احتفاء بالمعلم رعى معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية مساء أمس الأول حفل يوم المعلم والذي نظمته المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار بمسرح أوبار بحضور المكرمون أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة وعدد من قادة الجهات الأمنية والعسكرية ومسؤولو المؤسسات الحكومية والخاصة والأسرة التربوية بالمحافظة.
وقد بدأ الحفل بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاوة عبدالسلام بن محمد سليمان باعمر معلم أول تربية اسلامية بمدرسة صلالة للبنين بعد ذلك ألقى حمد بن خلفان بن عبدالله الراشدي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار كلمة المديرية وقد جاء فيها:
هي ليلة من ليالي التربية ، يمتزج فيها تقدير المكرِّم مع فرحة المكرَّم لتتلاحم معا فتشكل لحمة من مشاعر الامتنان ، تعكس ما يقدم في القطاع التعليمي من جهود دؤوبة وعطاءات متواصلة في سلسلة من التفاعلات التربوية في صور شتى من اللقاءات والأنشطة والبرامج التدريبية التي تنطلق من مضمون أن الاستثمار البشري هو أثمن أنواع الاستثمار على الإطلاق .
برامج إثرائية للمعلم
وأضاف الراشدي في كلمته: يشكل الاهتمام بالتحصيل الدراسي لدينا أولوية كبرى ، وهو أمر يحتاج الكثير من التعاون والتضحية بين المؤسسة التربوية والمجتمع بكافة فئاته من أجل تحقيق المرتجى من الأهداف ، وقد تجلى ذلك في مستويات عدة ، يبرز في طليعتها الاهتمام بالبرامج التطويرية والإثرائية للمعلمين ، والتطوير المستمر للمناهج التربوية ، والتعزيز المتوالي لخبرات الطلاب ومعارفهم من خلال المسابقات الدولية كمسابقة التنمية المعرفية ومسابقة تيمز ومسابقة القراءة الدولية ، فضلا عن الاهتمام بتأصيل المعاني الحميدة في ثقافتنا الأصيلة من خلال مسابقة النظافة والصحة في البيئة المدرسية . ناهيك عن دور مجالس الآباء والامهات في هذا التوجه ، مقدرين كافة المساعي المشكورة من أجل توفير البيئة الملائمة لتحصيل دراسي مجيد يظهر المستوى الذي وصل إليه القطاع التعليمي في هذا البلد العزيز .

تقدير الإخلاص
ويضيف حمد الراشدي : في هذه الليلة السعيدة بحدثها في نفوسنا ، سيتم تكريم مائتين وواحد وسبعين موظفا من مختلف فئات العمل التربوي بالمحافظة ، تقديرا لسامي أدوارهم، وثناءً لكبير إخلاصهم . فهذا التكريم وجه من وجوه الاعتراف بجميل صنيعهم ، فنعم الكوادر تلك ، وأكرم بها . فهي مع بقية أقرانها من بقية الوحدات الحكومية من يسهم بإخلاص في تعزيز المسيرة التنموية لبلدنا الحبيب . حيث أننا نعيش في عصر مليء بالكثير من المتغيرات العلمية والثقافية ، ويتطلب منا التعايش مع تلك المتغيرات وفق احتياجاتنا ومتطلباتنا ، وبما يحقق الأهداف المرجوة ، حفاظا على سعينا الدائم أن نظل في المستوى المشرف الذي يليق بتاريخ هذا الوطن اعتمادا على كفاءاتنا الوطنية المخلصة . وانطلاقا من هذا المضمون فإن المسؤولية الملقاة على منتسبي القطاع التعليمي بالغة الأهمية ، ثمينة المضمون ، تحتاج أناة وجلدا من أجل تهيئة أبنائنا الكرام علميا وتربويا وثقافيا ، تمهيدا لاستكمالهم منجزات نهضتنا الحكيمة في مختلف مناحيها ، حيث إن شرف بناء الوطن شرف عظيم لا يتأتى إلا لكل من يستشعر قيمة ما قدمه الوطن من أجله من خدمات جليلة متتابعة ، وتضحيات متتالية ، وتسكنه الرغبة الصادقة في مبادلة تلك التضحيات المقدمة بعطاء صادق مخلص يؤطر العلاقة الصحية السليمة بين الوطن والمواطن .
