ما الكتابة ؟ .. في هذا العدد من "أشرعة" تطرح الكاتبة المغربية عزيزة رحموني هذا السؤال ؟ وأسئلة مرادفة نحو إجابة من أقلام عُرفت بعذوبتها وقوة لمحاتها وشاعرية التقاطاتها ، تتساءل "رحموني" هل الكتابة ملامح وأقنعة ووجوه قد تكون بهية مشرقة ؟ وهل هي مليئة بالبثور، أو ربما قد تكون مغرقة في الغموض كالتعاويذ أو الهلوسة، قد تكون تشخيصا شديد الصدق للمجتمع أو الذات !.
ويواصل الكاتب الدكتور أحمد بن عبدالرحمن بالخير أستاذ الدراسات اللغوية بكلية العلوم التطبيقية بصلالة في نافذته اللغوية المتجددة حيث يطرح في هذا العدد موضوع "صورة المجتمع في لغتنا" يشير من خلاله إلى أن اللغة العربية حفلت بالدلالات الاجتماعية الكثيرة التي تنمّ عن التعاون والتماسك وعن الحركة المتمثّلة بالرَّحيل والكَرِّ والفَرّ ، وقد حفظت اللغة لنا من خلال ألفاظها صورة دقيقة القسمات والملامح لحالة المجتمع العربي القديم والجماعات فيه. وعندما تغيّرت صورة ذلك المجتمع بالتطوّر والتحضّر كانت استجابة اللغة للإيفاء بحاجة الحضارة من الألفاظ استجابة تُفصِحُ عن غِنى واتِّساع، وذلك بتوظيف المعاني القديمة في صالح الحداثة والتطوّر مستخلصة منها الصفة المناسبة بالمجاز، والاشتقاق والتوليد.
وفي العدد رقم 12 يواصل الزميل الكاتب خلفان الزيدي رحلته إلى "فلسطين" في حكاياته "على هذه الأرض ما يستحق الحياة " حيث يسرد "الزيدي" قصته إبان خروجه من كنيسة القيامة، ومحاذاته باحة المسجد العمري، يطل على المشهد الماثل بين الكنيسة والمسجد، يسترجع الصورة المقاربة لها في مكان آخر من فلسطين المحتلة له قدسية استثنائية، حيث المسجد العمري يقابل كنيسة المهد في بيت لحم، والحكاية عن بناء المسجد في القدس، تقارب حكاية بناء المسجد في بيت لحم.. وفي الحالتين هناك تعايش ووئام بين المسلمين والمسيحيين.
كما نعرض في "أشرعة" هذا العدد ملخصات البحوث التي قدمت في الندوة العلمية حول "تجربة مبارك العامري الأدبية"، والتي نظمها النادي الثقافي بالاشتراك مع جامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم اللغة العربية بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعية، وبمشاركة خمسة باحثين قدموا خمس أوراق عمل تناولت الجانبين الشعري والسردي في تجربة مبارك العامري الإبداعية.
كما تقدم الباحثة والفنانة التشكيلية التونسية دلال صماري موضوعا تستعرض من خلاله تجارب الشعيبية طلال ومحرزية الغضاب وباية محيي الدين ـ نماذج للدراسة ـ في موضوع "الفن الساذج والكتابة الأخرى في الرسم".. مشيرة إلى ان الفن الساذج هو ضرب من ضروب الإبداع التشكيلي الذي عرف شهرة كبيرة فاقت حدود الوطن فهو ممارسة خالية من الخضوع لمقاييس الكتل وموازين المنظور الخطي أو قانون الأحجام ،يعتمد أسلوبا ساذجا في التعامل مع العلامات ،هي عفوية أقرب إلى اللعب والعبث بالخطوط والألوان،بحيث تتحول العلامة إلى كيانات نابضة تتفاعل مع الأشكال لتعطينا إمكانات دلالية ورمزية قابلة للتحول والتأويل وهذا ما يساعد على الكشف عن الإمكانيات الجديدة لهذه الرموز التقليدية، إمكانيات تعكس حساسية شعبية في كل ما تخلقه الأنثى بيدها ويستمتع بهذه الحساسية كل من يشاهدها "إن هدف ليجيه هو إيصال الجمال إلى أي شيء مصنوع دون النظر إلى نفعيته أو عدم نفعيته. بل إن المبدع الحقيقي هو أي صانع أو عامل أو عارض يرتقي بعمله إلى مستوى الطرافة... ".