يواجه الباحث عن تاريخ عرب عمان خاصة والعرب بشكل عام في جزر القمر عدة عوائق تتمثل في افتقار المكتبة القمرية بوجه خاص والمكتبة الإفريقية والعربية بشكل عام عن دراسات تاريخية تتناول الوجود العربي والتأثير والأثر العربي فيها.
ويرجع انعدام المصادر والمراجع في المكتبة القمرية عن التأثير والأثر العماني في جزر القمر إلى عدة أسباب:
أولا: ضياع معظم المخطوطات العربية التي كتبت عن ماضي العمانيين والحضارمة في جزر القمر.
ثانيا: تعرض جزر القمر خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين لغارات القراصنة الملجاش وتعرضها لنهب كنوز السلاطين والأمراء وبيوتهم العلماء التي كانت مراكز علم لحفظ هذه المخطوطات التاريخية التي توضح الوجود العماني والعربي في هذه الجزر ونشاطاتهم الحضارية في التعمير والتجارة والصناعة.

ثالثا: قيام حكومة علي صالح موتسىشيو أغسطس 1975 مايو1978م بإحراق جميع الوثائق التي كانت في دواوين الحكومة باعتبارها على اعتقاده آنذاك انها من رواسب الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وتعرضت بذلك المراسلات والمعاهدات بين سلاطين جزر القمر وأهلهم العمانيين في مسقط وزنجبار إلى عملية الإحراق دون تمييز.
رابعا: قيام نفس الحكومة في إطار تنظيم الأمور الدينية ومحاربة الخرافات واعمال الكهنة على احراق كتبهم وكانت من ضمنها مخطوطات تتحدث عن العرب العمانيين والحضارمة في جزر القمر.
خامسا: انعدام الاهتمام الوطني للمتحف والتوثيق وعدم وجود خطة مرسومة للبحث عن تاريخ هذه الجزر وعلاقاتها مع عمان وعرب اليمن حتى البحث عن تاريخ هذه الجزر.
غير أن بعض الإشارات التي أشار اليها بعض الكتاب حول الوجود العربي المكون من عرب عمان وعرب اليمن في جزر القمر أثناء تناولهم للعرب ودورهم في منطقة شرق افريقيا وفي جزيرة زنجبار وملحقاتها بشكل خاص قد تكون هذه الومضات هي الجسر الذي نستطيع من خلاله إجراء مثل الدراسات عن الأثر والتأثير العماني في جزر القمر ويمكن تقسيم مراحل استقرار عرب عمان في جزر القمر إلى:
قسم قديم قبل ظهور الإسلام، وقسم وسيط مع ظهور الإسلام، وقسم حديث مع قيام دولة اليعاربة ودولة آل بوسعيد في شرق إفريقيا، والقسم الرابع اثناء انفصال زنجبار عن مسقط والقسم الخامس بعد سقوط سلطنة زنجبار في الستينيات من القرن العشرين.

القسم الأول:
يمثل هذا القسم المرحلة الأولى لهجرة عرب جنوب الجزيرة العربية الى جزر ساحل شرقي افريقيا حيث كانوا يخرجون بسفنهم من بلادهم صوب شرق إفريقيا وأنهم اول من اكتشفوا هذه الجزر والمدن الساحلية وذلك خلال عهود دول معين وسبأ وحمير اليمنية.
ونحن من خلال هذه الدراسات وبتحليل جوانبها المختلفة بالجوار بين عمان واليمن تظهر مشاركة العمانيين إخوانهم اليمنيين في تلك الهجرات الأولى مسألة واضحة للأبعاد التاريخية المتلاحقة وأثر العمانيين في جزر القمر الممتد إلى تلك القرون السحيقة التي تعود إلى ما بين 3000 سنة قبل الميلاد او 3500 سنة.
وتؤكد الدراسات التاريخية بان هؤلاء العرب هم الذين اكتشفوا هذه الجزر واستقروا بها وسموها بجزر القمر نسبة الى جبل القمر الموجود في عمان او نسبة الى ارتفاع هذه الجزر عن سطح الماء كما يقول بعض الكتاب بان علو جزر القمر عن سطح البحر كان وراء هذه التسمية، ثم جلبوا من البر الساحلي قبائل البنتو الإفريقية رجالا ونساءً لإعمار هذه الجزر والتزاوج فحدث الاندماج وعرفوا بالقمريين نسبة الى هذا الاسم الخاص ببلدهم الجديد.
ولقد شاركت في ندوة علمية في عام 2012م مع نخبة من أساتذة جامعة دار السلام بتنزانيا برئاسة البروفيسور فليكس شامي أحد المتخصصين في علم الآثار والحفريات، وتناولت هذا الموضوع وقلت بان العرب هم الذين استقروا بجزر القمر لأول مرة وسموها بالقمر.
ووضحت في هذه الندوة عروبة جزر القمر وعمانية القمريين مثلها في ذلك مثل زنجبار وبقية مدن وجزر ساحل شرق إفريقيا التي يشهد التاريخ بان العرب هم الذين اسسوها خلال فترات تاريخية طويلة ومتعاقبة عبر العصور ولكن جزر القمر لم تنل حظ الحديث عنها بسبب الاستعمار الفرنسي الذي جثم على هذه الجزر فترة طويلة من الزمن(1843 ـ 1975م) إلا بعد انضمامها لجامعة الدول العربية والتي كانت سلطنة عمان من الدول العربية التي سعت وأيدت هذا الانضمام وفقا للمعطيات الكلية للحضارة والثقافة العربية عامة والعمانية خاصة التي تؤكد عروبة القمريين.

