يتداول الناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة الأخبار والمعلومات .. ولكن وللأسف ليس كل ما يتم تداوله يعتبر صحيحاً، فالخبر إن صح التعبير يبقى خبراً حتى يتم التثبت من صحته من خلال المصادر الموثوقة، وفي بعض الأحيان يكون مصدر هذا الخبر غير الصحيح قناة تليفزيونية معروفة ويتم استقطاع مقطع الخبر ومن ثم مشاركته من خلال شبكات التوصل الاجتماعي وبرامج المحادثة، فعلى المتلقي دائماً وخاصة في عصرنا هذا من التيقن من الأخبار والمعلومات قبل نشرها أو المساهمة في نشرها، ومن خلال هذه المساحة وددت أن أقوم بطرح وتوضيح خبرين تقنيتين تم تداولهما في الأسبوعين المنصرمين، والخبر الأول كان عن جهاز حديث يحمل اسم آوترنت يقوم بتوفير الانترنت من خلال الأقمار الاصطناعية وبلا حدود أو إجارات شهرية وبقيمة تسعة وتسعين دولاراً أميركياً فقط أي ما يعادل ثمانية وثلاثين ريالاً عمانياً، والغريب في الموضوع انه قد تم تناول هذه التقنية بالشكل المغلوط من خلال قناة تليفزيونية معروفة تؤكد على التقنية وطريقة عملها، ومن خلال البحث من مصادر الجهاز نفسه وجدنا أن التقنية بالأصل لا علاقة لها بالأنترنت تماما، وإنما هي تقنية تتصل بالأقمار الاصطناعية لتوفير محتويات إلكترونية يتم استقبالها من خلال جهاز يطلق عليه اسم اوترنت وبالتالي يقوم بتخزينها ومن ثم بثها بتقنية الواي فاي للأجهزة القريبة منه، وقد تم تصميم التقنية بالأساس بهدف توفير مختلف المحتويات الإخبارية والكتب الإلكترونية للمناطق التي لا تتوفر فيها بنية تحتية خاصة بالاتصالات وشبكة الانترنت، ومن هنا نجد أن إعادة نشر مثل هذه الأخبار المغلوطة الفهم أدى إلى أن عدداً من الناس قد قام بشراء هذه الأجهزة لغرض الحصول على الانترنت المجاني مدى الحياة وبقيمة 99 دولاراً فقط! وهذا بالطبع غير صحيح.
أما الخبر الثاني فقد كان عن شريحة اتصال مخصصة لبرامج المحادثة الأكثر شهره واستخداماً بين الناس مثل برنامج الواتس اب، والتلجرام، والفيس بوك ماسنجر، والبي بي ام وغيرها، وقد تم تداول هذا الخبر عن شريحة المحادثة بين الناس على أن هذه البطاقة سوف توفر لك اتصالاً ببرامج المحادثة الأكثر تعاملاً ولمدة سنة بقيمة 6 ريالات عمانية فقط، بالطبع الآن سوف نجد أن هذا عرض مغري بالتأكيد وبالفعل فقد قام الكثير بطلب البطاقة وشراءها دون الرجوع لموقع الشركة الموفرة للبطاقة بالنفس والتأكد من المعلومة، فالشريحة فعلاً هي شريحة معنية بتشغيل برامج المحادثة وتعمل في معظم دول العالم .. ولكن هل هي بالفعل أفضل من عروض شركات الاتصالات الموجودة؟ عند الدخول لموقع الشركة بالفعل تجد أن قيمة البطاقة 6 ريالات تدفعها بالبداية لشراء البطاقة، ومن ثم تدفع ستة ريالات أخرى لعملية الاشتراك السنوي وهذا أول اختلاف عن الخبر المتداول، فالبطاقة يتم شراؤها بـ 6 ريالات وتفعيلها بـ 6 ريالات أخرى أي أن المجموع 12 ريال، بعد ذلك نكتشف أن هناك حد يجب ألا يتجاوزه المستخدم في استخدام البيانات في اليوم وهو 5 ميجابايت، وبالتالي هذا الحجم غير كاف للتعامل مع الملفات الفلمية أو الصوتية وأيضاً لاستخدامات التطبيقات الأخرى على الهاتف وبالتالي سوف يتوجب على المستخدم الاكتفاء بالكتابة النصية فقط وفي نفس الوقت إغلاق جميع التعاملات الخاصة بالتطبيقات الأخرى التي تحتاج للاتصال بالإنترنت كالبريد الإلكتروني وعمليات المزامنة الأخرى, وهنا قد يتطلب الأمر توفير هاتف خاص فقط لشريحة الاتصال المخصصة لبرامج المحادثة أو استخدام الهاتف ذو الشريحتين في حال عدم قدرة الشخص عن الاستغناء عن تطبيقات الانترنت الاخرى، لذلك نجد أن هذه البطاقة أو شريحة الاتصال ليست مخصصة لطبيعة التعاملات والاستخدامات اليومية لشبكة الانترنت على هواتفنا الذكية، وإنما قد صممت لكثيري السفر والتجوال، فعند الخروج من البلد لن تحتاج لشراء بطاقة البلد التي أنت فيه لمجرد تفعيل خدمة التراسل أو تشغيل خدمة التجوال في الهاتف لأنها مكلفة، فهي سوف تكون خيار معقول جداً عند السفر لتكون على اتصال نصي مع الأهل والأصدقاء دون تكاليف باهظة، فشريحة الاتصال تعمل في أكثر من 150 بلداً وتستخدم شبكات الاتصال لموفر الخدمة المتوفرة بها.
لذلك يجب علينا في نهاية حديثنا التأكد من صحة الأخبار من مصادرها الموثوقة وعدم الاكتفاء بالخبر حتى ولو كان من قناة تليفزيونية معروفة دون الرجوع لمصدر الخبر أو التقنية بالنفس، فعملية التأكد تكون جداً سهلة من خلال قيامنا بزيارة لمواقع الشركات الموفرة للخدمة وقراءة التغذية الراجعة من قبل من قام بالتجربة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالله بن ناصر البحراني
عضو هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس
www.abdullah-albahrani.com