إعادة إنتاج لفيلم رعب قديم هرب من فخ التكرار
القاهرة ـ من إيهاب حمدي
تشتهر هذه الأيام موجة جديدة من إعادة انتاج الأفلام الكلاسيكية القديمة في هوليود، وهذه الأفلام لم تقتصر فقط على نوعية واحدة بل تشمل نوعيات متعددة كالأكشن والخيال العلمي والدراما والرعب، وغالبا ما تحقق هذه الافلام نجاحا جماهيريا نظرا لسمعتها الجيدة التي اكتسبتها منذ أيام عرضها الأولى قديما.انصار هذا اللون من الأفلام يبررون ذلك بأن الإمكانيات تطورت كثيرا سواء في التصوير او الإخراج ولذا فتقديم الأفلام في ثوبها الجديد يكسبها بعداً جديداً متميزاً.
لكن هناك الكثير من الأفلام شاهدنا قبل ذلك وقع في فخ التكرار الممل وهو ما استطاع فيلم (Carrie) او الفتاة (كاري) الهروب منه حيث واكب الفيلم هذا العصر بل جعل من إحدى تقنيات العصر حدثا مهما في السينما يترتب عليه تحولاً كبير حينما يتم استخدام الموبايل في تصوير الفتاة كاري في وضع غير لائق وينشر الفيديو على موقع يوتيوب.
فيلم كارى هو فيلم رعب تم تقديم المعالجة الأولى منه عام 1976، وقام بدور البطولة آنذاك سيسي سباسيك وبيير لوري وجون ترافولتا، بينما قام بالإخراج بريان دي بالما، أما في المعالجة التي نحن بصددها فيلعب بطولتها كل من كلو مورتيز وجوليان ومن اخراج الامريكية كيمبرلي بيرس.

القصة والسيناريو

كاري وايت (كلو جريس موريتز) طالبة في إحدى المدارس الثانوية وهي فتاة منبوذة من كل زملائها لانطوائها وضعف شخصيتها فهم يعتبرونها كبش الفداء لهم والنموذج الذى يسخرون منه.
لقد تسببت تربية امها (جوليان مور) المتشددة دينيا في اضطراب الفتاة وانطوائها عن زميلاتها بل لعدم معرفتها باشياء بديهية مثل السن الذى تاتى فيه دورتها الشهرية لاول ، حيث نرها حينما تأتيها لأول مرة فتفزع منها ويسخر منها زملاؤها بالمدرسة وتقرر ميس كولنز مدرسة الرياضة ان تعاقبهم . فتتشاجر معها الفتاة المتمردة كريس فتصفعها ميس كولنز على وجهها فتقرر كريس الانتقام من كاري كونها السبب في هذا العقاب.
تكتشف كاري انها تملك قوة تحريك الاشياء عن بعد، وتقرر ان تندمج مع المجتمع بمساعدة صديقتها سو وتقبل بدعوة زميل لها يدعي تومي روس بالذهاب معه الى حفلة التخرج بايعاز من صديقتها سو لمساعدتها.
ولكن امها ترفض رفضا قاطعا وتؤكد لها أن الكل سوف يسخر منها ويهينها. ولكن كاري تريد أن تغير من حياتها وأن تندمج مع المجتمع وتصمم وتساعدها قوتها في مقاومه اعتراض الام .
وبينما كاري سعيدة مع زميلها تومي روس في الحفل تكون كريس قد دبرت مؤامرة للسخرية منها بمساعده اصدقائها وذلك بان يختاروها هي وزميلها ملكة وملك الحفل وبينمها كاري في قمة سعادتها بعد ان ارتدت التاج و تسلمت باقة الزهور يسقط عليها دلو مملوء بدماء الخنازير فتفزع ويسقط الدلو علي راس تومي و يموت و تسمع كاري اصوات الضحك والسخرية فتقرر استخدام قوتها للانتقام من كل من بالحفل و تقتلهم جميعا.
ولن ينجو من الحفل سوى صديقتها التي كانت تساعدها سو، في المقابل استطاعت الانتقام وبشكل خاص من كريس وصديقها.
وبعد ان تتحول الحفلة الى مذبحة جماعية تعود للبيت لتجد شموع مضيئة في كل مكان وتذهب للاستحمام من الدماء وهي تبكي وحينما تقابل أمها تطلب منها ان تسامحها لكن الام تحكي لها ان والدها هو سبب عقدتها لأنها اخطأت معه قبل الزواج وهرب بعد ان تزوجها و تحضن الام كاري لتصلي معها ولكنها كانت فد خبأت سكينا طعنت بها كاري في ظهرها فتسقط علي الدرج وتزحف حتي المطبخ وتهم امها بالقضاء عليها ولكن كاري تستخدم قوتها وتطير السكاكين لتخترق جسد الام و تموت مصلوبة فتنهار كاري وتحضن امها غير مصدقة ما حدث و لكن البيت يحترق وينهار وتموت كاري تحت انقاضه.
سناريو الفيلم مقتبس من رواية مؤلف الرعب ستيفن كينج التي تحمل نفس الاسم وصدرت للمرة الأولى عام 1974 ، والسيناريو بشكله الحالي تطور كثيرا عن القديم وواكب العصر كما استطاع فعلا الخروج من فخ التقليد الاعمى ، ورأينا ان كارى لم تعد فتاة دميمة كما في النسخة الأولى لكنها فتاة جميلة جذابة ولكنها غريبة الاطوار.

الإخراج والأداء

المخرجة كيمبرلي بيرس، مبدعة فيلم "لا تبكوا يا أولاد" بطولة هيلاري سوانك، وغيرها من الأفلام التي أكدت موهبتها مثل " The L Word" و "Stop-Loss" ، استطاعت ترك بصمة لها على نسخة هذا الفيلم قد تجارى مخرجه الأول بريان دي بالما.وبالطبع رأينا صورة أكثر جملاً وروعة من النسخ السابقة بفضل التقدم في التكنولوجيا، واستطاع الإخراج حقا الإفلات من تقليد جو السبعينات بتفاصيله ليطل لنا بنسخة جديدة معاصرة من رائعة الرعب كاري يستخدم فيها الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي.
حصل فيلم (Carrie)على تقييم (6.4) من اصل (10) نقاط على موقع قاعدة الافلام العالمى (imdb) وهو من اخراج كيمبرلي بيرس وسيناريو لورانس كوهين ، وينتمى الفيلم الى نوعية افلام (الدراما و الرعب ) ومدته (100) دقيقة ،وبلغت ميزانيته (30) مليون دولار.