القسم الثاني:
تمثلت أحداث ظهور الإسلام مرحلة ثانية بالنسبة للعرب والعمانيين بشكل خاص في هجرتهم الى شرقي إفريقيا والاستقرار بها، حيث ثبت في التاريخ بأن القمريين في جزر القمر العربية عرفوا الإسلام منذ بداية الدعوة في مكة عن طريق السفن العربية التي كانت تتردد دائما على مدنهم وجزرهم بشرق إفريقيا ، وكذلك وصول أخبار اسلام القبائل العربية الى هذه المدن والجزر بشرق إفريقيا.
وتم تشكيل البعثة القمرية في هذه الفترة من صدر الإسلام للتوجه الى الحجاز لإعلان اسلام عرب منطقة جزر القمر وكان ذلك عهد الخلافة الراشدة.
ويبدو ان ظروف البحر والرياح الموسمية المتعلقة بحركة السفن الشرعية آنذاك كان وراء تأخر وصول السفن القمرية الى الحجاز، حيث يذكر بعض الكتاب بان الوفد القمري اثناء وجوده في البحر وجد خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من سنتين ولكن الرحلة استمرت حتى المدينة المنورة.
وليس كما جاء في بعض الكتابات بان الإسلام دخل الى جزر القمر في القرن العاشر عن طريق الشيرازيين، كما أنه ليس كما نقل البعض بأن الإشارة الأولى التي توصلوا اليها عن الاستيطان العماني في شرق افريقيا كان في القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي لأسباب دينية وسياسية حين ثارت جماعة من عمان على الخليفة الأموي وخرجت هذه الجماعة الى شرق افريقيا واسسوا امارة لامو ثم تلت هجرات من منطقة الاحساء من قبيلة الحرث واسسوا مدينة مقديشو وملحقاتها خلال القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، هذه المعلومات مهمة ولكنها امام حقائق اخرى تؤكد الوجود العربي في هذه المنطقة قبل الإسلام بقرون، وتؤكد أيضا بدخول الإسلام الى جزر القمر في القرن السابع الميلادي الأول الهجري بالدراسة التي أجريت في مسجد نتساويني خلال الفترة من 2009 الى 2010م. وبذلك يكون مسجد لامو الذي أسس في القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي عن طريق جماعة عربية أخرى لاحقا لمسجد نتساويني ومسجد بنداماجي لادومبا في جزيرة القمر الكبرى (انغازيجا).

القسم الثالث من استقرار عرب عمان في جزر القمر:
تأتي المرحلة الثالثة من استقرار عرب عمان في جزر القمر إبان قيام دولة اليعاربة ودولة آل بوسعيد خلال القرون السابع عشر الى التاسع عشر الميلادية وامتدادهما الإداري والسياسي والتجاري لجزر ساحل شرق افريقيا.
وخلال هذه الفترة قبل وقوع جزر القمر تحت الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر الميلادي نشطت الهجرات العمانية الى جزر القمر والاستقرار بها حتى أن بعض القرى القمرية يرجع تاريخ توسع بعضها الى هذا التاريخ، وأخرى تم بناؤها على ايدي عمانيين قادمين من صور وصحاري ومسقط خلال هذه الفترة.
هذا الى جانب انه خلال الفترة من قيام دولتي اليعاربة وآل بوسعيد ظهرت السلطنات القمرية بشكلها الحديث من الصراع والتنافس على السيادة والتي كان مصدر قوتها من العمانيين في مسقط او في زنجبار، فكان الأمراء والسلاطين القمريون يعتمدون على دعم العمانيين في عاصمة الدولة المركزية، ولم يكن ذلك ليكون إلا بالشعور القمري بالانتماء بالأصل العماني.
ويؤكد هذا الحديث المعاملات السياسية الرسمية في هذه الفترة من حيث الألقاب والنظم الإدارية وكذلك المكاتبات الدبلوماسية والتجارية التي كانت متبادلة بين السلطنة العمانية في العاصمة المركزية وسلاطين جزر القمر.
القسم الرابع: استمرارية التواجد العماني في جزر القمر خلال فترة انفصال عمان عن مسقط او بعد الصراع بين ثويني في مسقط وبرغش في زنجبارعلى أثر وفاة السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيدي عام 1856م كثف العمانيون في زنجبار تعاونهم مع العمانيين في جزر القمر.
ولذلك نجد المراسلات التي كانت تتم بين سلطنة زنجبار وسلاطين القمر تؤكد بوجود تعاون وثيق بين سلطنات القمر وزنجبار، ونشطت المصاهرات بينهما كمحاولة من سلطنة زنجبار لإيقاف تقدم نشاط الأوروبيين على هذه الجزر.
ونرجح هنا بان الأدلة والشواهد في التاريخ الحديث تأتي كلها لتؤكد عمانية القمر وعروبتها الشامخة بشموخ أهلها المنتمين بأصله العربي وذلك بالوقوف المباشر من سلطنة عمان على دفع جزر القمر للانضمام لجامعة الدول العربية وتأييدها عام 1993م في مجلس الجامعة لإكمال هذه العودة الطبيعية الى البيت العربي الفسيح بعد التيه الطويل عن البحث عن هويتها العرقية في الركن الساحلي من القارة السمراء، وان الدول العربية في اجتماعها التاريخي لضم المولود العربي الجديد رقم 22 رسميا والقديم دما وعرقا وثقافة لم تكن لتقبل بذلك لولا تأكدها من الأبعاد الحضارية والثقافية العمانية المتأصلة في دماء القمريين بعد تحليل واقعه العرقي عقب المحاولات المتعاقبة التي طالبت بها شخصيات قمرية منذ قيام جامعة الدول العربية في الأربعينيات من القرن العشرين.

