الأمم المتحدة ـ وكالات:
تجادلت روسيا وأوكرانيا على خلفية تكريم مجلس الأمن الدولي لفيتالي تشوركين، الذي توفي بشكل مفاجئ بعد نحو عقد من الزمن قضاه في الدفاع عن سياسة موسكو لدى الأمم المتحدة. ووقف سفراء الدول في مجلس الأمن دقيقة صمت لذكرى تشوركين الثلاثاء، قبل أن يكرم كل منهم بدوره الدبلوماسي الروسي الراحل. إلا أن السفير الأوكراني فلاديمير يلتشنكو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في فبراير، قدم تعازيه بشكل مقتضب. وأعرب مجلس الأمن في بيان عن الحزن العميق لوفاة فيتالي تشوركين، عشية عيد مولده الخامس والستين. لكن أوكرانيا رفضت إصدار بيان من رئيس المجلس. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ما وصفه بالفعل "المنافي للمسيحية" و"يتجاوز حدود الخير والشر"، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "انترفاكس".
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "الله هو من سيحاكمهم"، معتبرا أن ما حصل لم يكن "أهم من خسارة روسيا" لتشوركين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكن إن بيانا بسيطا من مجلس الأمن كان "ملائما"، وكان ليظهر أن كييف لا يمكنها أن تنسى دفاع السفير الروسي السابق عن مواقف الكرملين حيال أوكرانيا. وتشوركين دبلوماسي ولد في موسكو ودرس اللغة الانكليزية منذ الصغر. وكان يتولى منصب سفير روسيا في الامم المتحدة منذ 2006 بعد ان عمل سفيرا لبلاده لدى كندا وبلجيكا. وخلال هذا العقد، تأزمت العلاقات بين موسكو والغرب ولا سيما في اطار الخلاف الكبير حول اوكرانيا بشأن دعم موسكو للانفصاليين الموالين لروسيا وتدخلها العسكري في سوريا. على صعيد اخر دعا الرئيس الاوكراني السابق فكتور يانوكوفيتش اللاجئ في روسيا الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى التحرك لوقف الحرب في شرق اوكرانيا التي نجمت جزئيا بحسبه عن اعمال "غير مسؤولة" لادارة الرئيس السابق باراك اوباما. وقال يانوكوفيتش في مؤتمر صحفي "كتبت الى الرئيس ترامب لاقول له: يجب ان تتوقف الحرب". وتدعو رسالة يانوكوفيتش التي نشرت أمس الاربعاء، الرئيس الاميركي الى "اتخاذ اجراءات عاجلة وفعالة" لانهاء المعارك في شرق اوكرانيا حيث اسفر نزاع مسلح بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية عن سقوط اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ مارس 2014. وكتب يانوكوفيتش "اطلب منكم التحرك للدفاع عن حقوق الانسان في اوكرانيا وإحلال الديمقراطية وحكم القانون". ويانوكوفيتش فر من روسيا بعدما اقاله البرلمان الأوكراني في فبراير 2014 على اثر حركة احتجاج مؤيدة لاوروبا. وبدأت حركة ساحة الاستقلال (الميدان) في وسط كييف في 21 نوفمبر 2013 وانتهت بعد ثلاثة أشهر على أثر قمع دموي ومقتل حوالى مئة متظاهر ونحو عشرين شرطيا في مواجهات. ومع وصول موالين لاوروبا الى السلطة في اوكرانيا قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم واندلع نزاع عنيف مع الانفصاليين الموالين لموسكو. وذكر يانوكوفيتش في رسالته بان مسؤولين في ادارة اوباما "تدخلوا فعليا في الوضع بوقوفهم الى جانب المحتجين"، مذكرا بان الحرب في شرق اوكرانيا وغيرها هي "نتيجة الاعمال غير المسؤولة للسياسيين الاوكرانيين والغربيين". واعلن يانوكوفيتش انه وجه رسائل مماثلة الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والأمين العام لمجلس اوروبا ثورنبيورن ياغلاند، ليدعوهم الى مطالبة السلطات الاوكرانية بتحقيق "نزيه وموضوعي وشفاف" حول مجازر ساحة الاستقلال في فبراير 2014. وأضاف "لدي أدلة ومعطيات إضافية يمكن ان تساعد في التعرف على المنظمين الحقيقيين للمجازر الواسعة في ساحة الاستقلال" في 2014. واكد يانوكوفيتش "لا اريد الانتقام من احد لكنني احلم بعودة السلام والحياة الطبيعية الى اوكرانيا".