إن التأكيد من انطباق أجندة البطة العرجاء والحصان الأعرج يمكن اكتشافه من حيثيات الجهود المضنية التي بذلها الوسيط الدولي لإضافة بند مكافحة الإرهاب إلى جانب الموضوعات الثلاثة، الحكم والدستور والانتخابات، بعد أن عاند الائتلاف السوري في منع إضافته بذريعة أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254) لم يتضمنه، وقد تأكد لاحقًا أن الناطق المخول باسم الائتلاف لم يقرأ نص ذلك القرار..
[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/adelsaad.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]عادل سعد[/author]
بين أجندة البطة العرجاء والحصان الأعرج عدة نقاط التقاء وتوافق، فالبطة العرجاء بالتوصيف الميثولوجي الشائع رمز للضعف والتخبط والمراوحة والتشتت، أما بالنسبة للحصان الأعرج فقد جاء توصيفه ضمن ميثولوجيا المكون الأيزيدي ويمثل تشخيصًا لأفراد وجماعات يحتكمون لأهوائهم وشهواتهم والمتاجرة بها من أجل تبني هذا الموقف أو ذاك، والحال أن الجمع بينهما لتوصيف بعض جيوب المعارضة السورية بالمنصات المعروفة مناسب جدًّا.
هناك منصات عدة بأسماء مختلفة، فإلى ماذا يشير تعدد تلك المنصات؟ وأية كلفة لوجستية وتمويلية مالية تغطي وجودها وتحركاتها؟ وماذا عن القوى التي واضبت على التدخل السافر في الشأن السوري؟
الواقع ان تعدد المنصات المشار إليها يؤكد بصورة أو بأخرى وجود خلافات جوهرية بشأن أولويات العمل والأهداف بدليل لم يتم الاتفاق على التوصل إلى تأليف وفد واحد، وليس موحدًا لها، رغم أكثر من جولة مفاوضات بينها، وبالتالي فإن الخلافات تحدد مساراتها وفي المقدمة من ذلك خطة الشروع لحل أزمة سوريا، ولذلك نجد أن إحدى المنصات تنظر إلى موضوع الانتقال السياسي على وفق ما تريد هي من أجندة أساسها الشطب على الحكم الشرعي القائم الآن في سوريا امتدادًا للخطأ البشع الذي ارتكب داخل جامعة الدول العربية في انتزاع مقعد دمشق لصالح معارضة لا تملك من رصيد على الأرض إلا الجعجعة الإعلامية بمساعدة حلفاء، على الرغم من أنها لا تملك الغطاء الشرعي الجغرافي والسياسي، بل ذهب بعض الحلفاء الدوليين إلى (نحت) أشخاص من المعارضة وقبولهم سفراء لها ولا ننسى ما فعله وزير الخارجية الفرنسية الأسبق فابيوس من إمعان للتنكيل الدبلوماسي ضد سوريا إلى الحد الذي دفع الخبراء الأوروبيين إلى توصيفه بأسوأ وزير أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية؛ لأنه لم يضع في اعتباره مصالح بلاده، وإنما نصب نفسه تاجر (عمولات) دبلوماسية تعطى تحت المواد، وقد نجح في عقد أكثر من صفقة قبض رسومها من خلال وسطاء يعتمدون غسيل الأموال السياسية.
إن التأكيد من انطباق أجندة البطة العرجاء والحصان الأعرج يمكن اكتشافه من حيثيات الجهود المضنية التي بذلها الوسيط الدولي لإضافة بند مكافحة الإرهاب إلى جانب الموضوعات الثلاثة، الحكم والدستور والانتخابات، بعد أن عاند الائتلاف السوري في منع إضافته بذريعة أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254) لم يتضمنه، وقد تأكد لاحقًا أن الناطق المخول باسم الائتلاف لم يقرأ نص ذلك القرار، ثم كيف لا تكون بعض منصات المعارضة السورية بوشائج قربى انزلاقًا إلى موقفي البطة العرجاء والحصان الأعرج عندما غردا ويغردان الآن وكأنهم يملكون سوريا كلها، ولهم الحق في التصرف بأية منطقة من تلك البلاد، متناسين عمدًا المتغير الذي أعلنه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن حكومته لا تمانع في تسليم مدينة منبج إلى الجيش السوري، نعم وليس إلى الجيش السوري (الحر)!
لقد تعكزت بعض جيوب المعارضة السورية على تأليف حكومة وطرح إعلانات لا حصر لها، ولكن لم تكن في كل ذلك سوى موظف إعلانات يجهل ما تريده بلاده، بدليل أنها تجلس الآن على طاولة جنيف من دون أن تحمل معها الشروط (الطنانة) التي كانت تستخدمها أجنحة للطيران!
لقد خسرت تلك الجيوب من المعارضة كل الأوراق التي حاولت تسويقها، ولذلك لم يعد المجال مفتوحًا أمامها لمعالجة (عوقها) بنسختي البطة والحصان إذا أصرت على مطالب ميتة هي الآن في حيز الاندثار الكامل.