حلم اللقب الخليجي يضيع منا ويبقى في أحضان الأندية الإماراتية
تبخرت احلام الجماهير العمانية وضاع اللقب المنتظر الذي مرت عليه ما يقارب 25 عاماً بالخسارة غير المتوقعة لنادي صحم أمل الكرة العمانية في نهائي بطولة الأندية الخليجية رقم 29 ليبقى ذلك اللقب في أحضان الأندية الأماراتية بفوز النصر على أرضه وجماهيره بهدفين لهدف في المباراة النهائية التي جرت على استاد آل مكتوم بمدينة دبي الاماراتية.
وعلى الرغم من ذلك الحضور الجماهيري الكبير الذي صاحب المباراة وشكلت الجماهير الصحماوية بل العمانية أجمع لوحة رائعة ورسمت صورة جميلة في مدرجات الملعب رغم كل الظروف لكنهم كانوا سنداً ووقفت رجل واحد مع الفريق وقدم صحم أفضل ما عنده في الشوط من المباراة لكن الحظ وقوة الدفاع النصراوي الاماراتي جعلت أمواج تعلو طوال المباراة ولكنها كانت تصطدم تارة بدفاعات النصر وتارة أخرى في الحارس النصراوي الذي أبدع وحرس عرين مرماه ليبقى الذهب في الامارات ويتوج النصر الاماراتي بأول لقب في تاريخه ليبقى ذلك اللقب في السنوات السبع الأخيرة في الامارات ، وبعد ان شرفنا نادي صحم على ما قدمه وشرف الكرة العمانية على ذلك المستوى ليس فقط في المباراة النهائية التي بذل فيها كل شيء وإنما أيضاً على مشواره وجهوده في مسيرته بالبطولة الخليجية.
وكان الشوط الثاني من المباراة شوطاً صحماوي من بدايته إلى نهايته وكانت الحسنة الوحيدة التي قدمها النصر الاماراتي بل نحن من قدمنا ذلك الذي أهديناه التقدم في الشوط الأول من خطأ دفاعي كان بطلاً فيه المدافع دا سيلفا والحارس سليمان البريكي وجاء الهدف الثاني في الشوط الثاني من المباراة من ركلة جزاء وكان سبباً فيها ايضاً نفس المدافع دا سيلفا ، وعلى الرغم من الجهد المضاعف الذي قدمه الجلبوبي وكذلك الحال من محسن جوهر ليكون جوهراً في الموعد في الدقيقة 80 من كرة مرفوعة وعرف كيف ابراهيما ان يشترك في الكرة لكنها لمن تلامسه لتأخذ مسارها في مرمى حارس النصر الاماراتي يوسف عبدالله.
وبعد ذلك السيناريو وبعد تلك الدموع التي انهمرت ليس فقط من جماهير ولاعبي صحم بل من جماهير الكرة العمانية لنكتفي بعد ذلك الجهد بمركز الوصافة والميداليات الفضية ويبقى الذهب في الامارات وتحديداً هذه المرة في نادي النصر الاماراتي الذي سرق منا الفوز في غمضة عين.

• صحم يلعب والنصر يتقدم
كما توقعنا أن تكون البداية سريعة من كلا الفريقين واستطاع صحم أن يعزف أجمل سيمفونية الأداء في الشوط الأول من المباراة الذي أجبر النصر الاماراتي على بدء خطة الدفاع مبكراً على الرغم من البداية الخطرة وبسبب الارتباك غير المبرر الذي ظهر فيه خط دفاع صحم بالأخص في كرة حبيب فردان في أول 5 دقائق والتشاور في ابعاد الكرة لولا تدخل سليمان البريكي ليبعد أولى الكرات الخطرة ، وعلى الرغم من الرقابة اللصيقة التي فرضت على محمد زينو ومحسن جوهر وكذلك الحال من يعقوب عبدالكريم الذي لم يقدم ذلك المستوى المتوقع منه وكأنه استسلم لتلك الرقابة التي فرضت عليه ، وحاول فهد الجلبوبي من الجهة اليسرى الأنشط في فريق النصر في إرسال كراته العرضية وكذلك الحال من جانب الجهة اليمني التي كانت تأتي بعض الأحيان من يعقوب عبدالكريم وعبدالمعين المرزوقي الذي كان يتقدم في بعض فترات اللعب ، وفي الدقيقة 18 انطلق محمد زينو من الجهة اليسرى ليمرر كرة رائعة إلى فهد الجلبوبي الذي دخل بالكرة إلى منطقة العمق ولم يحسن في تمريرها أو تسديدها ليعيدها خلفية ولكن دفاعات النصر التي نجحت في إفشال كل محاولات لاعبي صحم.
