مسقط ـ العمانية: تستضيف دار الأوبرا السلطانية مسقط بعد غدٍ المسرحية الغنائية الشهيرة /قصة الحي الغربي/ التي مازالت تعرض بنجاح على مسارح برودواي وغيرها من مدن العالم لقرابة خمسين سنة متواصلة ويستمر 3 أيام.
تعتبر المسرحية الغنائية /قصة الحي الغربي/ رائعة فنّية مقتبسة من مسرحية شكسبير الأسطورية /روميو وجولييت/، ولاقت نجاحًا مدوّيًا عند عرضها للمرّة الأولى في برودواي عام 1957 ورشّحت لنيل ستّ جوائز "طوني" عن فئات مختلفة منها فئة أفضل مسرحية غنائية.
وقد عرضت 732 مرّة في برودواي قبل أن يبدأ عرضها في جولات خارجية حيث فازت النسخة السينمائية منها التي صدرت عام 1961 بعشر جوائز أوسكار عن فئات مختلفة منها فئة أفضل فيلم.
وباتت /قصة الحي الغربي/ اليوم من أكثر المسرحيات الغنائية نجاحًا وشعبيةً على الإطلاق. وباعتبارها من أهم مسرحيات برودواي الكلاسيكية، تواصل نجاحاتها المحطمة للأرقام القياسية وتستمر في إمتاع آلاف الجماهير حول العالم – وها هي اليوم تحطّ رحالها في دار الأوبرا السلطانية مسقط.
وعلى الرغم من أن هذه المسرحية تروي قصة مأساوية، فهي غنية باللوحات الراقصة والغنائية وهي معروفة بأنها رائعة درامية تتميّز بالرقصات المذهلة وتحمل في طيّاتها رسالة اجتماعية في غاية الأهمية. وكما تنتهي /روميو وجولييت/، تنتهي /قصة الحي الغربي/ بتصالح الطرفين المتحاربين في وجه عبثية الحقد وموت روح شابة.
وموسيقى /قصة الحي الغربي/ من تأليف ليونارد برنشتاين الذي يعتبر النجم الأمريكي الأول في مجال قيادة الفرق الموسيقية. فبالإضافة إلى عمله الذي حمله لقيادة أعظم فرق الأوركسترا في العالم وجعله يعمل مع أشهر الفنانين المنفردين، ألّف موسيقى للحفلات والباليه والمسرح والأفلام. وتخصّص في موسيقى الجاز والموسيقى الجديدة ومقطوعات على الآلات الموسيقية لاقت نجاحًا كالذي لاقته المقطوعات الغنائية. ومن أكثر أعمال برنشتاين شهرة "فانسي فري" (1944) و "في المدينة" (1944) و"بيتر بان" (1950) و"مشاكل في تاهيتي" (1952) و"مدينة رائعة" (1952) و"الصراحة" (1956) و"قصة الحي الغربي" (1957) و"مزامير تشيتشستر" (1965) و"ماس 1600 بنسيلفانيا أفينيو" (1976) و"مكان هادئ" (1983). وكان أيضًا راعيًا متفانيًا للشباب في العالم طوال حياته.
علاوة على ذلك فقد عمل بين عامي 1951 حتى 1956 كبروفسور في براندايس في ماساتشوستس وبدأ مسيرته التلفزيونية عام 1951 كمعلّق موسيقي ومعلّم في برامج مثل "حفلات موسيقى الشباب". تدحض أعمال برنشتاين نفسها المقولة الشائعة أن المؤلف الموهوب لا يمكن أن يجمع في أعماله الموسيقى الجادة والعظيمة وروح التسلية والترفيه.