بأربعمئة وخمسين ألف عنوان، وبمشاركة سبعمئة وخمسين دار نشر خليجية وعربية وأجنبية، متوزعة على مساحة إجمالية تبلغ (114ر12) مترًا مربعًا تغطي (1200) جناح، تحتفي السلطنة اليوم بافتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين وذلك بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
ويعد المعرض ملتقًى ثقافيًّا مباشرًا، وفرصةً طيبةً لعشاق الحبر والكلمة المطبوعة على الورق، وتتنوع فعالياته وبرامجه، بحيث تغطي اهتماماته كل شرائح الجمهور وقطاعاته، وجميع المهتمين على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم وميولهم الفكرية، وهو تنوع يشي بحرص اللجنة الرئيسية للمعرض على التوازن بين هذه الفعاليات، بحيث تتناغم الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض في منظومة واحدة متكاملة هدفها تقديم المعرفة والثقافة في قوالبها وإتاحتها للجميع، وتقديم المعرض على أنه تظاهرة تؤصل البنية الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية والحضارية التي نشأت على أرض عمان طوال الحقب الماضية، وإبراز المكانة التي يحظى بها المعرض في الوجدان العماني.
ورغم حداثته عمريًّا، فقد استطاع معرض مسقط الدولي للكتاب أن يؤكد حضوره محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا ودوليًّا، سواء من خلال استقطابه الزوار الذين يتضاعف عددهم كل عام، أو من خلال العناوين ودور النشر وتنوعها، وكثرة تعدادها، والزيادة المطردة في المساحة والأجنحة التي يقام عليها هذا الحدث الثقافي الكبير، فضلًا عن قيمته المحلية كرئة ترويحية تقدم مختلف ألوان الأنشطة والفعاليات التي تلبي رغبات الجمهور العماني، وكمائدة متنوعة تقدم ما لذَّ وطاب للعقل والفكر والقلب والجسد، وتبرز الحراك الفكري والثقافي والأدبي والعلمي الذي تشهده بلادنا في ظل حركة التنوير العلمي التي أطلقتها النهضة المباركة، وكذلك التجديد والتحديث من حيث جودة الطباعة والورق للتراث العلمي والثقافي والأدبي الذي خلفه أجدادنا.
وعلى الرغم من جلوسنا المتكرر إلى أجهزة الحاسب الآلي والإذاعة المرئية، واستسهال البحث والسرعة في الوصول إلى المعلومة، فإن الكتاب يظل خير جليس، ويظل الكتاب الورقي أقرب لقلوب الأطفال خاصة، ناهيك عن أنه ما زال المصدر الأساسي للعلوم والمعارف ومناهج الدراسة حتى اليوم، وتكتسب معارض الكتب أهميتها من هذه الحقائق المؤكدة.
لذلك، الناس مدعوون للتأكيد على أهمية استثمار هذه المناسبة السنوية (معرض مسقط الدولي للكتاب) لتزويد مكتباتهم بذخائر المعرفة عبر الكتب الورقية المتاحة في المعرض الذي يتميز هذه المرة بالزخم الكبير في عناوين كتبه ودور نشره، ومساحاته، حيث يتاح لرواد المعرفة أن ينهلوا من مكنونات المعرفة المتضمنة بين ضفاف الكتب، وبالطبع فإن الإقبال على شراء الكتب يشجع الناشرين والمؤلفين على المشاركة في هذه المناسبة المهمة، ويشجعهم أيضًا على الإقبال على نشر الكتب العمانية والترويج لمؤلفات المبدعين العمانيين الأوائل أو المعاصرون.. فهنيئًا لرواد الفكر وعشاق الثقافة والعلوم والأدب والمعرفة، ولعشاق الجلوس مع الكتاب، هذا الحدث الثقافي الرائع ـ وإن كان قصيرًا ـ والذي الأروع فيه ـ بلا شك ـ حصاد ثماره من قبل الجميع مؤلفين وناشرين ومقتنين.