المرحلة الخامسة: سقوط سلطنة زنجبار وتوحيدها
تمثلت هذه المرحلة من التواصل العماني في الإقامة والاستقرار في جزر القمر عند قيام ثورة زنجبار حيث لم يجد العمانيون مفرا بعيدا عن المذابح التي قامت فيها إلا الهجرة الى جزر القمر التي كانت المأوى الآمن للعمانيين كلما حدثت عليهم حادثة في شرق افريقيا او في عمان.
المحور الأول:التركيب السكاني الأول للمجتمع القمري ـ عماني ـ عربي ـ إفريقي

ترجح الدراسات التاريخية بان العرب اليمينين كانوا هم السلالة البشرية الأولى التي استقرت بهذه الجزر ثم لحقهم إخوانهم العمانيون، ثم قاموا بإحضار الإفريقيين البنتو من ساحل البر الإفريقي في جهات موزمبيق وتنجانيقا الى هذه الجزر بهدف المشاركة في الحياة العامة وأدى ذلك الى التزاوج وتشكيل النواة الأولى الأساسية للمجتمع القمري على امتداد تاريخه الذي يصل الى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، فيكون عمر هذا التكوين القمري من حيث الاكتشاف والتسمية والتكوين البشري حوالي 5000 سنة حتى اليوم فجزر القمر كأرض في مكانها الجغرافي المحدد في الخريطة قديمة الاكتشاف وسكانها كمجتمع مكون من العرب والإفريقيين تليد.
وقد رأينا بأن الهجرات العمانية المتعاقبة على جزر القمر خلال القرون الماضية قبل وبعد ظهور الإسلام الى النصف الأول من القرن العشرين الميلادي شكلت سيادتهم في جزر القمر وغلبت على القبائل اليمنية، وان القول الراجح هو أن أصل التركيب السكاني للمجتمع القمري في أساس تكوينه فيما قبل الميلاد مكون من العناصر اليمنية والعمانية الى جانب العناصر البنتوية الإفريقية.
وأن السيادة آلت الى العمانيين على شرق إفريقيا بما فيها جزر القمر خلال الفترات التاريخية اللاحقة وأصبحت جزر القمر ارضهم ومعقلهم الآمن الذي يلجؤون اليها كلما وقعت عليهم نوائب الدهر سواء في منطقة شرق إفريقيا أو في بلادهم بالجزيرة العربية.
ولذلك اختفت في القمريين تماما ألفاظ الرق والرقيق أو التلفظ بها فيما بينهم لأن ساكنيها كانوا عربا من الأحرار متحدين ومتضامين كعرب بقبائلهم العمانية واليمنية واتخذوا هذه الجزر حصناً خاصا بهم لوضعها الجغرافي، ولذلك مثلت منطقة شرق افريقيا وجزر القمر على وجه الخصوص ملجأ طبيعيا للعرب من الجزيرة العربية تتفاعل بقضاياها المشتركة بكل ما يحدث في المنطقتين، كما حدث عند ما ظهر الإسلام واخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة الى الحبشة في شرق افريقيا والتي يظهر انها امتداد لمملكة اكسوم الحبشية القديمة ذات الجذور التي ترجع الى جنوب الجزيرة العربية.
ويبدو أيضا أن المرحلة الأولى من تاريخ الاستقرار اليمني والعماني في جزر القمر قبل الميلاد أن الإفريقيين الذين جلبهم هؤلاء العرب من البر الإفريقي كانوا من أبناء أمراء أو وزراء تلك المناطق في موزمبيق وتنجانيقا، أو ربما تم رفع شأنهم الى درجة متساوية فيما بينهم وبين العرب لتكون على الدرجة الاجتماعية الرفيعة ناتجة عما يقدمه الفرد لصالح هذا المجتمع، ونشأت بذلك العادات والتقاليد القمرية المتميزة عن غيرها من عادات اهل شرق افريقيا، حيث تجعل هذه العادات كل واحد من القمريين حتى اليوم يشعر بانه ملك أو أمير اذا تقدم بمساهماته لبناء القرية والحفاظ على المجتمع وحقوقه.
وكان التردد العماني والعربي المستمر على جزر شرق افريقيا والذي لم ينقطع إلا بعد سقوط شرق افريقيا تحت الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر الميلادي وضغوطه على السلطنة العمانية بالخضوع والتخلي عن مطالبتها بحقها في هذه الجزر أن حدا بالبعض من الكتاب الأوروبيين ومن سار على منهلهم دون تحليل المعطيات التاريخية والحضارية الى القول بان الشيرازيين الذين دخلوا الى جزر القمر في القرن السادس عشر الميلادي على أثر سقوط دولتهم في كلوة بشرق افريقيا كانوا هم الذين أدخلوا الإسلام الى شرق افريقيا، وأضاف البعض بأن هؤلاء الشيرازيين هم فرس.
وفي الرد على هؤلاء نسجل النقاط التالية:

