أوبك: خفض كبير لإنتاج النفط السعودي يعزز الالتزام بالاتفاق

مسقط ـ لندن ـ عواصم ـ وكالات:
بلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر ابريل القادم أمس 55.06 دولار.
وأفادت بورصة دبي للطاقة بأن سعر نفط عُمان شهد أمس انخفاضا بلغ 39 سنتا مقارنة بسعر أمس الأول الذي بلغ 55.45 دولار.
تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر مارس المقبل بلغ 53 دولارا أميركيا و93 سنتا للبرميل مرتفعا بمقدار دولار أميركي واحد و21 سنتا مقارنة بسعر تسليم شهر فبراير الجاري.
وعلى صعيد متصل استقرت أسعار النفط أمس بدعم من الجهود التي تقودها منظمة أوبك لتقليص الإنتاج بينما أدى ارتفاع إنتاج آخرين إلى بقاء عقود الخام الآجلة في نطاق ضيق تتحرك فيه منذ بداية العام.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت عند 55.89 دولار للبرميل بارتفاع قدره 30 سنتا عن سعر آخر تسوية.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 25 سنتا إلى 53.18 دولار للبرميل.
وانخفض الخامان القياسيان 2% أمس الاول وكلاهما حاليا في منتصف نطاق خمسة دولارات الذي يتحرك فيه منذ أوائل ديسمبر.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون من بينهم روسيا على تقليص الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من 2017 في مسعى لكبح تخمة المعروض في أسواق النفط العالمية.
لكن مما قوض تلك الجهود ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة حيث أدت زيادة أنشطة الحفر وبخاصة من قبل منتجي النفط الصخري إلى ارتفاع الإنتاج الإجمالي إلى 8.98 مليون برميل يوميا بزيادة 6.5 % منذ منتصف 2016 لتسجل أعلى مستوى منذ أبريل العام الماضي.
وقال ريك سبونر كبير محللي سوق النفط لدى سي.إم.سي ماركتس في سيدني: النفط يبدو محاصرا في نطاق ضيق في الوقت الراهن ويركز أساسا على الاعتبارات الخاصة بالإمدادات.

