انتكاسات كثيرة يمر بها العديد من الأشخاص سواء من آدم أو من حواء قد يكون في العمل أو الحياة الأسرية أو الزوجية أو على الصعيد الشخصي في علاقات الصداقات ولكن هنا نتساءل لماذا البعض ينتكس ثم يقوم أقوى من ذي قبل والبعض الآخر لا يستطيع فأول موقف يواجهه في حياته يكسره ولا يعود قادراً على لملمة نفسه من جديد ويكون بالنسبة له كل شئ قد انتهى وأنه قد فشل ويجب أن يرضى بذلك حتى تسير حياته.
هنا نعود إلى منبع الشخص، أسرته التي نشأ بها فهي الأساس في تربيته على الثقة بالنفس وزرع الشخصية القوية فيه كما أنها تربيه على مواجهة أمور الحياة مهما كبرت أو صغرت وهي مسؤولة عن إعطائه القيمة الحقيقية لوجوده وأهميته واستقلاليته في الحياة لينجز لنفسه قبل أي شيء آخر حتى إذا خرج من البيئة المنشئة إلى حياة جديدة خارج إطار أسرته يكون قد استعد لكل أمور الحياة المخبأة له في مستقبله.
لذلك نجد القوي والضعيف الفاشل والناجح لا لسبب عميق خفي سوى أنهم نشأوا على ذلك ونجد أن البعض من الفتيات والفتيان لا تكون لهم شخصية في حياتهم الأسرية في البداية وينعكس هذا الأمر على حياتهم في بيئتهم المدرسية ثم إلى حياتهم العملية وأخيراً الزوجية فنجد أحد الأطراف يسيطر على الآخر ويتعامل معه دون المستوى في كثير من المواقف أو لا يمنحه الاحترام الذي يفترض ونجد الطرف الآخر راضخا لكل هذا قانعا بالواقع الذي يعيشه لأن التربية في الأساس انشأتهم على ذلك ولأنهم يعلمون أن ما يجدونه هنا لن يكون سوى شبيه بما يوجد لدى أسرتهم.
فالصورة التي يرسمها الطفل الصغير في نفسه عن ذاته من احترام وقدراته وحب أهله له تجعله في حياته الجديدة يترفع عن كل ما ينقص من هذه الذات, وقادراً على مواجهة حالات الإخفاق والفشل والمواقف الصعبة ويقف من جديد ليستعيد حياته ومواجهة المواقف المستقبلية لأن الأساس أنشأه على ذلك والدعم معه ممن يحبه يجعله دائما بعد الانتكاسة ينظر إلى الإيجابية في الأمر ويرفع نفسه عن كل ما يضعفها.
همسة أخيرة:
إن لم يربوكم آباءكم على تقدير ذاتكم فربوا أنفسكم على ذلك قبل فوات الأوان.

حفصة بنت محمد الجهورية
من اسرة تحرير "الوطن"
[email protected]