رئيس البعثة الإقليمية لدول المجلس لـ " الوطن " :
الأدوار الكبيرة للسلطنة إنسانية بحتة وغير مسيسة وتتم دون ضجيج أو تمييز
تبادل للخبرات وتعاون مع وزارة الصحة لاخلاء ومعالجة الجرحى في اليمن طبيعة النزاعات الجديدة واستهداف المدن يضيف اختصاصات تنموية للعمل الإنساني تأكيد على حيادية عمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر .. وتفضيل لعدم الإعلان عن زيارات الأسرى والمساجين

كتب ـ هيثم العايدي:
ثمنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدور الإنساني الذي تقوم به السلطنة لمساعدة ضحايا النزاعات بشكل عام وفي اليمن على وجه الخصوص معربة عن تقديرها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وتوجيهاته السامية بتسهيل عمل اللجنة .
وقال يحيى عليبي رئيس البعثة الاقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لـ (الوطن) إن اللجنة تعتبر السلطنة مرجعا في العمل الإنساني ولها باع طويل في تقديم المساعدات خاصة في المناطق المجاورة للسلطنة كما هو الحال في اليمن الأمر الذي سهل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقوم بالتنسيق مع حكومة السلطنة والهيئة العمانية للأعمال الخيرية عبر مكتب لوجستي في صلالة تم من خلاله إرسال المساعدات لليمن.
وأضاف عليبي أن العامل المهم الذي يميز الأدوار الإنسانية للسلطنة ورغم أنها أدوار كبيرة إلا أنها تتم دون ضجيج وفي اطار إنساني بحت وليست مسيسة وتتم دون الانحياز لطرف دون آخر وذلك في تجسيد لما تنتهجه السلطنة من حياد إيجابي وهذا مهم جدا حيث أن العمل الإنساني هو عمل يستهدف الإنسان المتضرر من النزاعات أو الكوارث بغض النظر عن طبيعة المتضررين. مشيرا عليبي إلى أن ذلك يتماشى مع مفهوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعمل الإنساني والذي يقوم على تقديم المساعدات دون تمييز لأن التمييز على أساس العرق أو الطائفة أو التوجهات يخرج العمل الإنساني عن سياقه ويدخله في اطار العمل السياسي.
وحول اختيار السلطنة لاستضافة الاجتماع السنوي للجان الصليب الأحمر بمنطقة الشرق الأوسط قال رئيس البعثة الإقليمية إن هذا الاختيار يأتي تقديرا للدور الذي تلعبه السلطنة في مجال العمل الإنساني ومساندتها لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر كما أن اللجنة أرتأت أن السلطنة هي المكان الأمثل لاجراء النقاشات والتفكير الهادئ خاصة وأن هذا الاجتماع يبحث الاستراتيجيات والخطط الخاصة بعمل لجان الصليب الأحمر في المنطقة كما أنها يبحث في سبل التعامل مع التحديات الإنسانية الكبيرة وغير المسبوقة في المنطقة العربية.
وحول خطط التعاون بين السلطنة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في اطار مساعدة المتضررين من الأزمة اليمنية قال رئيس البعثة الإقليمية إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لها حضور كبير في اليمن ولها عدة مكاتب في صنعاء وصعدة وعدن وتعز وستستمر اللجنة في مساعدة المحتاجين في شتى أنحاء اليمن حيث تضع اللجنة المساعدة في المجال الطبي على رأس أولوياتها خاصة وأن البنية الأساسية للقطاع الصحي في اليمن عانت وتضررت كثيرا من الأزمة وباتت غير قادرة على استيعاب المتضررين من هذه الأزمة.
وفي هذا السياق تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع وزارة الصحة على اخلاء جرحى النزاع وتقديم العلاج اللازم لهم كما أن هناك تبادلا للخبرات بين اللجنة والسلطنة في هذا السياق.
وقال إن الوضع اليمني صعب ويعاني أيضا من نقص شديد في المواد الغذائية وحتى مع توافر هذه المواد لدى اللجنة تظل صعوبة التوصيل خاصة مع اغلاق ميناء الحديدة بسبب القتال وهو أمر يسبب قلقا لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث ان نهج اللجنة وخصوصيات عملها تقوم على توزيع المساعدات بنفسها لضمان وصولها إلى كافة المحتاجين دون تمييز.
واعرب عن أمله في التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني الذي يقضي بضرورة ايصال المساعدات إلى كافة المحتاجين عدم عرقلة العمل الإنساني.
وقال أن المشكلة الكبرى في النزاعات التي تشهدها المنطقة تتمثل في نقص المياه نظرا لأن طبيعة النزاعات الحالية تمتد آثارها إلى داخل المدن مستهدفة البنية الأساسية ومنها محطات وامدادات المياه الأمر الذي ألقى بمسؤوليات جديدة على اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتمثل في اعادة اصلاح وتشغيل محطات امدادات المياه خاصة وأن الكثافة السكانية للمدن لا يمكن تلبية احتياجاتها من المياه عبر حفر الآبار كما هو الحال في مخيمات النزوح. مشيرا إلى أن طول فترة الحروب أدخلت على العمل الإنساني الذي كان له طبيعة الاغاثة عاجلة قواسم مشتركة مع العمل التنموي لتضاف اختصاصات جديدة للعمل الإنساني كالهندسة والتربية والتعليم للقائمين على العمل الإنساني.
وفيما يخص قضية الأسرى الفلسطينيين قال رئيس البعثة الإقليمية إن اللجنة تعتبر هي الطرف الوحيد الذي يلتقي المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتعمل على أن تكون همزة وصل بينهم وبين ذويهم كما تبذل جهودها للتأكد من ظروف احتجازهم.
وقال إن مبادئ عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم على الاحتفاظ بسرية زياراتها للسجون ومراكز الاحتجاز وتفضل في هذا الاطار التعاون الثنائي والحوارات غير المعلنة مع كافة الأطراف وهذا ما يسهل عمل اللجنة ويمكنها من زيارة الأسرى والمحتجزين.
كما أكد رئيس البعثة الإقليمية على حيادية عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والنأي بها وبالعاملين فيها عن أي استقطاب أو انحياز خلال النزاعات لأن ذلك يهدد عمل اللجنة ويهدد كذلك سلامة العاملين فيها.