”لقد استطاعت الدبلوماسية العمانية الصائبة أن تستقطب احترام العالم لذلك فإن علاقاتها بغيرها من الدول تشهد تناميا مستمرا والعلاقات البينية تزداد ترابطا وتوطدا .. ومما لا شك فيه أن كل عربي يتمنى لو تسود الروح الأخوية الطيبة التي جمعت قائدنا الحكيم بأخيه سمو الشيخ أمير الكويت بين جميع القيادات العربية حتى يعم السلام المنطقة ..”


دفء المشاعر وعمق العلاقات الأخوية والتقدير الكبير الذي لاحظه الجميع أثناء اجتماع عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لا يعبر عن التناغم والود والتفاهم الذي يجمع القيادتين فقط بل هو ممتد لأبناء الشعبين الشقيقين العماني والكويتي والذين يشعرون أنهم بالفعل تربطهم وشائج وقواسم عدة سواء على مستوى الهوية أو الدين أو اللغة أو الدم بالصهارة والنسب أو العادات والتقاليد أو بالحب المتبادل والذي يولد مع كل فرد في المجتمعين أو حتى بالمبادئ التي يتسم بها الشعبان من تسامح واعتدال واحترام لحقوق الإنسان وأمن واستقرار .. يضاف إلى ذلك العمق الحضاري والتاريخي الذي يجمع البلدين.
لا شك أن الحفاوة التي وجدها سمو الشيخ الأمير صباح الأحمد أثناء استقباله في بلده الثاني عمان تدل على ما يحمله الشعب العماني الوفي من مشاعر ود ومحبة تصل من القلب للقلب وما يحتله الضيف الكريم من مكانة خاصة في نفوسهم .. فالعلاقة بين البلدين عميقة ومتصلة تمتزج فيها المصالح بمشاعر الاحترام المتبادل والمودة والمحبة والتطلع للمزيد من الترابط حاضرا ومستقبلا.
إن العلاقة التي تجمع القائدين الحكيمين تعلو فوق كل اعتبار وتتجاوز كل الأزمنة وتسمو حتى هام السحاب .. فالقائدان ـ حفظهما الله ـ راعيان للسلام وحريصان على تحقيق الأمن والتنمية لشعبيهما ولكافة شعوب المنطقة ويسعيان دائما لنزع فتيل الحروب والاضطرابات التي أصابت أجزاء من أمتنا العربية .. ورغم أن هذا اللقاء لا يحتاج لسبب لأن صاحب السمو الأمير صباح الأحمد "صاحب دار" وليس ضيفا عزيزا ومرحبا به فقط إلا أن هذا اللقاء حمل معاني ودلالات كثيرة أهمها التأكيد على حرص القيادتين الحكيمتين لتوفير التنمية والاستقرار لشعبيهما ولكافة شعوب المنطقة وتوطيد العلاقات بين البلدين بما يعود على المصالح المشتركة بالخير العميم على كافة الأصعدة والمستويات.
لقد رفرف السلام في اللقاء الأخوي الذي جمع بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وتوحدت الرؤى واتفقت الآراء وتقاربت في ضرورة ترسيخ مبدأ حل الخلافات بالحوار البناء والطرق السلمية التي تمنع إراقة الدماء الزكية خاصة أن هذه ثوابت تسير عليها الدولتان الحكيمتان حيث استضافت الدولتان الكثير من مفاوضات الفرقاء للتوفيق بينهم وتقريب وجهات النظر بما يحقق الاستقرار والأمان لبلادهم خاصة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية .. كما ساهمت كل منهما في دعم العديد من القضايا العربية والإقليمية بطريقة سلمية بناءة وهو ما يزرع في نفوسنا الأمل بحلحلة الأزمات التي تعاني منها بعض دولنا العربية وخروجها من النفق المظلم الذي تسير فيه.
إن صواب الرؤية التي يتمتع به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأخوه صاحب السمو الشيخ الأمير صباح الأحمد ــ حفظهما الله ورعاهما ـ والفكر المستنير والتروي الحكيم جعلهما منارة لكل من يريد أن يسير في طريق الخير والنماء والاستقرار، ولذلك حظيت قمة السلام العمانية الكويتية باهتمام العالم أجمع ورحبت بها كل الأطراف المعتدلة التي تتطلع لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة خاصة أن الزيارة الكريمة جاءت بعد زيارة الرئيس حسن روحاني للسلطنة ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تبذله السلطنة والكويت لإنهاء الخلافات بين إيران ودول الخليج وغيرها لا سيما أن طهران جار لا بد من احترامه ويجب التفاهم معه على هذا الأساس.
لقد استطاعت الدبلوماسية العمانية الصائبة أن تستقطب احترام العالم لذلك فإن علاقاتها بغيرها من الدول تشهد تناميا مستمرا والعلاقات البينية تزداد ترابطا وتوطدا .. ومما لا شك فيه أن كل عربي يتمنى لو تسود الروح الأخوية الطيبة التي جمعت قائدنا الحكيم بأخيه سمو الشيخ أمير الكويت بين جميع القيادات العربية حتى يعم السلام المنطقة .. فهذه القمة نموذج يحتذى للقاءات المثمرة التي تفرز الازدهار والنماء والرخاء والذي نتمنى أن يمتد لباقي شعوب المنطقة.
إن هذه الزيارة الكريمة ستسجل في صحائف التاريخ بأحرف من نور لترسم عمق المشاعر التي يكنها الشعب العماني الوفي لشقيقه الشعب الكويتي لأمير الكويت العزيز التي نتمنى أن يكررها مرات ومرات فقد حل أهلا ونزل سهلا وندعو الله أن يحفظه في حله وترحاله هنا وهناك .. ويحفظ قائدنا المفدى رجل السلام الأول وداعي الخير والمحبة.


ناصر اليحمدي