[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/khamis.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]خميس التوبي[/author]
الهجومان الإرهابيان اللذان استهدفا الحافلتين المدنيتين في منطقة باب مصلى بالعاصمة دمشق وراح ضحيتهما أكثر من مئة وستين مدنيًّا بين قتيل وجريح، لا يشكلان فقط اختراقًا وسط تدابير أمنية متخذة داخل العاصمة ومحيطها، وإنما جاءا ليؤكدا حضور الداعمين الذين أرادوا عبرهما توجيه رسائلهم بأنهم لا يزالون متمسكين بالإرهاب وتنظيماته، ومتمسكين برهانهم عليها في إنجاز مخططاتهم ومشاريعهم التدميرية والتخريبية، وأنهم قادرون على قض مضاجع الآمنين من المدنيين والقوى الأمنية والعسكرية رغم الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري، وذلك بالاستمرار في تقديم الدعم المتعدد الأشكال والألوان.
إلا أن استهداف المدنيين وحده كافٍ للبرهنة على أن الشعب السوري هو في عين مخطط التدمير المدبر ضد الدولة السورية، ولا يستثني أحدًا خاصة كل سوري شريف تمسك بتراب وطنه سوريا، ومستعد لإروائه بدمه ليحافظ على طهره ونقائه، وبالتالي لا مكان في حياض الحقيقة لكل الادعاءات حول "مساعدة" الشعب السوري، والدفاع عنه والوقوف إلى جانبه حتى يحقق تطلعاته؛ لأن تحقيق التطلعات يتم عبر الوسائل الديمقراطية والسلمية والآليات الموضوعية والعقلانية والطرق المتحضرة، وليس عبر تأبط الإرهاب وإنتاج تنظيماته ودعمها، وليس من خلال استهداف البنى الأساسية والمرافق التي تخدم الشعب السوري وتيسر له متطلباته وتفي حاجاته.
لذلك، عند وضع هذين الهجومين الإرهابيين وما قبلهما وما سيليهما ـ لكون أن الإرهاب حالة مستمرة ومتناسلة، والأحبال السرية لا تزال تغذيها، ولكون المتربصين والمتآمرين لم يشبعوا بعد من الدم السوري ـ في ميزان الحقيقة والواقع، نجدهما ردًّا عمليًّا على رفض التطورات الحاصلة ميدانيًّا وسياسيًّا والتي تسير في مسارها الصحيح ولصالح الدولة السورية، وبالتالي فإن تجار الحروب والسماسرة وذوي العمالة والخيانة لا يزالون على رأس وظائفهم التي استعملوا عليها ليقوموا بالدور المعطِّل والمعرقل للحل السياسي، خاصة وأن هذين الهجومين ـ اللذين أراد أعداء الشعب السوري ملاحقته في أي منطقة يأوي إليها أو يحتمي بها ـ جاءا على مشارف انعقاد جولات جديدة من مباحثات الحل السياسي في أستانة وجنيف، واستكمال ما اتفق عليه تجاه الإرهاب من أهمية التوحد لمحاربته.
لا شك أن الهجمات الإرهابية ـ ومنها الهجومان الأخيران في باب مصلى بدمشق ـ في الجانب الوظيفي قد حققت ما أريد وهو القتل بوحشية ودون رحمة ودون تمييز، لكنها في الهدف، لن تنجز شيئًا لصالح الإرهاب وتنظيماته وداعميه، في ظل التحول الميداني الكبير للجيش العربي السوري وحلفائه، وفي ظل العزم والإصرار والصمود للشعب السوري، وقناعته التامة بأن ما يحصل وما يحصده من آلام وكوارث ومآسٍ لا علاقة له بكل حملات الادعاء والترويج بأن التدخل في الشأن الداخلي السوري هو لأجل نصرة الشعب السوري ومساعدته، فهي حملات تضليل ونفاق وكذب يقودها أعداء سوريا، ولذلك لن تغير في المعادلة مثلما لن تفت الهجمات الإرهابية من عضد الشعب السوري وجيشه.

[email protected]