[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
زهير ماجد
تفجيرات حمص فيها شراهة للقتل الجماعي، وهي ككل التفجيرات المشابهة، يقف وراءها متدخلون، المنفذون مجرد أدوات، مكلفون بالموت انتحارا إرضاء لخطط طويلة المدى. لا يمكن إلغاء هذه التصرفات القاتلة والمدمرة إلا إذا ألغينا من أعطى الأوامر ومن خطط، وبعدها سنجد كيف يتساقط الإرهابيون مثل أوراق الخريف.
مللنا الكلام عن الإرهاب بكل تشعباته، ممولون وداعمون ومخططون ومنفذون، وفي كل كتابة عنه نشعر أننا نبدأ الكلام من أوله .. ومع ذلك لا مفر من الكتابة في هذا الاتجاه الساخن دائما.
يأتي مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي بات خبيرا بجدارة في قراءة عقل الإرهاب ومن وراءه، وهو لا يعرف الابتسامة ويكاد حديثه بشق الأنفس. فالرجل مضطر لمتابعة فاصل مهم جدا في تاريخ الحروب على سوريا، وعليه أن يتحمل بصبر كبير أن يرى وجوه "قادة" الإرهاب وتصرفاتهم وكلامهم، وهو يعرف أنهم مجرد دمى لمن يحرك عن بعد. هؤلاء لا ينطقون من تلقاء أنفسهم، بل لا يتعبون رؤوسهم في التفكير لأنهم تابعون ومشغَّلون.
أرثي لحال الجعفري، أشعر كم أن ألمه عظيم وهو يدخل ويخرج من المؤتمرات ولديه كل المعرفة عنها قبل أن تحصل. يعرف عما سيتكلم عنه الطرف الآخر وبالطريقة كذا، ثم يكتب كلمة الرد عليه ليسأل على الهاتف محركه فيسمع منه ما يجب أن يرد به من كلام. إنها مجرد منصات لتطويل فترة الحرب، رهانات على الزمن، فلربما تتغير أمور لصالح ممولي هذا الإرهاب وداعميه، أو ربما يتحفهم سيدهم بأفكار وممارسات ترفع من شأن رهاناتهم، يظل الأمل في نفوسهم أن لا يخسروا ما دفعوا من أجله وما سعوا لأن يكون نتائج يحصدونها، هكذا فعلوا قبلا.
ماذا ستقرأ أجيالنا القادمة بعد عشرات السنين أو مئاتها؟ ما زلنا إلى اليوم نقرأ تواريخ ونقف عند بعضها مفكرين بنتائجها التي استمر بعضها إلى اليوم، فالعالم بعد أن صارت لديه ذاكرة مكتوبة بات يحاسب الماضي ويتندر على تفاصيله. فليس من قوة في هذه القوى أو غيرها يمكنها محو ما كتب أو صورة ما تم التقاطه في لحظته أو ما قيل من كلام مسجل، سواء على الورق أو بصريا. انتهى عهد الرواة كما يطيب للحاكم أن يقال، هنالك مدارس عقائدية كل منها له فلسفته في فهم الحوادث والظواهر والأزمات وغيره مما يمر على وجه الأرض . سوف تكتب التواريخ كل بطريقته وفلسفته وقراءته، وحتى ذلك الممحي سيكون له سطوره التي نتجت عن معرفة مضمونه المخبأ.