وتمر أول 20 دقيقة من المباراة والركنيات التي يحصل عليها صحم لم يعرف أحد في استغلالها سواء من الجهة اليمني للمتخصص محسن جوهر أو الجهة اليمني والتي كانت بين الجلبوبي وعبدالعزيز الشموسي ، وكادت الدقيقة 23 أن تأتي بالفرحة والسعادة للجماهير الصحماوية الكبيرة الحاضرة والتي رسمت أجمل لوحة في المباراة عندما خطف الجلبوبي الكرة من محمود حسن دفاع النصر ويمررها رائعة إلى ابراهيما الذي سددها بكل قوة ولكن للأسف في نفس مكان تمركز حارس النصر يوسف عبدالله الزعابي .
• سرقة هدف
عرف النصر الاماراتي كيف يسرق هدفا سريعا في الدقيقة 26 في مرمى صحم من هجمة مرتدة تصل الكرة إلى البرازيلي ليما الذي مررها إلى علي حسن الذي بدوره سددها وكأنه من ركنية إلى داخل المنطقة وبسبب سوء التغطية الدفاعية من دا سيلفا وسوء تمركز سليمان البريكي لتسقط الكرة أمامها وتحول مسارها إلى المرمى ليتابعها ابراهيما توري مهاجم النصر في الشباك معلنة عن هدف السبق.

• ضغط صحماوي ولكن ..!!
من الطبيعي أن يضغط صحم من اجل الحصول على هدف التعديل في الشوط الاول من المباراة وواصل ضغطه المتواصل على مرمى يوسف عبدالله من خلال الهجمات المتتالية والسيطرة على وسط الملعب لتأتي الدقيقة 39 بأجمل وأخطر فرصة ربما يتحصل عليها صحم في هذا الشوط عندما قطع ابراهيما الكرة من لاعب النصر ليما ويرسلها رائعة إلى فهد الجلبوبي الذي لم يحسن التصرف فيها ويرسلها مباشرة اتجاه المرمى لتتحول إلى ركنية ومع اقتراب الدقائق الأخيرة من الشوط الاول وتواصل صحم في ضياع الكرات الركنية التي حصل عليها ووصلت إلى 10 ركنيات ولم تستغل واحدة منها أو شعرنا بأنها نفذت بالصورة المطلوبة وكانت خطرة دون أن تكون هناك أي ركنية في الشوط الاول للنصر الذي كاد أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 44 لولا تدخل المدافع الصحماوي دا سيلفا في الوقت المناسب الذي خطف الكرة من أمام البرازيلي ليما داخل خط الستة ليلفط الشوط الأول نهايته بتقدم أصحاب الأرض النصر الاماراتي بهدف نظيف.

