إغلاق الملاحقات القضائية بحق عنصر (اف بي اي)
اسلام اباد ـ وكالات: تهدد مواجهات بين فصيلين متناحرين داخل حركة طالبان الباكستانية مفاوضات السلام الجارية مع حكومة اسلام اباد من اجل وضع حد لسنوات التمرد وفق ما اقر أمس قياديون في الحركة.
واسفرت مواجهات خلال الاسابيع الاخيرة بين فصيل خان سعيد سجنا وفصيل شهير يار محسود في حركة طالبان الباكستانية عن سقوط تسعين قتيلا في المناطق القبلية شمال غرب قرب الحدود الافغانية.
ويعتبر سنجا مساعد ولي الرحمن الرجل الثاني في حركة طالبان الباكستانية الذي قتلته السنة الماضية طائرة اميركية بدون طيار بينما يقول شهير يا انه من انصار حكيم الله محسود زعيم طالبان الذي قتل ايضا السنة الماضية في غارة اميركية.
وافادت مصادر داخل الحركة ان الزعيم الحالي للحركة الملا فضل الله كلف ذراعه الايمن الشيخ خالد حقاني بلعب دور الحكم في الخلاف بين الفصيلين الذين ينسف وحدة الحركة.
واضاف المصدر طالبا عدم كشف هويته ان "تلك المعارك بين الاشقاء اجبرت قيادة طالبان على ارجاء مباحثات السلام حتى اشعار آخر" مع حكومة اسلام اباد.
ويرى مراقبون ان السلطات الباكستانية تعمل على تقسيم حركة التمرد بين فصائل مؤيدة واخرى معارضة لمباحثات السلام، كي تناقش مع الاولى وتقاتل الثانية التي ستكون بالتالي ضعيفة.
وفي شريط فيديو جديد بث نهاية الاسبوع دعا الملا فضل الله الذي ظهر في معسكر لتدريب المقاتلين الى مواصلة "الجهاد" ضد الحكومة المتهمة بانها خاضعة للولايات المتحدة وبعدم تطبيق الشريعة.
واضاف وقد ظهر يحيط به حوالى عشرين رجلا مقنعا يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ "يجب ان يقبل الجيش الباكستاني واجهزة الاستخبارات والحكومة، كما فعلنا، بحكم الله".
من جهة أخرى اغلقت محكمة باكستانية أمس قضية ضد عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) اوقف بعد صعوده الى طائرة وبحوزته ذخيرة مسدس بحسب مسؤولين.
واوقف العميل في مطلع الشهر في مطار كراتشي عندما عثر عمال الامن معه على 15 رصاصة لمسدس 9 ملم في اثناء التدقيق المعتاد قبل صعوده طائرة الى العاصمة اسلام اباد.
وافرج عن الرجل لاحقا بكفالة. وتحدثت صحيفة واشنطن بوست عن انه كان في مهمة مؤقتة في باكستان لمساعدة السلطات المحلية في التحقيق في الفساد.
واسقط القاضي المحلي في كراتشي حسن علي كلوار القضية بعد فشل الشرطة في تقديم اي اثبات ضد العميل.
واكد القاضي ان الشرطة استعانت بالفصل الخاطئ من القانون.
ونقل مسؤول في المحكمة عن القاضي قوله ان العميل الاميركي "لم يكن يحمل سلاحا، بل مجرد الرصاصات وخزاناتها".
ولم تستانف الشرطة القضية بعد ان اطلعتها الخارجية ان الرجل حصل على رخصة لحمل الذخيرة، على ما صرح الشرطي خالد محمود لفرانس برس.
كما قدم محامي العميل نسخة من السفارة الاميركية تظهر انه كان في مهمة ويملك رخصة بحمل الذخيرة.
واتت الحادثة في فترة هدوء نسبي في علاقة واشنطن واسلام اباد التي غالبا ما تشهد التوتر.
وتحسنت العلاقات بينهما الى حد كبير بعد شبه انهيار في 2011 وسط سلسلة ازمات، من بينها عملية مداهمة اميركية في باكستان ادت الى قتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن، اعتبرتها اسلام اباد انتهاكا لسيادتها.
كما اثار اطلاق المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ريموند ديفيس النار على رجلين وقتلهما في لاهور شرقا في يناير 2011 ازمة دبلوماسية بين الدولتين الحليفتين في "الحرب على الارهاب".
لاحقا افرجت محكمة باكستانية عن ديفيس بعد تسديد دية من مليوني دولار اميركي لعائلتي القتيلين.