إطلاق مناورات بحرية مشتركة خلال زيارة بوتين
شانغهاي (الصين) ـ ا.ف.ب: تعهد الرئيس الصيني شي جينبينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور شانجهاي بتعزيز العلاقات بين هذين العضوين الدائمين في مجلس الامن اللذين يواجهان انتقادات دولية ونزاعات حول اراض.
ويزور بوتين الصين لاطلاق مناورات بحرية مشتركة تستمر اسبوعا في بحر الصين الشرقي وحضور منتدى اسيوي حول الامن.
وهي اول زيارة دولة يقوم بها بوتين للصين منذ وصول شي جينيبنغ الى السلطة في 2012/2013 كرئيس للدولة ورئيس للحزب الشيوعي الصيني.
وتشهد علاقات روسيا مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي توترا شديدا ووصلت في الاشهر الماضية الى ادنى مستوياتها منذ حقبة الحرب الباردة بسبب ضم شبه جزيرة القرم والاتهامات الغربية لموسكو بتاجيج العنف في شرق اوكرانيا.
وفي الوقت نفسه تواجه بكين خلافات بحرية مع دول مجاورة لها مثل فيتنام واليابان والفيليبين.
وشي الذي توجه لبوتين بالقول "صديقي القديم" اثناء لقائهما لاجراء محادثات في شنغهاي، قال ان بناء شراكة استراتيجية يعتبر خيارا ضروريا لتطوير عالم متعدد الاقطاب كما افادت وكالة انباء الصين الجديدة.
ودعا بوتين الى تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين لتصل الى مئة مليار دولار بحلول العام 2015 فيما كانت السنة الماضية حوالى 90 مليار دولار، عبر التعاون في مجالات الطيران والفضاء والصناعية وقطاعات الطاقة، بحسب وكالة انباء الصين الجديدة.
وقالت الوكالة ان البلدين وقعا "عددا كبيرا" من الاتفاقات لكن بدون اعطاء تفاصيل على الفور.
وقال مسؤولون من البلدين ان بعض الشركات على وشك توقيع صفقة طال انتظارها بالنسبة لروسيا لتصدير الغاز الطبيعي الى الصين التي تحتاج بشدة الى موارد الطاقة فيما تسعى موسكو لتنويع اسواقها بعيدا عن الاتحاد الاوروبي، لكن الاسعار لا تزال نقطة شائكة.
وقال رافايلو بانتوشي الباحث البارز في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والامن في لندن "بالنسبة للروس، انها رسالة يريدون ايصالها ومفادها +لدينا خيارات اخرى، ولدينا علاقات قوية مع الصين+".
واضاف ان التدريبات البحرية ستشمل خمس مناورات بالذخيرة الحية قائلا ان "الصينيين مهتمون اكثر بما يحصل في البحر ويمكن ملاحظة دعم روسيا في هذا المجال".
والبلدان اللذان يتمتعان بحق النقض في مجلس الامن الدولي، غالبا ما يواجهان انتقادات من مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان وغالبا ما عملا معا للتصدي للولايات المتحدة في عدة مواضيع.
وكان البلدان حليفين خلال الحرب الباردة. لكن صحيفة صينية تابعة للدولة نفت أمس ان يكون التقارب مع روسيا موجها ضد الغرب بما يشمل الولايات المتحدة.
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز "ان اقامة علاقات اوثق ليست موجهة ضد اي طرف اخر وانما تلعب دورا مهما في دعم كل طرف للاخر في حماية فضائه الاستراتيجي وتجنب الضغوط الخارجية".
وسيشارك بوتين وشي اليوم بالافتتاح الرسمي لمؤتمر اجراءات بناء الثقة في آسيا، وهو منتدى امني اسيوي.
وياتي ذلك فيما تدور خلافات بين الصين والدول المجاورة لها بسبب نزاعات حول الاراضي.
وشهد التوتر بين الصين وفيتنام تصعيدا مفاجئا بعدما اقامت الصين مؤخرا منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي. وقتل مواطنان صينيان واصيب حوالى 140 عند اقدام حشود غاضبة على احراق واتلاف المئات من المتاجر العائدة لاجانب في فيتنام في الاسبوع الفائت.
وهناك خلاف ايضا بين الصين واليابان حول جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي فيما تتهم الفيليبين بكين بالمطالبة باراض في منطقة متنازع عليها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الحصرية بموجب اتفاقية من الامم المتحدة.
وكان الرئيس الصيني خص روسيا باول زيارة قام بها للخارج بعد تولي مهامه العام الماضي وفي مارس حضر دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي.
غير ان الازمة الاوكرانية وضعت بكين في موقع حرج ما بين دعم موسكو واحترام وحدة وسلامة اراضي البلدان ومبدأ "عدم التدخل".