يشهد انسيابية في الحركة المرورية
ـ 18% نسبة أعمال الجسر العلوي بجانب فندق الشيراتون.. والدراسة المرورية تضع حلولا استراتيجيه للعقدين القادمين

افتتحت بلدية مسقط مؤخرا مساري جسر الوادي الكبير (دوار المجمر سابقا) أمام الحركة المرورية بطول 323 مترا وبعدد حارتين لكل اتجاه وبعرض إجمالي يصل إلى 10 أمتار، وتم تنفيذ الجسر ضمن مشروع أعمال تطوير طريق بيت الفلج (دارسيت ـ الوادي الكبير) الذي يمر بمنطقة حيوية ويخدم قطاعات وأنشطة مختلفة، ووضعت البلدية خطط استراتيجية لحل الاختناقات المرورية في منطقة روي وما يرتبط بها من طرق نظرا لأهميتها وكثافة الحركة المرورية اليومية المتجهة والقادمة في هذا الطريق، ويشتمل المشروع على إنشاء جسور علوية، وتطوير جميع التقاطعات المرتبطة بالطريق ابتداء من نهاية طريق مرتفعات القرم دارسيت وحتى دوار الوادي الكبير.
وشهد افتتاح الجسر انسيابية للحركة المرورية للسالكين من وإلى منطقة البستان وما يرتبط بها من طرق، حيث عمل الجسر على سحب كثافة الحركة المرورية من دوار الوادي الكبير باتجاه المنطقة الصناعية ومناطق البستان ومسقط، ويوفر الجسر الجديد مسارا حرا للانتقال من روي إلى البستان وبالاتجاه المعاكس.. وتم تنفيذ الجسر الجديد بنمط معماري فريد تغلب عليه الانحناءات المتموجة مما يضفي على الجسر بعدا هندسيا وجماليا في المنطقة.
وتتواصل العمليات الانشائية بتحويل دوار الوادي الكبير إلى تقاطع بإشارات ضوئية وسيتم تزويد التقاطع المروري الجديد (أسفل الجسر) بنظام للتحكم الإلكتروني مزودا بمجموعة من الكاميرات تقوم بتحديد الكثافة المرورية بشكل فوري على كل ذراع من التقاطع وتحديد الفترة الزمنية للإشارة الخضراء لكل اتجاه حسب أعداد المركبات لكل دورة مما يعمل على الاستغلال الأمثل للوقت وتقليل الوقت غير المستغل، كما سيتم ربط هذا التقاطع مع التقاطع المروري الداخلي بصناعية الوادي الكبير ليعمل بشكل متزامن مع التقاطع الجديد حيث من المؤمل أن يتم الانتهاء من هذا التقاطع خلال شهر أغسطس القادم.
وبلغت نسبة إنجاز أعمال الجسر الجديد الواقع أمام "فندق شيراتون عمان" حوالي 18% حيث صمم الجسر بمسارين في كلا الاتجاهين، مع إنشاء تقاطع رباعي بإشارات ضوئية أسفل الجسر لتوزيع الحركة المرورية على الطرق المحيطة.
وتجري حاليا الأعمال الانشائية بالمواقع المختلفة من مشروع تطوير طريق بيت الفلج (دارسيت ـ الوادي الكبير).. فقد تم مؤخراً الانتهاء من معظم أعمال توسعة الجسر بدارسيت.. والمتبقي من المشروع آخر اللمسات من رصف أجزاء الطريق للقادمين من دارسيت باتجاه القرم ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية الشهر الحالي، وتستمر الأعمال بالجسر الواقع أمام مبنى سينما النجوم حيث تم الانتهاء من ما نسبته 70% من الأعمال الانشائية للجسور ومن المتوقع افتتاح هذا الجزء مع نهاية هذا العام.
وسيتم تزويد المشروع بجميع وسائل السلامة المرورية والإنارة ووسائل تصريف المياه السطحية.. وستعمل منظومة الجسور مع تقاطعات الاشارات الضوئية الجديدة عند اكتمالها إلى رفع كفاءة الطريق المرورية وحل إشكاليات الزحام المروري الواقع بالمنطقة.
وفي جانب متصل انتهت بلدية مسقط من إعداد الدراسة المرورية الشاملة لمحافظة مسقط (MATS) عن طريق شركة استشارية متخصصة والتي شملت إعداد خطة شاملة للنقل تتناول متطلبات الحركة المرورية في نطاق محافظة مسقط على المدى القصير والمتوسط والطويل حتى عام 2030، وقد خرجت الدراسة بجملة من النتائج والتوصيات.
وقد استندت الدراسة إلى عدد كبير من الإحصاءات والمسوحات الميدانية تضمنت إجراء مقابلات مع سائقي السيارات وإجراء التعداد اليدوي المصنف للمركبات وعمل دراسة وكذلك مسح لمواقف السيارات وتعداد حركات انعطاف المركبات وجمع بيانات الحوادث المرورية، إضافة إلى تحديث بيانات قائمة جرد الطرق، وتقييم الطاقة الاستيعابية للطرق الرئيسية والتقاطعات وذلك بهدف إدخالها في قاعدة بيانات موسعة شاملة كافة الطرق بالمحافظة، وعلى إثرها وضع تصور مروري للعاصمة مسقط، ووضع خطة هيكليّة لاستيعاب الحاجة المرورية في محافظة مسقط، كما تم وضع نموذج لوسائط النقل المتعددة (Multi-modal Traffic model)، يتيح توقع حركة المرور في المستقبل مع الأخذ في الاعتبار المشاريع التنموية الجديدة والنمو السكاني بالإضافة إلى مخططات الطرق المستقبلية.
وقد خرجت الدراسة بعدد من الحلول للمساهمة في تلبية الطلب المروري المستقبلي عبر تأمين البنية الأساسية والخدمات الملائمة للنقل بمحافظة مسقط.. منها توسعة وتطوير طرق وتقاطعات قائمة واقتراح طرق وتقاطعات جديدة، وعمل إجراءات لتنظيم وتحسين حركة المرور وإيجاد حلول لمشاكل المواقف وندرتها، وكذلك وضع تصورات مبدئية لوسائل النقل العام المختلفة التي ستحتاج لها محافظة مسقط على المدى القصير والمتوسط والطويل.
ومؤخرا قدمت شركة انكوا الأسبانية الاستشارية عرضا حول مشروع تطوير النقل العام في السلطنة (المرحلة ـ محافظة مسقط)، للحد من الاختناقات المرورية، وتقليل التأثيرات البيئية الناتجة من النظام الحالي، وتعزيز الفوائد الاقتصادية جراء تنفيذ نظام النقل العام وإيجاد منظومة نقل عام متكاملة تخدم كافة شرائح المجتمع، وإنشاء كيان تنظيمي ينظم آلية نظام النقل العام بمختلف استخداماته، وإيجاد نظام تعرفة متكامل وآلية التمويل المناسبة لتنفيذ خطط التي تقترحها الدراسة، تفعيل تنافسية وسائل النقل العام مقارنة بالسيارات الخاصة المملوكة من أفراد المجتمع، وإعداد مخطط رئيسي لمنظومة النقل المتكاملة بحيث تغطي كافة التجمعات التجارية والسكانية، والاستفادة من النماذج الناجحة في بعض العواصم العالمية حول تطبيق النظام في مسقط.