رسالة فلسطين المحتلة من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
هدمت جرافات بلدية الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء، منزلًا لعائلة أبو رموز في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، بحجة البناء دون ترخيص. في حين جددت عصابات المستوطنين اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وذكرت مصادر مقدسية لـ"الوطن" أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة اقتحمت الحي، وداهمت منطقة "طلعة حزما" وفرضت حصارًا كاملًا على المنطقة، وشرعت بهدم منزل للمقدسي لؤي عوني محمود أبو رموز بعد السماح له بإخراج محتوياته. وأوضحت أن عملية الهدم تمت بذريعة البناء دون ترخيص، ودون سابق إنذار، مشيرة إلى أن المنزل مقام منذ سنوات. بدوره، أفاد الحاج عوني أبو رموز أن طواقم بلدية الاحتلال اقتحمت منزله نجله لؤي، وأخرجت ساكنيه منه بالقوة، ومن ثم شرعت بهدمه، لافتًا إلى أن المنزل تبلغ مساحته 120 مترًا مربعًا، وتم بناؤه قبل حوالي 8 سنوات، ويعيش فيه 6 أفراد. يذكر أن سلطات الاحتلال تواصل منذ احتلالها مدينة القدس عام 1967م سياسة هدم المنازل الفلسطينية بالمدينة، بحجة عدم الترخيص، وبالرغم من أنها تفرض شروطًا تعجيزية إزاء حصول المقدسيين على رخص البناء، حيث هدم منذ بداية العام عشرات المنازل بالمدينة.
على صعيد ذي صلة، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم عشرات المنشآت من بيوت وآبار ومدرسة، في قرى وخرب ومضارب البدو في المجاز، والفخيت، والتبان وصفي، والحلاوة والمركز وجنبا، بمسافر يطا جنوب الخليل. وأفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية جنوب الضفة الغربية راتب الجبور لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال داهمت خرب وقرى مسافر يطا، وصورت المنشآت الموجودة من خيام، وآبار، لجميع المياه، ومساكن المواطنين ومدرسة المسافر الثانوية في قرية الفخيت. وأشار إلى أن قوات الاحتلال وضعت الإخطارات على الحجارة في تلك المواقع، التي تعود إلى عائلات محمد، وأبو صبحة، والحمامدة، وأبو اعرام. وما زالت قوات الاحتلال تتواجد في المكان، وتمنع المواطنين من الاقتراب.
يذكر أن هذه القرى والخرب مهددة بالمصادرة، بحجة أنها ارض دولة، ومنطقة تدريب عسكرية، منذ عشرات السنوات، وما زال سكانها متمسكين في أراضيهم، ومراعيهم، ويواجهون ممارسات الاحتلال التي تهدف إلى تهجريهم لصالح الاستيطان.
الى ذلك، جدد المستوطنون امس الأربعاء، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وتمت الاقتحامات عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، ضمت عددا من غلاة المتطرفين بلباسهم التلمودي التقليدي، ولم ينجحوا بمحاولاتهم لأداء طقوس تلمودية في المسجد بفعل الرقابة الصارمة التي يفرضها حراس المسجد على المستوطنين خلال جولاتهم الاستفزازية في المسجد. في ذات السياق، طالب ما يسمى "ائتلاف منظمات الهيكل"، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المتطرف جلعاد أردان، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى أيام السبت، لتعزيز ما أسماه "الوجود اليهودي فيه على مدار الأسبوع، بما يخدم قضية الهيكل". جاء ذلك في رسالة بعثها رئيس ائتلاف المنظمات المتطرفة يعقوب هايمن إلى أردان، أشاد في مقدمتها بما أسماه جهوده التي أبعد فيها العناصر الإسلامية عن المسجد الأقصى، الأمر الذي أعاد أجواء الاقتحامات الهادئة من قبل اليهود إلى المسجد الأقصى. ولفتت الرسالة إلى "أن هذا الإبعاد غير كافٍ، ويستوجب تكثيف الوجود اليهودي في "جبل الهيكل" (تسمية الاحتلال للأقصى) عبر إعادة السماح لليهود والسياح الأجانب بدخول الأقصى أيام السبت، كما كان معمولاً به قبل العام 2000، حسب رأيه. وشملت الرسالة ادعاءات بأن الاحتلال كان يسمح باقتحامات اليهود والأجانب للمسجد الأقصى أيام السبت بحكم "الوضع القائم" قبل العام 2000م، لكنه توقف منذ العام 2003. وحسب الرسالة، فإن "السماح لليهود باقتحام الأقصى يتيح الفرصة للمئات منهم اقتحامه، وكذلك مئات السياح الأجانب، في مثل هذا اليوم، سيما وأن الكثير منهم لا يتسنى لهم ذلك في أيام الأسبوع الأخرى، بسبب الساعات القليلة المتاحة".