دمشق ــ الوطن :
واصل الجيش السوري امس تقدمه باتجاه تدمر عبر سفوح الهيال وفي منطقة الدوة جنوب غرب المدينة. في حين اعلنت ماتسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الاميركي، تقدمها إلى داخل الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو "داعش" في محافظة دير الزور، شرق سوريا. حيث قالت مصادر عسكرية كردية إن القوات تمكنت من السيطرة على 15 قرية في دير الزور من أيدي مسلحي التنظيم.
وانهارت دفاعات داعش خلال تقدّم الجيش السوري الذي بات يشرف نارياً على مدرسة السواقة ومثلّث تدمر على بعد نحو 10 كيلومترات غرب المدينة. وفي جنوب سوريا ذكرت تنسيقيات الفصائل المسلحة أنّ مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش شنت هجوماً مفاجئاً على مناطق سيطرة المسلحين جنوب غرب سوريا, بالقرب من نقطة التقاء الحدود الأردنية الفلسطينية حيث سيطر عناصر التنظيم على عدّة قرى وبلدة كبيرة.
في سياق متصل، نفذت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وبتغطية من الطيران الحربي عمليات مكثفة على تجمعات تنظيم “داعش” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في مدينة دير الزور ومحيطها. ففي منطقة المقابر على الأطراف الجنوبية للمدينة أشار مراسل سانا إلى أن وحدات الجيش نفذت عمليات دقيقة ضد بؤر ونقاط تسلل إرهابيي “داعش” وسعت خلالها نطاق سيطرتها باتجاه الطريق الواصل بين مطار دير الزور والأحياء السكنية في المدينة. وبين المراسل أن العمليات في المنطقة أسفرت عن تدمير آليتين للإرهابيين والسيطرة النارية على إحدى التلال الحاكمة المشرفة على نقاط تحصن وانتشار الإرهابيين على طريق المطار. وذكر المراسل أن الطيران الحربي نفذ غارات على تجمعات وتحصينات التنظيم التكفيري في مناطق المعامل والمقابر والثردة والمهندسين والحسينية وأحياء الحميدية والعمال والحويقة والراشدية والجبيلة وبلدة الصور قرب الحدود الإدارية مع محافظة الحسكة أسفرت عن تدمير عدد من الآليات وإيقاع العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين.
ودمرت وحدات من الجيش أمس الاول 9 آليات ورشاشا لتنظيم “داعش” وقضت على العديد من إرهابييه بينهم قناصون بمحيط جبل الثردة ومنطقتي المقابر ومعامل البلوك وسرية جنيد وحي العرفي في محيط مدينة دير الزور. وفي ريف حمص الشرقي، نفّذ سلاح الجو في الجيش السوري سلسلة غارات جوية على تحصينات مسلحي تنظيم "داعش". وأفاد مصدر عسكري في تصريح
لـ "سانا" بأن الطيران الحربي "دمّر عدداً من مقار وآليات تنظيم داعش خلال غارات على تحصيناتهم في الباردة غرب قصر موزة خنيفيس في الريف الشرقي لحمص".
الى ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على منطقة الجروان في دير الزور شرق سوريا، وأنها تتقدّم باتجاه بلدة القصرة في ظلّ تراجع مسلّحي داعش. وأفاد متحدث باسم القوات بأنّ الهدف هو قطع الطريق بين دير الزور والرقة معقل داعش الأساسي. وفي السياق، قالت مصادر إنّ القوات المتقدّمة تضمّ مقاتلين من العرب والكرد وأنهم دخلوا المحافظة للمرة الأولى بدعمٍ أميركيّ. وقال المصدر العسكري الكردي لرويترز إن "العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية تجري الآن ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور من جهة الشمال أي جنوب الحسكة".
في غضون ذلك، قدر وزير الدفاع التركي عدد المسلحين الارهابيين الذين لا يزالون في مدينة الباب "باقل من مئة" واكد ان القوات التركية سيطرت على "اكثر من نصف" المدينة السورية. وفي مقابلة مع قناة "ان تي في"، قال فكري اشيق "نقدر ان عدد الارهابيين بات اقل من مئة، لكنهم خطرون، هناك قناصة كامنون وانتحاريون". واضاف الوزير التركي ان المعارضين السوريين الموالين لتركيا استعادوا "اكثر من نصف" مدينة الباب حيث تستمر "عمليات التطهير حيا حيا ولا تزال هناك فخاخ وقنابل يدوية الصنع". ومنذ اشهر عدة باتت مدينة الباب آخر معاقل الارهابيين في محافظة حلب، هدفا لحملة مشتركة للقوات التركية ومجموعات سورية حليفة لها.
سياسيا، وصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف، حيث من المقرر أن تنطلق جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية، اليوم الخميس وقال رئيس الوفد بشار الجعفري، وهو مندوب بلاده الدائم لدى الأمم المتحدة، للصحفيين الذين اجتمعوا في المطار، إنه لن يدلي بأي تصريحات صحفية حتى الخميس.
ومن المتوقع أن يشارك الوفد في مشاورات تجريها الأمم المتحدة مع المشاركين في مفاوضات "جنيف-4". كما وصل إلى جنيف جهاد مقدسي الذي يمثل "منصة القاهرة". وقال للصحفيين إنه سيشارك في عملية جنيف كشخصية مستقلة. كما من المتوقع أن يمثل ذات المنصة في جنيف أيضا المعارض جمال سليمان. من المفترض أن يصل وفد المعارضة الذي يضم ممثلين عن الائتلاف الوطني السوري والهيئة العليا للمفاوضات وفصائل المعارضة المسلحة، في وقت لاحق من الأربعاء، برفقة فريق من المستشارين والتقنيين. ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضوا، عضو الائتلاف الوطني طبيب القلب نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. وسيشارك في جولة المفاوضات أيضا وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تحت عنوان "منصة موسكو" و"منصة القاهرة".