[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
باختصار

زهير ماجد
الرئيس بشار الأسد لا يقرأ في علم الغيب، بل بما هو معروف لديه من معلومات ومن قراءات صائبة ومن تحليل مؤكد. ربما للمرة الأولى تقريبا، يتحدث عن قرب حل في بلاده. المسألة أيضا تعتمد على المعرفة الموثقة، لكنه لن يحدد متى موعد النهاية للأزمة المعقدة. هو يرى أن هنالك ثلاث معارك كبرى ويأفل الستار على المشهد السوري بكل تشعباته .. ففي الرقة ودير الزور سيتم إخراج "داعش" بطرده إلى غير رجعة، وفي إدلب هنالك معركة مع "النصرة"، وفي تلك المعارك سينجح الجيش العربي السوري كعادته في إعادة لمِّ الوطن الذي بعثره الإرهاب. ولا هم بعدها، لأن سوريا ستدخل في الإعمار وإعادة بناء ما تهدم، وهي قصة طويلة تحتاج لمشروع دولي يبدو أن الروس أساسه، والبنك الدولي أبرز معطياته، والأيدي العاملة السورية التي بنت بلادا ومدنا في السابق، ها هي تستعد لبناء بلادها، ورب ضارة نافعة في إعادة رسم أشكال جديدة لما تم تدميره.
لا يتحدث الرئيس الأسد إذن إلا اعتمادا على ما هو مستمسك، فجنيف 4 كان أفضل مما سبق، وقد يكون الآتي أكثر تقدما إلى حل، واللقاءات التي تتم في موسكو بندها الأول والأساسي والرئيسي هو سوريا، ولم يعد اكتشافا القول، إن كل اللاعبين في تلك الأزمة، إنما وصلوا إلى طريق مسدود، لم يبقَ لهم سوى باب واحد مضطرون لولوجه وهو الحل السياسي .. فالمعارضة "المعتدلة" اعتدلت أكثر، والدول الطموحة تنازلت تقريبا عن أدوارها السابقة، والأميركي يظهر تحشدا على الأرض السورية، إنما لأجل الخلاص من "داعش" إذا ما تقررت المعركة الفاصلة. وكل من أدخل جيشه إلى سوريا دون إذن مسبق من القيادة السورية، كما يضيف الرئيس السوري، عليه أن يعتبر أن جيشه محتل وستضطر سوريا إلى التعامل معه ضمن هذا المفهوم.
هل فعلا وصلت الحرب على سوريا إلى فرصتها السانحة بالحل، بانتظار أن تكون المعارك الكبرى القادمة قد أعد لها من مخططات..؟ كل المعلومات تؤكد الأمر، خصوصا وأن تلك المعارك معروفة سلفا ومعلن عنها، وأن لا سبيل أمام السوريين سوى خوضها، وليذهب "داعش" إلى الصحاري والوديان، وليتبعثر بالتالي أو يستسلم، فليس أمامه أي خيار، تماما كما يحصل في مدينة الموصل التي تعتبر حالة نموذجية للمعارك السورية القادمة. ويقال إن قيادة "داعش" خرجوا من الرقة، فيما أعلن عن لجوء أبي بكر البغدادي إلى مناطق حدودية، ولسوف يغير من أمكنته الكثير كلما تحطمت قواعده أمام الجيش الزاحف.
هل نشهد هذا التاريخ الذي تنطفئ فيه الإضاءة التي التمع تحت وهجها "داعش" وغير معادلات ما زالت قائمة وستظل؟ ثم هل سنكون أمام مسرح جديد متجدد بمقاييس التحرير الآتي، ثم لا ردود لهذا التنظيم الإرهابي بعد أن يكون قد انتهت أسطورته التي شغلت المنطقة والعالم. أغلب الظن أنه لن تكون له نهاية إلا بالمعنى العسكري، أما فكرته فقد تظل قائمة، رغم علمنا أن القوى الإرهابية ما أن تخسر معاركها حتى تنكفئ تماما عن الواجهة، ولربما تتصادم في عملية مواجهات عسكرية فيما بينها لما قد يطرأ من تحميل كل طرف للآخر مسؤولية ما وصلت إليه حالة تنظيمه.