*تقرير أوبك
وخفضت السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنتاجها النفطي بشكل كبير في يناير لدعم الأسعار وتقليص تخمة المعروض بما ساهم في رفع نسبة الالتزام باتفاق خفض الإمدادات الذي أبرمته المنظمة إلى مستوى قياسي يزيد على 90%.
وتعكف أوبك على خفض إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير. واتفقت روسيا وعشر دول أخرى من خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنصف هذا المقدار.
وأظهرت بيانات من مصادر ثانوية تستعين بها أوبك لمراقبة إنتاجها انخفاض إمدادات الأعضاء الأحد عشر الملتزمين بمستويات مستهدفة للإنتاج بموجب الاتفاق إلى 29.888 مليون برميل يوميا في يناير. ونشرت أوبك البيانات في تقريرها الشهري أمس الأول.
وقلصت أسعار النفط خسائرها المبكرة بعد نشر التقرير ليجري تداولها فوق 56 دولارا للبرميل. ويدعم خفض أوبك السوق لكن التوقعات بأن هذا التحرك سيؤدي إلى إنعاش النفط الصخري في الولايات المتحدة حدت من الصعود.
وفي حين وقعت روسيا وعشر دول أخرى منتجة للنفط من خارج أوبك على اتفاق خفض الإنتاج فإن المنظمة رفعت في التقرير توقعاتها للإمدادات القادمة من خارجها في 2017 نحو 120 ألف برميل يوميا وتتوقع الآن نموا بمقدار 240 ألف برميل يوميا.
وقالت أوبك في التقرير مشيرة إلى النفط الصخري: الارتفاع المتوقع في الأسعار مصدر دعم جيد لمنتجي الإمدادات الهامشية وبصفة خاصة في مشاريع النفط المحكم بالولايات المتحدة.
وتعني التخفيضات التزاما بنسبة 93% بالاتفاق وفقا لحسابات رويترز التي استندت إلى أرقام أوبك.
وفي الأسبوع الماضي قدرت وكالة الطاقة الدولية نسبة الالتزام عند 90% واصفة إياها بأنها نسبة قياسية.
وأبلغت السعودية أوبك بأنها خفضت الإنتاج بمقدار أكبر مما قدرته المصادر الثانوية إذ قلصت إنتاج يناير أكثر من 700 ألف برميل يوميا إلى 9.748 مليون برميل يوميا وهو مستوى إنتاج أقل من المطلوب منها بموجب اتفاق أوبك.
وقال التقرير إن إنتاج جميع الدول الأعضاء في أوبك - بما فيها نيجيريا وليبيا المعفيتان من اتفاق الخفض - هبط 890 ألف برميل يوميا إلى 32.14 مليون برميل يوميا.
وفي حين أبلغت السعودية أوبك بخفض كبير في إنتاجها فإن الأرقام التي قدمتها دول أخرى في المنظمة رسمت صورة أكثر تباينا.
فمستويات الإنتاج التي قدمتها دول مثل الجزائر وإيران والعراق والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا جاءت أعلى من تقديرات المصادر الثانوية.
وتعتمد أوبك على بيانات من عدة مصادر لمراقبة الإنتاج من بينها الأرقام التي تقدمها الدول الأعضاء وتقديرات المصادر الثانوية التي تتضمن وسائل إعلام القطاع. ويرجع هذا إلى إرث من الخلافات القديمة بخصوص مستويات الإنتاج الحقيقية.
وفي حين من المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على خام أوبك 32.14 مليون برميل يوميا في 2017 فإن التقرير يشير إلى أن متوسط فائض المعروض سيصل إلى الصفر إذا أبقت أوبك الإنتاج مستقرا. وأشار تقرير الشهر الماضي إلى فائض قدره 985 ألف برميل يوميا.
ولم تكشف أوبك في تقريرها عن نسبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج. وكانت رويترز اطلعت على نسخة سابقة من بيانات المصادر الثانوية الأسبوع الماضي أشارت إلى أن مستوى الالتزام بالاتفاق يبلغ 92%.
من جانبه قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركندو أمس الأول إن الأرقام الأولية تظهر مستوى مرتفعا جدا من الالتزام بتخفيضات الإنتاج وإن من السابق لأوانه الحديث عن تمديد الاتفاق.
وأبدى ثقته في أن يؤدي اتفاق خفض الإنتاج إلى تراجع مخزونات النفط لتقترب من متوسط خمس سنوات خلال 2017.
وقال باركندو متحدثا لرويترز في الخبر بالسعودية من المرجح ألا تكون عملية إعادة التوازن بالسرعة التي نتمناها جميعا لأسباب واضحة من أهمها مستوى المخزونات بالغ الارتفاع.
وأضاف: سحب تلك المخزونات وتحول هيكل السوق من ارتفاع السعر الآجل عن السعر الفوري إلى العكس سيساعد السوق على تحقيق سعر التوازن الخاص بها.

*توقعات لسعر خام برنت
وقال بنك ايه.بي.ان امرو إنه خفض توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في النصف الأول من هذا العام من 55 دولارا للبرميل إلى 50 دولارا للبرميل مع احتمال الهبوط بشكل مؤقت نحو 45 دولارا للبرميل.
وقال ايه.بي.ان امرو إن توقعاته لخام غرب تكساس الوسيط في الربع الأول انخفضت إلى 45 دولارا للبرميل لكن الربع الثاني فيما يبدو يفرض ضغوطا نزولية أقل بسبب احتمال فرض ضريبة الحدود في الولايات المتحدة.
وأضاف أنه أبقى توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت للعام دون تغيير يذكر عند 55 دولارا للبرميل في 2017 و65 دولارا للبرميل في 2018 بينما بلغت التوقعات لخام غرب تكساس الوسيط 55 دولارا للبرميل في 2017 و60 دولارا للبرميل في 2018.
وقال البنك: على الرغم من زيادة المخاطر النزولية نوعا في الأجل القصير ما زلنا نصر على رؤيتنا الطويلة الأجل لانتعاش متوسط في أسعار النفط.
أضاف: إذا ارتفعت أسعار النفط في الوقت المناسب يظل احتمال الصعود محدودا حيث سيتلقى الإنتاج دفعة كبيرة إذا ظلت الأسعار عند مستوى مرتفع لفترة طويلة.
*إنتاج كردستان العراق
وقالت مصادر بصناعة النفط إن إنتاج الخام بمنطقة كردستان العراق شبه المستقلة تراجع بعد حادث أثر على نحو 60 ألف برميل يوميا.
وأوضحت المصادر أن الإنتاج توقف بحقل باي حسن الجنوبي بسبب الأضرار التي لحقت بخط أنابيب من جراء حريق وأن أعمال الإصلاح بدأت أمس.
يبلغ إنتاج كردستان الحالي نحو 600 ألف برميل يوميا من النفط.