بغداد ــ وكالات : عززت القوات العراقية أمس، مواقعها الى جنوب مدينة الموصل، حيث تستعد لاقتحام مطار الموصل، مدخل القسم الغربي من المدينة المستهدف منذ أيام بهجوم يفترض ان ينهي آخر المعاقل الكبرى لـ"داعش" في العراق.
وذكر مصدر مطلع في محافظة نينوى العراقية أن "مجموعة من الطائرات الحربية شنت فجر امس غارات عنيفة على محيط مطار الموصل، وأبادت رتلا لـ"داعش" مكون من عشر عربات. وأشار المصدر إلى أن سيارات "داعش" كانت محملة بالمسلحين والعتاد في طريقها إلى مطار الموصل لتعزيز دفاعات التنظيم هناك".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "العربات المدمرة تعود لما يسمى بـ"كتيبة المرابطين" والتي تضم عناصر النخبة بين عصابات "داعش" ومعظمهم من العرب والأجانب" لا العراقيين، لافتا إلى أن "جثث عناصر التنظيم وبقايا مركباتهم المحروقة منثورة في المنطقة".
ضربة إبادة الرتل الموجعة لـ"داعش"، ليست الأولى التي يتلقاها التنظيم في الأيام الماضية، حيث أفيد مساء أمس الاول الثلاثاء، بمقتل من سماه التنظيم "مسؤول أمن مطار الموصل" واثنين من أعوانه خلال قصف جوي استهدف محيط المطار المذكور. الفريق الركن عبد الأمير يار الله، قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، ذكر في تعليق صحفي أمس الاول الثلاثاء أن طلائع القوات الأمنية العراقية صارت على مشارف مطار الموصل.
وتناقلت وسائل الإعلام أنباء تفيد بانهيار نقاط المرابطة الخلفية لتنظيم "داعش" في معسكر الغزلاني غرب الموصل، وسط أنباء عن إعدام التنظيم تسعة من عناصره عقابا على "فرارهم".وأشارت هذه الوسائل إلى أن "نقاط التنظيم انهارت مع ساعات الفجر الأولى بعد تعرضها لقصف عنيف من القوات الأمنية العراقية"، لافتة إلى أن "العشرات من مسلحي التنظيم تركوا مواقعهم وهربوا إلى الأحياء المجاورة".
ميدانيا، حققت القوات العراقية في الأيام القليلة الماضية تقدما كبيرا على مختلف جبهات القتال في الموصل، ومستمرة في تحرير غرب المدينة من عناصر "داعش". ويتزامن تقدم القوات العراقية واندحار التنظيم مع تعرض المدنيين للقتل والإصابات في المناطق التي يصول فيها، حيث يزرع عناصره العبوات الناسفة على الطرقات ويمنعون الأهالي من الفرار ويرتهنونهم دروعا بشرية. ففي محافظة صلاح الدين، أعلن امس الأربعاء عن وقوع تسعة مدنيين بين قتيل وجريح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت فارين من "داعش" شمال المحافظة. وذكرت مصادر عراقية أن التفجير وقع في منطقة جبال حمرين شمال صلاح الدين واستهدف مدنيين من قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
وكان المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي، أحمد الاسدي أعلن عن انطلاق المرحلة السادسة لتحرير مناطق غربي الموصل من سيطرة داعش . وقال الاسدي، في بيان صحفي :"اليوم وفي الساعات القليلة الماضية انطلقت جحافلكم الثورية الوطنية صوب أهدافها في جنوب غربي تلعفر لتنقض كالنسور على ما تبقى من جيوب الخيانة والتطرف والتكفير الداعشي في تلعفر". وحث قوات الحشد الشعبي إلى التقدم "إلى الأهداف العسكرية الميدانية بقوة الايمان وقرار التحرير والأمل معقود على السواعد الأبية".
وقال مسؤول عراقي كبير إن المطار وقاعدة الغزلاني تعرضا لدمار كبير بسبب الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة لاستنزاف ارهابيي "داعش" قبل الهجوم. وذكر أن القوات العراقية لا تتوقع مقاومة شديدة في المطار أو القاعدة ولاسيما وأن المنطقة مكشوفة أمام الضربات الجوية والقصف المدفعي. ومن المتوقع أن تتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب - المؤلفة من وحدات عراقية تلقت تدريبا من الولايات المتحدة على حرب المدن وقادت مرحلة استعادة شرق الموصل - إلى غرب المدينة بمجرد أن تطهر القوات النظامية نقاط الدخول. ومنع التنظيم السكان من الرحيل لكن خلال أول شهرين من الحملة -في أكتوبر ونوفمبر - أجبر التنظيم آلافا من القرويين على السير إلى جوار مقاتليه الهاربين كدروع بشرية ضد الضربات الجوية.
وقال اللواء الركن جعفر البطاط رئيس أركان الشرطة الاتحادية "نحن لدينا ثلاث مهام بالنسبة للشرطة الاتحادية المهمة الأولى التحرير والمهمة الثانية تقديم الخدمات وإعادة الحياة الطبيعية ومراكز الحياة الطبيعية كمراكز الشرطة والمدارس والمستشفيات وحفظ الأمن في هذه المناطق." وستحتاج القوات العراقية لتأمين مجمع الغزلاني العسكري الذي يضم ثكنات ومناطق للتدريب ويمتد عبر المنطقة بين المطار ونهاية طريق بغداد-الموصل السريع.
والموصل هي أكبر مركز حضري يسيطر عليه تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. ووفقا لتقديرات الجيش العراقي من المعتقد أن "داعش" كان لديها نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف أكتوبر قتل منهم أكثر من ألف حتى الآن. ومنذ طرد التنظيم الارهابي من شرق الموصل الشهر الماضي تقدمت القوات العراقية في مناطق نائية ذات كثافة سكانية منخفضة لكن القتال سيشتد مع اقترابها من المناطق الداخلية في غرب الموصل وستزيد المخاطر التي تحدق بنحو 750 ألف مدني هناك.
على صعيد آخر، أعلنت دائرة استخبارات الحشد الشعبي في العراق مقتل والي مدينة تلعفر في تنظيم داعش في ضربة للطيران العراقي غربي الموصل 400 كم شمالي بغداد. وذكر فريق الاعلام الحربي للحشد الشعبي ، في بيان صحفي ، أن والي مدينة تلعفر عمار مصطفى يوسف قتل بضربة جوية لطيران الجيش العراقي في قرية عين طلاوي غربي المدينة. وشرعت فصائل الحشد الشعبي اليوم بتنفيذ المرحلة السادسة من عمليات تحرير الموصل في المناطق الموكلة للحشد غربي الموصل ومحاصرة مدينة تلعفر وتحريرها من داعش.