وفي ختام كلمته قال مدير عام تعليمية ظفار :ما من قول نجده يعبر عن وافر تقديرنا ونفيس امتناننا لمعالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على تفضله بمشاركتنا هذه المناسبة العزيزة على كل تربوي في هذه البقعة المباركة من ثرى وطننا الأبي ، مثمنين له هذا الحضور ، ومبجلين له هذا التواصل ، داعين المولى جل في علاه أن يهبه الصحة والعافية وأن يلهمه السداد والتوفيق في جميع محطات حياته . ولا ننسى كذلك أن ننوه بدور الشركات الراعية لهذه المناسبة التربوية ، والتعزيز المتواصل منها للفعاليات التربوية ، مرحبين أشد ترحيب بهذه الشراكة الفاعلة لمختلف مؤسسات المجتمع المدني فيما من شأنه تحقيق التكامل بينها من أجل أبنائنا الطلاب . ولا يـفـوتـني أيضــأ أن نشـيـد بكافـة اللـجان المشكلة لهذا الحدث التربوي تحضيرا وإعداد وتنفيذا وما بذلوه من عمل متواصل من أجل إنجاح هذه الأمــــسية التربوية . داعين المولى جلت قدرته أن يعيننا على أداء مهامنا الوطنية بيقين مخلص ، وعزيمة صادقة ، وههم ماضية ، تؤمن أن نهر العطاء متدفق لا نهاية لمصبه ، في ظل الرعاية الكريمة الحانية الأبوية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه . ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا إنك انت السميع العليم .
كلمة المكرمين
كما ألقى عبدالحكيم بن سالم محمد العوائدمعلم لغة عربية بمدرسة جيلوب للتعليم العام للبنين كلمة المعلمين المكرمين في هذا اليوم قال فيها :بمزيد من الاعتزاز يشرفني أن أقف بينكم شاكرا ومقدرا, بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع زملائي المكرمين والمكرمات, تفضل معاليكم لهذه الرعاية لحفل تكريم يوم المعلم، هذا التكريم الذي أصبح محطة مضيئة على طريق رعاية الدولة لأبنائها, بما تزرعه هذه الرعاية من ثقة وأمل في نفوسنا جميعا, فتحفزنا لمزيد من البذل والعطاء وإن التقدم الحاصل في المسيرة التعليمية المظفرة, التي تشهدها السلطنة, قد تحقق بفضل من الله وتوفيقه, كثمرة من ثمار الرعاية المتواصلة من عاهل البلاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. وإننا في هذا اليوم ونحن نعيش هذه اللحظات التي يغمرنا فيها الشعور بالفخر والاعتزاز, لنعلن عرفاننا بأفضال جلالته على أبناء الشعب, عاقدين العزم على بذل المزيد من الجهد حتى نكون عند حسن الظن, في خدمة وطننا وقيادته.
وقال العوائد: إن هذا التكريم يتزامن مع ما تحققه السلطنة من إنجازات حضارية على جميع المستويات, بما في ذلك الإنجاز التعليمي, حيث يؤدي التعليم دوره المتعاظم في التنمية البشرية, وبناء القدرات الوطنية على الصعيد المعرفي, للمساهمة الفاعلة في التنمية. إن المعلم كان ولا يزال الجنة التي تترعرع في جنباتها بذور المعرفة بشتى أنواعها: إنسانية وعلمية, نظرية وتطبيقية, تاريخية ومستقبلية, فهنيئا لك أيها المعلم قيام المعرفة عليك, وهنيئا احتمالك لها بجودك الواسع علما وفضلك الدائب عملا. وإن هذا اليوم الأغر حافز لي ولأقراني بوزارة التربية والتعليم لبذل المزيد من العمل المخلص الدؤوب, لإرساء سفينة العطاء على شواطئ المعرفة والنور, وتأهيل مزيد من الأجيال القادرة المهيأة لتكملة مسيرة العلم والمعرفة.
