الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ العِلْمَ أَسَاسًا لِرُقِيِّ الأُمَمِ وسُمُوِّ الحَضَارَاتِ، وحَثَّ عَلَى السَّعْيِ لَهُ بِبَذْلِ الطَّاقَاتِ والقُدُرَاتِ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أَمَرَنَا بِالقِرَاءَةِ وَالكِتَابَةِ، وَالبَحْثِ، وَالنَّظَرِ، وَجَعَلَهَا مِنْ وَسَائِلِ نَيْـلِ المَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرشَدَ الإِنْسَانِيَّةَ إِلَى مَنْهَجِ الحَيَاةِ السَّوِيَّةِ، وَدَعَا لِلتَّعلُّمِ وَنَبْذِ الأُمِّـيَّةِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَتْقِيَاءِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الجَزَاءِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّهَا مَلاذُ الصَّالِحِينَ، وَسَعَادَةُ العَامِلِينَ، وَاعلَمُوا أَنَّ دِينَنَا الحَنِيفَ دِينُ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، فَكَمْ نَوَّهَ بِشَأْنِ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ، وَكَمْ دَعَا إِلَى اكْتِسَابِ المَعَارِفِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " وَقَدْ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِالقَلَمِ وَالكِتَابَةِ فِي قَولِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " وَهَذَا القَسَمُ بِالقَلَمِ وَهُوَ أَدَاةُ الكِتَابَةِ، وَمَا يَسْطُرُونَ - أَيْ مَا يَكْتُبُونَ بِهِ مِنْ مَعَارِفَ - كُلُّهُ تَشْرِيفٌ لِلْعِلْمِ وَأَدَوَاتِهِ، وَيَكْفِي أَنَّ أَوَّلَ آيَةٍ نَزَلَتْ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَتْهُ بِالقِرَاءَةِ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ "، إِنَّ القِرَاءَةَ هِيَ مُنْطَلَقُ الفَهْمِ وَالمَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ بِمُخْتَلَفِ صُوَرِهِ وَأَشْكَالِهِ، وَقَدِ امتَنَّ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَعلِيمِهِ مَا لَمْ يَعلَمْ فِي قَولِهِ سُبْحَانَهُ: " وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا "
عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ بِنَاءَ المُستَقْبَلِ يَقْتَضِي أَنْ يَحْرِصَ الإِنْسَانُ عَلَى تَنْمِيَةِ نَفْسِهِ وَأُسْرَتِهِ وَمُجتَمَعِهِ بِالعِلْمِ النَّافِعِ فِي جَمِيعِ شُؤُونِ الحَيَاةِ، فَلا حَيَاةَ مِنْ دُونِ عِلْمٍ، وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ فَهْمٍ، إِذِ الجَهْـلُ مُـبَـدِّدُ الطَّاقَاتِ، وَمُضَـيِّعُ القُدُرَاتِ، لِذَا حَرَصَ الإِسْلامُ عَلَى دَعْوَةِ أَتْبَاعِهِ إِلَى بِنَاءِ مُجْـتَمَعَاتِهِمْ، وَإِصْلاحِ شُؤُونِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ، بِإِعْـدَادِ الأَجْيَالِ المُتَعَلِّمَةِ، وَتَرْبِيَةِ العُقُولِ المُفَكِّرَةِ، فَهَذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفَادِي بَعْضَ أُسَارَى بَدْرٍ مُقَابِلَ أَنْ يُعَلِّمَ الوَاحِدَ مِنْهُمْ عَشَرَةً مِنَ المُسلِمِينَ القِرَاءَةَ وَالكِتَابَةَ، وَطَلَبَ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ أَنْ تُعَلِّمَ زَوْجَهُ حَفْصَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - القِرَاءَةَ وَالكِتَابَةَ وَشَيئًا مِنَ الطِّبِّ، لأَنَّ المُجْـتَمَعَ كَانَ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَى ذَلِكَ، وَهَكَذَا نَرَى أَنَّ الحَضَارَةَ الإِسْلامِيَّةَ هِيَ حَضَارَةٌ قَامَتْ عَلَى العِلْمِ، إذِ المَعرِفَةُ لَيسَتْ حُلُمًا بِالمَنَامِ، وَلاَ تُورَثُ مِنَ الآبَاءِ وَالأَعْـمَامِ، بَلْ تَحصُلُ بِالجِدِّ وَالاجتِهَادِ، وتُنَالُ بِالبُحُوثِ والدِّرَاسَاتِ، وَالقِرَاءَةِ وَالمُطَالَعَاتِ، وَالعِلْمُ بَحرٌ لاَ سَاحِلَ لَهُ، والعَاقِلُ اللَّبِيبُ مَنْ شَمَّرَ عَنْ سَوَاعِدِ الجِدِّ بِرَغْبَةٍ ذَاتِيَّةٍ، وَمُحَاوَلاَتٍ شَخصِيَّةٍ، فَلاَ يَنتَظِرُ مُبَادَرَةً مِنْ غَيْرِهِ لِلارتِقَاءِ بِمُستَوَى مَعرِفَتِه، فَهِمَ ذَلِكَ أَبْـنَاءُ الحَضَارَةِ الإِسْلامِيَّةِ فَفَتَحُوا عُقُولَهُمْ لِشَتَّى المَعَارِفِ، وَمُخْـتَلَفِ العُلُومِ، فِي إِطَارٍ تَكَامُلِيٍّ لِخِدْمَةِ الصَّالِحِ الإِنْسَانِيِّ، وَلِذَلِكَ كَثُرَتِ التَّرْجَمَاتُ العِلْمِيَّةُ، وَالاتِّصَالاتُ الفِكْرِيَّةُ فِي مَسِيرَةِ الحَضَارَةِ عَلَى اختِلافِ أَزْمَانِهَا، وَتَعَدُّدِ أَوْطَانِهَا فَإِنَّ الحِكْمَةَ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ أَنَّى وَجَدَهَا أَخَذَهَا، أَلَمْ يَقُلِ اللهُ سُبْحَانَهُ: " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
إِنَّ الاعتِنَاءَ بِالكِتَابَةِ وَالكِتَابِ سِمَةٌ بَارِزَةٌ تَدُلُّ عَلَى رُقِيِّ الأُمَمِ، فَالكِتَابُ هُوَ الجَلِيسُ وَالأَنِيسُ، يُغَذِّي العَقْلَ بِالمَعَارِفِ النَّافِعَةِ، وَيَفْـتَحُ أَمَامَهُ الآفَاقَ الوَاسِعَةَ، وَأَيُّ أُمَّةٍ نَاجِحَةٍ، نَالَتْ شَرَفَهَا بِالعِلْمِ وَالثَّقَافَةِ وَالقِرَاءَةِ وَالاطِّلاعِ، وَلِذَلِكَ تَقَدَّمَ آبَاؤُنَا فِي العُلُومِ، فَكَانَتْ بُيُوتُهُمْ عَامِرَةً بِالمَكْـتَباتِ، أَمَّا اليَوْمَ فَنَجِدُ بَعْضَ النَّاسِ بَينَهُمْ وَبَيْنَ الكِتَابِ فَجْوَةٌ، وَهَذَا التَّبَاعُدُ أَدَّى بِهِمْ إِلَى التَّرَاجُعِ وَالضُّمُورِ الفِكْرِيِّ وَالعِلْمِيِّ، وَمَا سَبَقَ المُخْتَرِعُونَ بِاكْتِشَافَاتِهِمْ إِلاَّ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا قِيمَةَ العِلْمِ وَالكِتَابِ، وَنَحْنُ - أُمَّةَ القِرَاءَةِ وَالعِلْمِ - عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ أَسْبَقَ مِنْ غَيْرِنَا إِلَى ذَلِكَ المِضْمَارِ، وَيَنْبَغِي أَنْ نُزِيلَ هَذَا البُعْدَ مَا بَينَنَا وَبَيْنَ الكِتَابِ، وَأَنْ نُحَبِّبَ أَبنَاءَنَا وَشَبَابَنَا فِي الكِتَابِ وَمُطَالَعَتِهِ، وَأَنْ نُسَارِعَ فِي اقْتِنَاءِ الكِتَابِ المُنَاسِبِ مَتَى مَا سَنَحَتِ الفُرْصَةُ لِذَلِكَ، إِنَّ مُطَالَعِةَ أَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الكُتُبِ فِي شَتَّى المَعَارِفِ وَالعُلُومِ، وَمُتَابَعَةَ مَا تُنْتِجُهُ العُقُولُ النَّيِّرَةُ مِنْ إِبْدَاعَاتٍ، تَتَكَامَلُ بِهِ المَعْرِفَةُ لَدَى الإِنْسَانِ المُثَقَّفِ.
