تأجير تلك الأراضي الزراعية لليد العاملة الوافدة والتي تستهلك المياه وتنهك التربة هذه اليد العاملة لا يهمها ان تبقى الأرض وانما كل تفكيرها ينصب في كيفية الحصول على العائد والربح السريع بينما صاحب الأرض اكتفى بالمبلغ الزهيد الذي يحصل عليه نهاية السنة اما البعض الآخر فقد اتجه لزراعة الأعلاف والتي انهكت التربة وأدت الى جفاف و بوار الأرض.
المشاريع التنموية التي تقام حاليا على خط الباطنة والتي من أهمها الطريق السريع وسكة الحديد من جانبها سوف تأخذ معها الأراضي الصالحة للزراعة والمراعي الطبيعية والتي بها أشجار وشجيرات مثل السمر والغاف وغيرها.
لقد حان الوقت لإصدار قانون وتشريع صارم وحازم يجرم تغيير استخدامات الأراضي الزراعية وتعتبر الأرض ثروة وطنية ينبغي المحافظة عليها للأجيال الحالية والمستقبلية اما إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإنه سوف يأتي الوقت الذي نجد فيه جميع الأرضي الزراعية وقد تحولت الى كتل اسمنتية وعمارات ومبان.
– تابعوناعلى صفحتنا في الفيس بوك
https://www.facebook.com/salim.alabdali.39

سالم العبدلي