وقال عبدالحكيم العوائد في ختام كلمته: بالنيابة عن زملائي المكرمين والمكرمات الذين بذلوا الكثير من الجهد والتفاني طوال الفترة الماضية من عملهم في صروح العلم الشامخة, أود أن أتوجه لكم جميعا بأصدق معاني الثناء لما لمسته منكم من تعاون مثمر أنجزنا خلاله الكثير من التطوير في بيئة أخوية ترجمت أروع معاني التعاون والتواصل وأثمرت عنه العديد من المنافع التي أسهمت في تنمية عملنا التربوي. وعليكم أن تستمروا على نهجكم القويم وتبذلوا كل جهودكم للنهوض بعملكم وتضعوا نصب أعينكم دوما التطوير والتحسين, لأن الطموح لنيل العلا فيض لا ينضب. وأسأل المولى العلي القدير أن يلبي دعائي لكم بالتقدم والازدهار لتكملوا مشوار العطاء الذي بدأتموه.
أوبريت صفحات مضيئة
وبعد ذلك قدم مجموعة من طلبة مدارس محافظة ظفار أوبريت(صفحات مضيئة) من اخراج عادل بن فضل البلوشي أخصائي النشاط المسرحي وهو أوبريت تربوي يتكون من خمس لوحات رئيسية اشتملت على بعض فقرات الإلقاء الشعري والتمثيل الدرامي ومقتطفات من الفنون الشعبية العمانية الأصيلة تجسدت من خلال خمس صفحات مضيئة عن التعليم في عمان ، وحملت الصفحة الأولى عنوان (بأستاذي هلا) وهي للترحيب بالمعلمين المكرمين وضيوف الحفل من خلال فقرة استعراضية غنائية، أما الصفحة الثانية فكانت بعنوان (التعليم في بلادي) تحدثت عن اهتمام الحكومة الرشيدة ببناء الصروح التعليمية في البلاد، وكانت الصفحة الثالثة بعنوان (المعلم والمجتمع من حوله) وقد تحدثت كلماتها عن اهتمام الدولة بالمعلم وكيف وفرت له كافة الجهود التي تعينه على تقديم رسالته العظيمة سواء من أبناءه الطلاب أو من قبل أولياء الأمور ثم جهود وزارة التربية والتعليم والحكومة الرشيدة في توفير العديد من الوظائف الحديثة والمساندة والتي بدورها تهدف إلى تخفيف أعباء المعلم ليتفرغ لأداء مهنته الأساسية والعظيمة وهي تعليم الأجيال، ثم قدمت الصفحة الرابعة وهي فقرة بعنوان (دور المعلم وحفظ الأمانة) في لوحة عمانية شعبية أصيلة لفن العازي عبرت عن قسم المعلم لأداء مهنته بشرف وأمانة، تلا ذلك لوحة شعبية تستنهض قوى المعلم للعمل بجد وصدق وأمانة مع ما توفر له من جهود. أما الصفحة الخامسة فكانت بعنوان (صفحة المجد) والتي جسدت كلماتها شكر المواطنين للقائد المفدى الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة وحب الإنسان العماني وتفانيه لأرضه ووطنه الغالي. وقد كان التسجيل والتوزيع والتنفيذ الموسيقي للألحان الفنان طلال بشير. وساعد في الإخراج للفنون الشعبية صالح بن مكيل السيم وغانم بن عوض سويلم. وأدار المسرح أحمد بن سعيد العمري وأحمد بن سالم المعشني كمسؤول للديكور وصمم الأزياء نهى بنت حفيظ الغساني. وقدم فقرات الحفل كل من عمار بن محمد الغساني ورحمة بن عبدالله الهاشمي.
لحظات التكريم
ثم بدأت بعد ذلك فقرة التكريم حيث قام معالي يوسف بن علوي عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بتكريم المعلمين والمعلمات على مستوى مدارس محافظة ظفار كما شمل التكريم عدد من مدراء ومديرات المدارس ومساعديهم ورؤساء مجالس الآباء والأمهات كذلك الموظفون المكرمون على مستوى المديرية حيث بلغ عدد هؤلاء المكرمون (271)، وتضمن التكريم كذلك الشركات والجهات الحكومية المتعاونة، وفي ختام الحفل قدم حمد بن خلفان الراشديالمدير العام هدية تذكارية باسم الأسرة التربويةلمعالي راعي الحفل .