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَتَخَيَّرُوا الكُتُبَ النَّافِعَةَ لأَنْفُسِكُمْ وَأَبنَائِكُمْ، وَكُونُوا قُدْوَةً لَهُمْ فِي القِرَاءَةِ، وَاجْعَلُوا الكِتَابَ صَدَقَةً جَارِيَةً، نَتَهَادَى بِهِ فِيمَا بَينَنَا، ونَقِفُهُ للهِ عَلَى قُرَّائِنَا، وَلْيَدْعُ كُلٌّ مِنَّا الدُّعَاءَ الَّذِي عَلَّمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا.
أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
*** *** ***
الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ غَنِيمَةَ الأَوقَاتِ فُرْصَةً لاستِبَاقِ الخَيْرَاتِ وَفِعلِ الصَّالِحَاتِ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، القَائِلُ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ عَنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ يَغْتَنِمُونَ أَنْفَسَ الأَوقَاتِ:" أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَثَّ عَلَى العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَنَهَى عَنْ تَضْيِيعِ الأَوقَاتِ بِالأَمَانِيِّ وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَ هُدَاهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّها المُؤمِنُونَ:
إِنَّ اغْتِنَامَ الأَوقَاتِ عَلامَةُ الشَّخْصِ النَّاجِحِ، فَهُوَ يَرَى أَنَّ كُلَّ لَحْظَةٍ تَمُرُّ عَلَيْهِ تَزِيدُ فِي رَصِيدِ حَسَنَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَتَزِيدُ فِي نَجَاحِهِ دَرَجَاتٍ، وأَنَّ مَنْ أَحْسَنَ تَنظِيمَ وَقْتِهِ نَالَ المُبتَغَى وَأدْرَكَ المَأمُولَ؛ لِذَلِكَ يَحْرِصُ عَلَى أَلاَّ يُفَوِّتَ فُرْصَةً أَوْ لَحْظَةً إِلاَّ فِيمَا يَعُودُ عَلَيْهِ بِالنَّفْعِ، فَهُوَ عَلَى الدَّوَامِ يَبنِي وَلا يَهْدِمُ، وَيَنْشَطُ وَلا يَكْسَلُ، وَيَتَقَدَّمُ وَلا يَتَأَخَّرُ، مُوقِنًا أَنَّ الأَوقَاتَ تُعْمَرُ بِالعَمَلِ الخَيِّرِ الصَّالِحِ، ويُستَرشَدُ لِتَنْظِيمِهِ بِالعِلْمِ النَّافِعِ، لِذَلِكَ تَرَاهُ شَاغِلاً وَقْتَهُ فِي طَلَبِهِ وَتَحْصِيلِهِ، سَاهِرًا لَيْـلَهُ دَرْسًا وَمُطَالَعَةً، مُنَوِّعًا فِي ثَقَافَتِهِ، وَشَاحِذًا مِنْ هِمَّـتِهِ، وَصَاقِلاً مِنْ مَوْهِبَتِهِ، قَدْ أَشْبَعَ عَقْلَهُ وَفِكْرَهُ ثَقَافَةً وَاعِيَةً نَظِيفَةً، لِمَا يَعْـلَمُ مِنَ الجَزَاءِ الأَوفَى لِمَنْ سَارَ فِي دُرُوبِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " ، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ:" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "، وَيَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّـلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ)).
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، ولَيَكُنْ لَدَيْكُمْ هِمَّةٌ فِي القِرَاءَةِ وَالاطِّلاعِ. رَتِّبُوا جَدَاوِلَ أَيَّامِكُمْ؛ وَأَيقِنُوا أَنَّ النَّجَاحَ لِمَنْ عَرَفَ كَيْفَ يَغْتَنِمُ أَوقَاتَهُ، وَيُرَتِّبُ أَعْمَالَهُ، وَيُعْطِي عَطَاءً مِدْرَارًا لِبَرَكَةِ عُمُرِهِ وَصَلاحِ عَمَلِهِ.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصْلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوْفِيقِكَ، وَاحْفَظْهُ بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.