1ـ الشيرازيون وصلوا إلى شرق افريقيا في القرن العاشر الميلادي ووجدوا بان الإسلام منتشر في هذه المنطقة قبل مجيئهم بقرون وأن هناك ممالك وامارات عربية تدير هذه الجزر والمدن الساحلية، وانسحبوا نحو جنوب غرب جزر القمر حيث أقاموا دولة الزنج وعاصمتها كلوة.
2ـ منطقة شيراز في الخليج هي على الحدود بين عمان وإيران، وكانت جماعات من عرب عمان تقيم بهذه المنطقة، وقد يكون هؤلاء الشيرازيون هم من عرب عمان المقيمين بهذه المنطقة، ومن الجائز حدوث مصاهرات بين العمانيين والفرس (الإيرانيين) في هذه المنطقة.
3ـ كان المذهب السني الشافعي قد استقر على طول ساحل شرق افريقيا من مقديشو حتى جزر القمر، فلو تم أخذ رأي البعض الذين يقولون بدخول شيعة الفرس الى منطقة شرق افريقيا في هذه الفترة فانهم ذابوا في المذهب الشافعي السني الثابت في المنطقة منذ القرن الثاني الهجري فترة ظهور المذاهب الإسلامية.
ونرجح بان هؤلاء الشيرازيين عمانيون نسبوا الى (شيراز) باعتبارها مسكنهم وانهم بسبب اختلافات على السلطة هناك خرجوا الى شرق افريقيا في القرن العاشر الميلادي، واقاموا دولة بالتعاون مع الإفريقيين عرفت بإمبراطورية الزنج، والتي وصفها المؤرخون بعظمتها ابان الخمس قرون الأخيرة من القرون الوسطى (ق 10 الى ق 15م).
وانه بعد سقوط دولتهم في بداية القرن السادس عشر الميلادي تفرقت بنو شيراز، وتمكن الذين دخلوا إلى جزر القمر من التصاهر والحفاظ على بعض المكاسب الاجتماعية، لأنهم وجدوا الترحيب من إخوانهم في الجزر العربية القمرية التي كانت المأوى لعرب شرق إفريقيا للاحتماء والحصول على ما يفقدون من عز ومكانة في أماكن أخرى.

المحور الثاني:الأثر الثقافي والحضاري العماني في جزر القمر
الثقافة والحضارة لهما دور عظيم في تحديد معالم شخصية الفرد او المجتمع فتتسم هذه الشخصية بسمات القيم الخلقية والآداب الحياتية، وتمثل هذه المجموعات موازين في ثقافة المرء او المجتمع وحضارته، وتتكون من خلال ذلك مجموع عناصر تعزز بقاء الفرد في التلاحم المتأصل بالجذور المستمدة منها تلك المعطيات.
ويتمثل الأثر الثقافي والحضاري العماني في جزر القمر في عدة مظاهر باقية تمثل امتدادا قمريا طبيعيا لعمان منها:

1ـ الأثر الثقافي في اللغة القمرية حيث هناك العديد من الكلمات المستخدمة في اللغة القمرية تجدها في اللهجة العمانية او في اللهجة اليمنية مع تحريف في بعضها بسبب التداخل اللغوي والاثني.
ونحاول هنا اثبات ذلك بالواقع المعاش في المجتمع القمري من حيث المنبت العربي الحيّ في ثقافة هذا المجتمع، فوجود بعض الخلافات بين اللغة القمرية والسواحلية من حيث النغمة والموسيقى اللغوية توضح ان اللغة القمرية كانت لغة لخاصية العرب في جزر القمر في حين كانت السواحلية عامة، وهذا التفاوت في اللغتين رغم اشتقاقهما من مصدر واحد (العربية ثم البنتوية الإفريقية)، أدى الى اعتبار السواحلية لغة رسمية لأغلبية سكان ساحل وداخل منطقة شرق إفريقيا.
2ـ الاعتزاز القمري باللغة العربية، فإشكالية التحدث باللغة العربية لأغلبية الشعب القمري اليوم لا يبعده عن اعتزازه باللغة العربية، ويظهر من خلال ذلك أن القمريين لا يزالون يبحثون عن هذا الأصل الذي بدأ يقترب والدليل على ذلك ما يلي:

أـ ثبت بأن دواوين سلاطين جزر القمر كانت باللغة العربية قبل وقوعها تحت الاستعمار الفرنسي.

ب ـ المدرسة القرآنية والفقهية لا تزال قائمة رغم تعرضها لتحديات الغزو الثقافي الفرنسي خلال 170 سنة ( 1843ـ 2016م) ويتم فيها تعليم التلاميذ المبادئ الأساسية للغة العربية والخط.

ج ـ تصل نسبة القمريين الذين يفهمون العربية 100% مقابل 35 % للذين يفهمون اللغة الفرنسية(3).

د ـ تصل نسبة المتحدثين للغة العربية 54 % مقابل 30 % للغة الفرنسية.

وأعزز الدليل لما اقول بناء على دراسات ميدانية قمنا بها خلال الثلاث سنوات الماضية أنه عند ما قامت حكومة علي صالح بالزام تفسير الخطبة باللغة القمرية ثار الشعب كله في ذلك معتبرا بان الرئيس ارتكب جريمة، يضاف الى ذلك ان كل فرد من المجتمع القمري يدرك معاني اللغة العربية عند ما يتحدث بها أي فرد فتجده بذلك يتفاعل بحسب الجمل، وهذه من العناصر الكامنة في داخله تؤهله لاتقان التحدث باللغة العربية واكمال مشروع التعريب فيه، ولسانه عربي من حيث قدرته على اظهار مخارج الحروف بوضوح خلافاً لما يلاحظ عند الإخوة في المنطقة وفي افريقيا ، ولم يكن ذلك ليكون الا بوجود ارضية ثابتة لذلك.

3ـ الأزياء التقليدية للمجتمع القمري وطريقة لبسها، حيث يظهر لأي فرد يعرف أزياء الشعبين العماني والقمري بانها خرجت من أصل واحد من حيث الجلباب العماني والجبة والازار والخنجر والعباءة والطاقية والعمة وكذلك الزي النسائي في الثوب والعباءة النسائية والتي لا تخص فردا في هذا المجتمع دون اخر انما هندامه في حمله للزي التقليدي الوطني الخاص، وبقيت متوارثة على مر الأجيال ما بقي الزمن البشري رمزا للأصل الواحد.
3ـ الفنون الشعبية في الرقصات الرجالية والنسائية والتي تقام في مناسبات الأعراس او الأعياد، وطريقة الرقص مشابهة لما هو موجود في عمان اليوم ، صحيح هناك مظاهر دخيلة ناتجة عن الاستعمار والتداخل مع شعوب افريقية ذات ثقافات اخرى تدعو الى الاختلاط والتبرج، ولكن لا يزال المجتمع القمري ينظر الى ذلك بنظرة مقززة لعدم ملاءمتها لثقافته وأصله ، ويدعو الشعور الثقافي العام الى محاربتها لمخالفتها للتقاليد العربية المألوفة وللأخلاق الاسلامية.

4ـ الدراسة في الكتاتيب في الماضي كان يقوم بتدريس الرجال فينصرفون ثم تأتي النساء للدراسة وهي طريقة عربية إسلامية، ولكن حاليا لظروف البلاد وللأبعاد الاستعمارية يحدث الاختلاط رغم مناداة البعض الى إيقاف ذلك لأن ذلك يخالف عادات المجتمع.

5ـ الأثر الحضاري في البناء، فقد سادت في المجتمع القمري منذ الماضي البعيد طريقة بناء البيوت باستعمال الأحجار والجص والأخشاب، وظلت بعض البيوت المبنية بهذه الطريقة تتحدى بقوة الظواهر الطبيعية وهي طريقة تم نقلها من عمان واليمن في فترة موغلة في القدم، كما تم أيضاً استعمال الطين في البناء خاصة في جزيرة هنزوان وموهيلي ومايوت وكذلك سعف الجوز الهندي في بناء البيوت البسيطة.

