بإطلالة مساء هذا اليوم الجميل ينطلق معرض مسقط الدولي للكتاب كظاهرة كرنفالية ترتبط بها جل أشكال الثقافة والفكر بحثاً عن المتعة الجمالية في عالم يضج بالمعرفة، فكما هو معروف وقد تغيرت النظرة الكلية لمعارض الكتب حول العالم فلم تعد كما هي بالسابق فقط ما تفرزه مطابع الدور من كتب ودوريات وأبحاث في مجال التأليف، بل أصبحت موسم كرنفالي فكري ثقافي متنوع نحو أفاق أبعد بهدف توصيل الرسالة وتحقيق الأهداف المنشودة بمختلف الوسائل المبتكرة، وها هو معرض مسقط الدولي للكتاب يبرهن ذلك حيث تحول بدورته الجديدة الثانية والعشرين إلى كوكبة فضائية للفكر والثقافة من خلال الزخم الكبير من الفعاليات الثقافية والفكرية التي بلا شك ستشهدها أيامه من خلال تواجد كوكبة كبيرة من الكتاب والمؤلفين البارزين بالساحات الثقافية وكذلك سيشهد المعرض الإضافة المميزة بتعدد المقاهي الثقافية التي سيدشنها المعرض خلال هذا العام كمعرض نون الثقافي التابع للجمعية العمانية للكتاب والأدباء والمقهى الثقافي التابع للنادي الثقافي كذلك المقهى الثقافي التابع لبيت الزبير كذلك ستشارك 750 دار نشر ستكون موزعة على 1200 جناح، ومع كل هذا وذاك وبين اختلاف الظروف والمعطيات بالوقت الراهن، وتجدد المسارات وتشعبها وتنوعها، وفق اهتمامات القراء وأهدافهم وتنوع أساليبهم ومنهجياتهم بتوفر وسائل جديدة للمعرفة، ورغم ذلك لا يكمن بأي شكل من الأشكال تغير مجرى النهر في ظل الانفتاح الفكري عبر الجسور المختلفة فيظل وسيظل معرض الكتاب همزة وصل بين الكاتب والناشر والمثقف والمؤلف بهدف الإطلاع على كل ما هو جديد في الساحة الفكرية والثقافية العالمية، ولاسيما في مثل هذه المعارض السنوية نناشد القارئ بأن تكون الفرصة مواتية في الغوص فيها مع المزيد من الوقت والجهد والخبرة من أجل تحقيق أقصى الفائدة من أجل تحقيق الغايات، وكذلك الحرص على الجودة في اختيار الكتب المتنوعة بمختلف المسارات وليس التركيز على مسار على حساب مسارات أخرى، من خلال أن تكون هناك ماهية علاقة بين اهتمامات القارئ المثقف الفكرية وبين اختيار نوعية الكتب من خلال عملية التوازن عند الشراء، لكون دائما تكون معارض الكتب بحر غزير من المعارف تتطلب الدقة والحرص عند الاختيار بعيدا عن الدعيات الإعلامية الترويجية لبعض الكتب الفقيرة معرفيا، والتي من خلالها يتم الترويج لها بمختلف الوسائل المؤثرة.
ضمير مستتر : معرض الكتاب بحر غزير من عالم الفكر والمعرفة لذلك تطلب بأن لا تنحصر مهمة القارئ بشراء الكتب من أجل أن يكون مصيرها الأرفف بل يتطلب عليه أن يرتوي بالمتعة الجمالية للفكر والمعرفة وإلا ستكون كومة هذه الكتب مصيرها النسيان في الأرفف.


حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]