• صحم يصعبها
بداية الشوط الثاني من المباراة والجهد الكبير الذي قدمه بالتحديد فهد الجلبوبي الذي بذل قصارى جهده وتجده تارة يصنع الهجمة وتارة أخرى هو من يكون في تلك الهجمة ولكن كانت الكرات المرتدة التي يشنها النصر الاماراتي شكلت خطورة واضحة على مرمى سليمان البريكي في ظل الاندفاع من قبل دفاعات صحم ، وفي ظل تلك الهجمات المتبادلة بين صحم والنصر الاماراتي الذي تفنن في المرتدات لتأتي الدقيقة 57 يصنع الجلبوبي هجمة ويمررها إلى يعقوب عبدالكريم الذي ظهر عليه بأنه غير قادر على التحرك وتباطأ فيها ليمررها بعد ذلك للجلبوبي الذي توغل بها لكنها تطول منه إلى خارج الملعب ، وفي الدقيقة 60 يحتسب حكم المباراة السعودي فهد المرداسي ضربة حرة مباشرة على مشارف خط ال 18 ينفذها محسن جوهر ولكنها إلى خارج الملعب بعيدة عن الخشبات الثلاث ، وكما يقال كثرة الدق يفك الحديد ومن كثرة الهجمات المرتدة التي نفذها النصر الاماراتي يتوغل محمود خميس بالكرة إلى داخل المنطقة في الدقيقة 64 وبكل غباء وجهل من مدافع ومحترف وهو اللاعب دا سيلفا الذي دخل بكل خشونة وبقوة على محمود خميس ليحتسب الحكم مباشرة ضربة جزاء وتجد المتخصص والخبرة البرازيلي ليما الذي يسددها في الزاوية اليمنى على سليمان البريكي ، لتكون ذلك الهدف الثاني للنصر الاماراتي يطيح بما تبقى من احلام ومحاولة للجماهير الصحماوية بل للجماهير العمانية من تسجيل ذلك الهدف الثاني .
ولم تتوقف هجمات صحم ولكنها هجمات لم تجد من ينفذها ويترجمها إلى أهداف في شباك النصر الذي تفنن في إغلاق المنطقة وبعد 13 ركنية تحتسب لصحم لم يستغل واحدة منها وعلى الرغم من الدفع بلاعبين في الدقيقة 67 في صحم لكل من سعيد المعمري وحسن مظفر بدلاً من يعقوب عبدالكريم وعبدالعزيز الشموسي إلا أن الجهود لم تسفر عن أي هدف أو كرة خطرة تجعل جماهير النصر الاماراتي تنتفض حتى الدقيقة 75 من المباراة التي سارت كما أرادها النصر الاماراتي .
• حظ متأخر
لم يتوقف الضغط والزحف الصحماوي ولو كانت تلك الفرص التي أتيحت لصحم ليس فقط في الشوط الثاني من المباراة وأنما في المباراة بأكملها كانت للنصر الاماراتي لكانت الاهداف انهالت على مرمانا ولكن تلك الفرص كانت من نصيبنا ولكنها لم تجد من يترجمها وبعد محاولات جعلت الحناجر تنشف وجعلت الحلوق تصاب بالجفاف يأتي الفرج المتأخر في الدقيقة 80 إثر كرة مرفوعة من محسن جوهر الذي حاول وبذلك كل جهده لتأتي معه قبل نهاية المباراة بعشر دقائق ليشترك ابراهيما مع الكرة ولكنها لمن تلامسه لتأخذ مسارها وطريقها إلى مرمى يوسف عبدالله الزعابي حارس النصر على يمينه ، ذلك الهدف أعاد شيئا من بريق الأمل وحاول صحم وجاهد لاعبوه وبقى النصر متمركزاً في منطقته وكأنه يحرس إحدى القلاع حتى لا تنهار من الموج الأزرق ، لكن الحظ لم يكن معنا ولم يكن مع هجمات صحم ولم يكن تلك الجماهير الكبيرة التي تواجدت لتنتهي المباراة رغم الوقت الضائع الذي وصل إلى 5 دقائق إلا ان اللقب أراد أن يبقى هناك في الامارات وهذه المرة في أحضان نادي النصر الاماراتي الذي يفوز به للمرة الاولى في تاريخه ونكتفي نحن بالإشادة والوصافة.