المحور الثالث: ظهور السلطنات القمرية في العصور الوسطى والحديثة والتأثير العماني فيها

لقد كانت القرون الوسطى مرحلة ظهرت فيها السمات العامة للسلطنات في جزر القمر، ولا يمكن اعتبار تلك الفترة من القرون الوسطى حادثة الا بتمهيد بوجود امارات سابقة بقرون طويلة شبيهة بالإمارات القبلية العربية السابقة على ظهور الاسلام، مهدت جميعها لظهور السلطنات القمرية العربية في العصر الحديث.
ولعل من نافلة القول هو ان العرب العمانيين واليمنيين وبتعاونهم مع الإفريقيين المستقدمين من البر الإفريقي وضعوا نظام حكم لإدارتهم لبلادهم، حيث كان يسير هذا النظام وفقا للمعطيات التي كانت في بلادهم، من حيث تقسيم الاقليم الى امارات او احياء قبلية وعشائرية، ونلاحظ ذلك في التعبير المعاصر للقمري انه يتعصب للقبيلة خصوصا من جهة الأمومة اولاً ثم الأبوة لحماية العرض وتكون هذه وتلك الجهة مصدر قوته.
ولعل ذلك جاء خلال ذلك التاريخ الطويل اثناء التكوين الاول للمجتمع القمري لحماية الأميرات المنقولات من البر الإفريقي كما سبق ذكره. ويبدو ان السبب الذي جعل بعض الكتاب يذكرون محمد بن عيسى الشيرازي بانه فارسي (إيراني) وانه كان سلطانا في هذه الجزر حيث اقام ابناؤه على الجزر الثلاث واقام هو على الجزيرة الرابعة في الفترة من القرن السادس عشر الميلادي بعد ان فقدوا عرشهم في كلوة على اثر سقوط دولتهم على ايدي البرتغاليين هو غياب المعلومات الدقيقة عن الفترات السابقة على هذا التاريخ، بالإضافة الى اختلاط الأمور بالنسبة لهؤلاء الكتاب وعدم اخضاع هذه القراءات للتحليل العلمي التاريخي الصحيح.
حيث الواضح من هذه المسألة هو ان الجزر كانت في حكم العمانيين خلال الفترة السابقة على القرن السادس عشر الميلادي وساعدهم في إدارتها إخوانهم العرب خاصة الحضارمة اليمنيين، ثم حدث ما حدث على امبراطورية الزنج وسقوطها على ايدي البرتغاليين في القرن السادس عشر الميلادي، ووقف الأسطول العماني وبدعم من الأسطول العثماني في الدفاع عن جزر ساحل افريقيا بعد ان تمكن من الحاق الهزيمة على البرتغاليين في عمان.
وتمكن العمانيون من إيقاف تقدم البرتغاليين في جزر ساحل شرق افريقيا، ولكن احتلالهم لبلاد كلوة أدى بهروب امراء كلوة العرب كما سبق الحديث بأنهم عرب، وليسوا بفرس الى جزر القمر حيث اختلطوا بإخوانهم العرب في بلادهم هذه وتناكحوا فكان ميراث الحكم بحكم هذه المصاهرات القمرية العربية العمانية والشيرازية الكلوية العربية لهم جميعا بالشراكة، فهؤلاء الجدد هم عرب وجدوا ملاذهم عند إخوانهم في جزر القمر، وهم بذلك امتداد طبيعي للعرب العمانيين المتنقلين من هناك الى هنا حسب الوقائع والاحداث، فكانت بذلك السلطنات القمرية الحديثة التي فسرها البعض بغير حقيقتها.
وقد ساهم السلاطين القمريون في إدارة سلطنات جزرهم الأربع ( انغازيجا وهنزوان ومايوت وموهيلي) وتأثرت تأثراً كبيرا بجميع المظاهر التي كانت سائدة في عمان خلال تلك الفترة من حيث ادارة الدواوين والألقاب وطريقة الزي السلطاني والعلاقات بين السلطنات والامارات الداخلية التي كانت هي الأخرى تمثل نوعا من النظام الاستقلال الداخلي مع التعاون مع السلطنة العمانية.

المحور الرابع: المشاركة القمرية للعمانيين في حكم زنجبار
عند ما تم نقل عاصمة الإمبراطورية العمانية الى زنجبار في بداية القرن التاسع الميلادي ابان حكم السيد سعيد، فقد شارك القمريون إخوانهم العمانيين لإدارة شؤون الدولة، وكانت هناك بعثات قمرية ترسل الى مسقط للمشاركة في العمل هناك.
ولذلك تفاعل هؤلاء القمريون في إدارة شؤون عمان وكانوا بذلك سفراء جزرهم لدى السلطنة خاصة بعد نقل العاصمة الى زنجبار، حيث بالإضافة الى التواجد القمري السابق على هذا التاريخ الا انه خلال هذه الفترة من القرن التاسع عشر الميلادي كانت الإدارة في زنجبار مقسمة بين العمانيين والقمريين، وقد أورد عدد من الكتاب هذه المسألة بان القمريين كانوا القضاة والمدراء وائمة المساجد، فضلا عن تفويضهم لبعض المهام الوزارية والعسكرية والاستشارية المتعلقة بسياسة الدولة، وازداد نفوذهم بعد انفصال زنجبار عن مسقط.
ويبدو من جراء هذه العلاقات الاخوية المتفاعلة عبر التاريخ بين القمريين في إدارة زنجبار الى جانب العمانيين ان عمل القمريين الذين كانوا في دواوين الدولة الى دفع السلطان سعيد ثم من بعده ابناؤه الى التمسك بحقهم في جزر القمر، خاصة خلال حقبة الاستعمار الأوروبي في المنطقة وفي القارة الإفريقية، وكانت آليات بناء مصاهرات جديدة بين امراء زنجبار العمانيين وامراء سلطنات جزر القمر من الخطوات التي اتخذها كل من الطرفين في سبيل إيقاف تقدم الأوربيين. وكانت الزيجات التي تمت في بعض جوانبها الرسمية وأخرى في جوانب جانبية معتادة من عامة الافراد بين القمر وزنجبار تعبر عن عمق تمسك العمانيين بحقهم في حماية املاكهم القمرية.

