[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كثيرا ما طولب السوريون بالرد على إسرائيل في كل مرة تقوم بها طائراتها بالإغارة على هدف داخل الأراضي السورية، لكن عندما رد الجيش العربي السوري بأحدث ما لديه من سلاح ضد الطائرات الإسرائيلية وأسقط واحدة من أهم السلاح الذي يعتز به الإسرائيلي، صمت كثيرون، أو "كشر" آخرون.
ما فعله السوريون منحى جديدا لصراع مع إسرائيل يأخذ أبعادا يجب قراءتها بعناية. ففي العلم العسكري أن الجيش يخبئ دائما مفاجآته لحين المعركة الكبرى، تماما كما فعل الرئيس الراحل حافظ الأسد حين خبأ صواريخ "سام" المتطورة آنذاك إلى حرب أكتوبر 1973، رغم أن الإسرائيلي حاول اكتشاف قبلها ما لدى السوري عبر إغارات متعددة على الأراضي السورية دون أي رد سوري بهذا السلاح المتقدم الذي أسقط أثناء الحرب عشرات الطائرات الإسرائيلية.
فما الذي دفع القيادة السورية الحالية إلى رفع الغطاء عما لديها من سلاح جوي متطور، ثم هل يكون هنالك ما هو أكثر تطورا؟
الإسرائيلي عاكف على دراسة ما حصل كونه من الأحداث التي يجب أن لا تمر مرور الكرام، والمهم عنده معرفة ماذا يخبئ السوري أيضا، والأكثر أهمية في بحثه المقبل الذي لن يهدأ، ما إذا كان هذا النوع وأنواع أخرى من أسلحة الجو هذه وصلت إلى حزب الله، علما أنه بات لديه تأكيد بحصول الحزب على ما يكفيه منه، وأن معلومات الإسرائيلي بهذا الشأن توثقت الآن بعدما كانت تقول إن تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بامتلاكه تلك الصواريخ كانت جدية.
أحد المقدسيين العرب اتصل بأحد الصحافيين العرب المعروفين في لندن وهو في غاية الفرح من إطلاق صفارات الإنذار في المدينة المقدسة، ثم إني أعتقد جازما أن أجزاء الصواريخ السورية التي سقطت في الأراضي الأردنية كانت بردا وسلاما على الأردنيين، مثلما كانت صواريخ حزب الله عام 2006 التي سقطت أيضا في مناطق عربية، حتى قال أحد المواطنين الفلسطينيين في تلك البلدات أو القرى "نبارك الصاروخ لأنه قبل التراب الفلسطيني".
العين السورية لم تتعب من صحوتها رغم معاركها الكبرى والطاحنة مع الإرهاب على كل الأرض السورية .. فالصراع مع إسرائيل قصة طويلة لن تنتهي، وهي المعركة الأساس التي لا تغيب عن بال القيادة والشعب والأمة. ومن الواضح أن السوري لم يكن ليتخذ خطوة إطلاق الصاروخ إلا بعد معرفة الروسي بالأمر، فهو شريك محور كبير يراد له أن يمتد وسينتصر حتما، بل يهم الروسي أن يعطي لصاروخه مصداقية الإصابة والتأثير المعنوي وإفهام الإسرائيلي ما هو موقفه الطبيعي، ولعل الأنباء التي أكدت استدعاء الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو كانت جدية ولم يعرف ماذا كانت النتيجة هل مجرد توبيخ أو إنذار بعدم تكرار العملية أم سؤال بديهي عن المغزي من العملية الإسرائيلية؟
بكل الأريحية، فإن الرد السوري أثلج صدور شعوب الأمة، وزاد في تأكيد ثقته بالجيش العربي السوري وقيادته، ومنذ لحظة إطلاق الصاروخ السوري، تغيرت اللعبة، وصار على القيادة الإسرائيلية أن تعمق بحثها في لبنان، فهنالك مكمن الحطر الوجودي عليها، وهنالك إن وجدت مثل هذه الصواريخ فإن الحرب ضد حزب الله قد تصبح من الماضي وهو ما لا تقبله عقلية الحرب الإسرائيلية التي وصل بها المطاف إلى الاستعانة بهولنديين وأميركيين لنقل الأمونيا من حيفا إلى مكان آخر لن يكون أيضا بعيدا عن صواريخ حزب الله.