حوار أجراه – مصطفى بن أحمد القاسم:
اكتسبت السياسة العمانية احترام دول العالم بفضل سياستها تجاه الدول الأخرى والتي تعتمد على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى واعتماد الحلول السلمية والحوار كأساس لحل الاشكاليات الدولية.
جاء ذلك في لقاء خاص لـ "الوطن" لسعادة زهير النسور سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى السلطنة وقال: إن السياسة العمانية المحايدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مكنها من كسب احترام دول العالم لها وتعزيز مكانتها بين هذه الدول حتى غدت هذه السياسة العمانية الحكيمة مضربا للأمثال مكنها ذلك من لعب الدور الرئيسي والمحوري الذي تقوم به السلطنة في التوافق والتدخل لحل النزاعات بالطرق السلمية وحل كافة الاشكالات من خلال الحوار مشيرا سعادته الى ان السلطنة وبفضل حكمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – والتي أصبحت اليوم في طليعة الدول إقليميا التي تعمل على توحيد الصف العربي بالطرق السلمية وحل الاشكالات بالحوار والتفاوض والتأني وعدم التسرع في اتخاذ القرارات وتفادي أي تبعات قد لا تُحمد عقباها مؤكدا سعادته على أن هذا هو نفس النهج الذي تتبعه المملكة الاردنية الهاشمية في التعامل مع الدول الشقيقة والصديقة وحل مختلف القضايا التي قد تواجهها بالعقلانية والحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وهذا ليس بالغريب فكل من السلطنة والأردن يستمدان سياستهما من الحكمة التي حباها الله للقائدين جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظهما الله .
وحول القمة العربية الثامنة والعشرين المُزمع عقدها في العاصمة الأردنية عمّان مع نهاية الشهر القادم والتحضيرات الجارية لانجاحها قال سعادته: لقد سخر الاردن كافة إمكاناته لإنجاح هذه القمة مشيرا إلى أن الأردن يتطلع إلى الخروج بالكثير من النتائج الإيجابية لتحقيق تطلعات الأمة العربية خلال القمة القادمة ولعب دور رئيسي في تعزيز الترابط العربي ونبذ الخلافات العربية - العربية وتقريب وجهات النظر بما ينعكس ايجابا على شعرب هذه الأمة وبما يحقق طموحاتها وآمالها ولن يتأتي للأردن ذلك إلا بمساندة الاشقاء في الدول العربية وخاصة السلطنة التي ستساهم كثيرا في تعزيز دور الأردن في هذه القمة والتي يعول عليها المواطن العربي كثيرا خاصة في هذه المرحلة بالذات.
قمة مرتقبة
وأضاف سعادته :يحدوني الأمل بأن تكون قمة عمّان بالمملكة الاردنية الهاشمية القادمة قمة مرتقبة ومتميزة فهناك دور محوري للأردن ودور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي دأب منذ توليه السلطة على تولي زمام المبادرات العربية والإقليمية التي تؤمّن للإنسان العربي العيش الكريم وتحافظ على النسيج القومي العربي وتدافع عن القضايا العربية العادلة .
وقد أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم توجيهاته وتوصياته كي تكون قمة عمّان قمة مميزة بعيدة عن القمم النمطية والروتينية وتخرج بتوصيات تتواكب مع الواقع الراهن الذي يحتاج للأمن والسلام والازدهار .
توصيات قابلة للتطبيق
وحول توقعاته بنتائج البيان الختامي للقمة العربية القادمة قال سعادة زهير النسور سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى السلطنة أتوقع أن يكون البيان الختامي موجزاً ومختصراً ويحوي خلاصة ما تصبو اليه الشعوب العربية بعيداً عن الروتين والكلام الإنشائي ويحوي توصيات قابلة للتطبيق كون أن الأردن كان نقطة انطلاق دورية القمة وأنه يمثل صوت الاعتدال وبانعقاد القمة المقبلة ستكون مرحلة جديدة تستمر لمدة عام يترأسها الأردن .
وكان دائماً للأردن دور تاريخي في تقريب وجهات النظر العربية، والأردن هو أحد الدول الست المؤسسة لجامعة الدول العربية والملتزم بالاجماع العربي ويحرص على العمل العربي المشترك وهو حاضنة وأساس للحل في الأزمات العربية ولنا في القمم التي عقدت في الأردن أمثلة لفتح صفحات جديدة وطي الخلافات العربية .
قضية العرب الأولى
وأضاف سعادته: مما لا شك فيه أن قضية العرب الأولى اليوم هي القضية الفلسطينية والقدس الشريف وستكون ذات أولوية في القمة وكذلك الأزمة السورية وتداعياتها واللجوء السوري ونتائج مؤتمر لندن 2016 وكذلك الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا ومكافحة الارهاب ودور الشباب العربي وتطوير جامعة الدول العربية ستكون على أجندة القمة مؤكدا سعادته على أنه قد تم توجيه الدعوة إلى جميع الدول العربية للمشاركة في القمة القادمة وذلك لحرص الأردن على العمل العربي المشترك بالإضافة إلى أن الأردن ملتزم بقرارات جامعة الدول العربية ويعمل على تقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات وطي صفحات التباعد لما فيه مصلحة المواطن العربي أولاً .