المحور الخامس: الأثر الاجتماعي والسياسي العماني المتفاعل في المجتمع القمري

يظهر الأثر الاجتماعي والسياسي في عدة جوانب نذكر منها فيما يلي:

1ـ الأسر العمانية التي لا تزال على اتصال بين افرادها في كل من عمان وجزر القمر حتى اليوم وهي تلك تمكنت من متابعة حلقات دورانها التاريخي وتنقل افرادها بين عمان والقمر، ونذكر بعض القبائل العمانية التي نراها اليوم،والتي تمثل الامتداد الاجتماعي الاسري الطبيعي العماني بهذا المجتمع ومن هذه القبائل والعشائر : الازد، والنبهانيين وآل غسان الخروصي والمناذرة وآل بوسعيد والعامري والمخيني والبروان وآل سعد
والـ صابري والعريمي والرزيقي والغيلاني وبني ريام والباز وغيرها من القبائل والعشائر والبطون والأسر العمانية التي يثبت التاريخ كل يوم انتماءها لعمان بعضها على تواصل مع ذويهم في عمان وأخرى انقطعت الصلات بأسباب مختلفة.
ويأتي ذلك أيضا ليثبت ان الحركات الوطنية القمرية الأولى التي ظهرت في الأربعينيات عقب الحرب العالمية الثانية والتي بدأت تطالب بجلاء الاستعمار الفرنسي ظهر في زنجبار وملحقاتها العربية في الساحل، حيث كان يعيش فيها قمريون بعضهم موظفين ومهاجرين ومهجّرين ومولّدين، كلهم ساهموا في الحركة الوطنية القمرية وبدأوا يتواصلون مع الحركات السياسية الوطنية في افريقيا والعالم العربي للحصول على التأييد والدعم لمناهضة الإدارة الاستعمارية وإخراج المستعمر.
ويبدو ان زعماء هذه الحركات القمرية التي ظهرت في زنجبار ودار السلام مثل حركتي (مولوليناكو وباسكو) (1) كانت على اتصال بالزنجباريين العمانيين الذين كانوا سندا قويا لهم في حركاتهم ان لم يكن هم الذين اسسوها ودفعوهم للدفاع عن بلادهم اسوة لما بدأ يحدث في العالم آنذاك ضد الاستعمار الأوروبي، وذلك بسبب انتمائهم لهذا البلد حتى انه في هذه الفترة بدأت هذه الحركات تطالب بحق عضويتها في جامعة الدول العربية بعد انشائها في 22 مارس 1945م وهي الفترة التي بدأت الحكومة الفرنسية تعمل على منح فرصة للقمريين للمشاركة في منصب نائب إقليمي عن منطقة جزر القمر.
كما ان القمريين آنذاك تعرضوا للمضايقات من قبل الإدارة الفرنسية الاستعمارية فكان مهجرهم زنجبار او مسقط، ونشطت بذلك الأنظمة الاجتماعية الأسرية،حتى ان كثيراً من المراكب غرقت في مياه البحار بسبب تدافع الاسر من عمان وزنجبار الى جزر القمر للمشاركة في تلك الحركات او بسبب هروب أولئك المطالبين لدى الإدارة الاستعمارية او بإغراق متعمد من البواخر الفرنسية التي كانت تراقب تحركات القمريين عبر البحر.

المحور السادس: التواصل المستقبلي الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي بين البلدين

ومن خلال هذه الدراسة وما سبق الحديث تظهر الحاجة لبناء آليات التماسك بين الشعبين الشقيقين في الوقت الحاضر من اجل تعزيز التواصل المستقبلي بينهما للحفاظ على هذه الجذور العمانية الباقية في المجتمع القمري على امتداد تلك المراحل التاريخية المختلفة، وأنه في سبيل تحقيق هذا التواصل الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي وتقوية ديموميته نحو المستقبل لضمان بقاء هذه المعطيات يتمثل في الأبعاد التالية:

1ـ تقوية اواصر الأسر القمرية العمانية التي استطاعت أن تتواصل خلال الفترة الاخيرة من اجل المحافظة على علاقاتها الوطيدة بين الأهل في كل من البلدين، وذلك عن طريق تشجيع الزيارات العائلية بينها.

