تشهد سواحل السلطنة سنويا عددا من مواسم الصيد لعدد من الثروات البحرية التي تزخر بها المياه العمانية حيث بدأ يوم الأربعاء الماضي الأول من شهر مارس أول مواسم الصيد خلال العام الجاري 2017م وهو موسم صيد ثروة الشارخة وذلك في سواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار والذي ينتهي مع نهاية شهر أبريل القادم.
وتمثل تلك المواسم أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وتصاحبها حركة تجارية نشطة حيث تتنوع تلك الثروات البحرية في المياه العمانية بين الشارخة والحبار والروبيان والصفيلح والتي لها دور في التصنيع السمكي وتحقيق قدرا من الأمن الغذائي للسلطنة وتقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بدور رقابي على تلك المواسم وتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية بالإضافة إلى الدور الإرشادي والتوعوي والعلمي والبحثي لتطوير العمل في مواسم الصيد.
ثروات متنوعة
جراد البحر أو الشارخة كما يعرف محليا هو حيوان مفصلي من القشريات نتيجة احتوائه على قشرة صلبة، وعشر أرجل ويعيش الشارخة عامة في قاع البحر ويعد الشارخة مصدرا أساسيا للبروتين وغنيا بالبوتاسيوم والزنك والنيكوتين والحديد ويحتوي جراد البحر على كمية مناسبة من الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وعدد من الفيتامينات وتتركز القيمة الغذائية في ذيل الشارخة أكثر من الأعضاء الأخرى وهو أكثر ما يستغل من الشارخة حاليا لأنه يحتوي على اللحم الكثيف والقيمة الغذائية العالية مقارنة بالأعضاء الأخرى.
وتزخر المياه العمانية أيضا بثروة الحبار والتي تعرف محليا باسم (الغترو) وتعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي الممتد من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى إلى بعض ولايات محافظة ظفار، ويعد الحبار مصدرا أساسيا للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه ويقي من العديد من الأمراض ويصدر ثروة الحبار إلى الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية وغيرها من بلدان العالم لقيمته الغذائية العالية وحاجة السوق الخارجي إليه في صناعة الغذاء.
أما ثروة الروبيان وهو كائن بحري من فصيلة القشريات فيتمثل في قيمته الغذائية كونه مصدراً أساسياً للبروتين، ويمكن اعتباره غذاء بديلا لبروتين اللحوم كما يمتاز الربيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي الروبيان أيضا على فيتامين بـ12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية وهما أحد العناصر المهمة للوقاية من أمراض أوعية القلب عند الإنسان والروبيان أيضا مصدر ممتاز لعنصر السيلنيوم الذي يلعب دورا رئيسيا في الحد من تكاثر الخلايا السرطانية من خلال تعويض وإعادة بناء الخلايا السرطانية التالفة وتدخل مشتقات الروبيان ومخلفاته في العديد من الصناعات الدوائية والطبية والتجميلية.
التصنيع السمكي
تدخل ثروات الشارخة والحبار والروبيان في العديد من الصناعات السمكية وفي التصنيع الغذائي وفي تصنيع منتجات القيمة المضافة وتتنوع تلك الصناعات من تعليب تلك الثروات بعد صيدها من البحر وإضافة تلك الثروات إلى بعض المنتجات الغذائية وتعبئة تلك الثروات على شكل شرائح وأشكال مختلفة حسب رغبات المستهلكين. كما تدخل تلك الثروات في الصناعات الدوائية حيث يتم تصنيع بعض الأدوية والمستحضرات الطبية من بعض المكونات في تلك الثروات البحرية.
جهود إرشادية ورقابية
تحرص وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دائرة الرقابة والتراخيص السمكية بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية على تكثيف الجانب الرقابي وتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية خلال مواسم الصيد وذلك لاستدامة هذه الثروات وتحقيق الاستغلال الأمثل من خلال العمل في تلك المواسم.. كما تنظم دائرة الإرشاد واللجان السمكية فعاليات متعددة من حلقات ومحاضرات وندوات إرشادية لتوعية الصيادين الحرفيين بأهمية الالتزام بقانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية والتقيد بأدوات ومعدات الصيد المسموح بها خلال مواسم الصيد المختلفة وتحقيق متطلبات الصيد الرشيد والمحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية دون الإضرار بها وذلك لتحقيق التنمية السمكية المستدامة.
البحوث والدراسات العلمية
نفذت الوزارة ممثلة المديرية العامة للبحوث السمكية و المراكز البحثية التابعة لها مثل: مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز الاستزراع السمكي ومركز ضبط جودة الأسماك ومركز البحوث السمكية في صلالة العديد من الدراسات العلمية والمشاريع البحثية عن الثروات البحرية بهدف استزراعها وزيادة إنتاجها بالإضافة إلى بحوث علمية لتطوير معدات الصيد المستخدمة في جمع وصيد الثروات البحرية لزيادة كفاءة عمل الصيادين خلال تلك المواسم.