2ـ القيام بإجراء مزيد من الابحاث العلمية الميدانية لمعرفة اثار تلك الأسر في جزر القمر والتي انقطعت عن اهلها في عمان، ويأتي ذلك عن طريق انشاء وحدة المعلومات.

3ـ فتح قنوات لزيارات متبادلة بين الاسر القمرية والعمانية من البلدين مما يمكنهم من الاطلاع على حقيقة اصولهم وجذورهم المنتشرة بين هذين البلدين.

4ـ بناء تواصل علمي وثقافي لتعزيز البعد الثقافي العماني القمري وذلك عن طريق تخصيص عدد من المنح الدراسية للطلبة القمريين للتخصصات المختلفة في الجامعات والمعاهد العمانية، واقامة المسابقات الطلابية المتبادلة بين ابناء البلدين، وفتح مجال عمل متبادل بين مدرسين عمانيين وقمريين في كل من السلطنة وجمهورية القمر المتحدة.

5ـ تنظيم الأنشطة الثقافية والمنتديات الفكرية للأكاديميين لبناء التقارب الفكري بين افراد البلدين.

6 ـ فتح مجالات للتعاون الاقتصادي بين البلدين عن طريق تبادل الصادرات والواردات بين البلدين للإسهام على التعرف على موارد ومنتجات البلدين.

8ـ فتح فرص للعمالة القمريين في السلطنة مما سيسهم على التعرف على الواقع الحقيقي لهذين المجتمعين.

9ـ فتح خط جوي مباشر بين جزر القمر وعمان حيث يتمكن العمانيون من استئناف زياراتهم لأهلهم في القمر بصورة ميسرة، ويؤدي ذلك الى تنمية العلاقات الأسرية بين الافراد، ويساعد ذلك على توسيع رقعة التعامل التجاري في عدة مناشط حيوية كالسياحة.

د. محمد ذاكـر حسـن سـقاف

• ورقة مقدمة ورقة إلى المؤتمر الدولي العماني الشرق الإفريقي المقرر عقده في ديسمبر2016م في جزر القمر.

المراجع:
1/أحمد بن عبد الله العزيزي، تجارة عمان الخارجية عبر العصورـ ط الأولى 2007مـ مركز الراية للنشر والإعلامـ القاهرة.

2/د. السيد رجب حرازـ إفريقيا الشرقية والاستعمار الأوروبي ـ القاهرة 1968م

3/الشيخ سعيد بن علي المغيري جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار ط 42001مـ وزارة التراث القومي والثقافة ـ سلطنة عمان 4

4/ برهان مكيلي ـ مخطوطة لدى بعض الأشخاص في جزر القمر وزنجبار

5/د. حامد كرهيلاـ جزيرة مايوت القمرية ـ ط. الأولى 2011مـ مطابع النهضة ـ مسقط سلطنة عمان.

6/د. حامد كرهيلاـ صراع الحب، السلطانة جومبيه فاطمة(1841ـ1878م) والتنافس العماني الفرنسي على جزيرة موهيلي القمريةـ دار الفرقد للطباعة والنشر ـ دمشق ـ سوريا.

7/ د. محمد مطصفى النجار ـ عرب الجزيرة العربية بين الجاهلية والإسلام ـ مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية 1982م.

8/ محمد ذاكر السقافـ استعمار جزر القمر ـ رسالة ماجستير 1994م ـ جامعة ام درمان الإسلامية ـ السودان .

9/ محمد ذاكر : معجم ثنائي عربي قمري ـ رسالة ماجستير 1994مـ معهد الخرطوم الدولي للغة العربية السودان .

10/ محمد ذاكر ـ الحركة الوطنية القمرية 1918ـ 1975مـ رسالة دكتوراه 1999م ـ جامعة ام درمان الإسلامية ـ السودان ـ

11/ محمد ذاكر ـ جزر القمر عبر العصورـ 2002م ـ مطبعة دار الصناعة موروني جزر القمر.

12/ محمد ذاكر : العادات والتقاليد القمرية ، تحت الطبع.

13/ محمد ذاكر : عروبة جزر القمر ، تحت الطبع .

14/ محمد ذاكر جزر القمر مركز الإسلام والعروبة في شرقي إفريقيا ، تحت الطبع.

20/ ياقوت الحموي معجم البلدان ـ مجلد 4 ـ دار صادر للطباعة ـ بيروت 1957م

22/ Flobert; Archipel des Comores ,san date

23/ Genin .Madagascar,les iles des Comores,Maurice,la Reunion.Paris sans date

27/ Jean Martin ; Comores quatres iles entre pirates et planteurs malgalches .2 vols. Paris 1983