برزت على الخارطة العالمية بعد أن حققت منجزات تنموية
الدقم ـ العمانية: تشهد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في محافظة الوسطى حاليا نقلة نوعية في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية وذلك من خلال الخطوات الهامة والاستراتيجية المحكمة التي تتبعها حكومة السلطنة في تنمية وتطوير ولاية الدقم بمحافظة الوسطى في القطاعات التنموية كافة.
وقد أصبحت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تبرز اليوم على الخارطة العالمية لما تحقق بها من منجزات تنموية تشكل مستقبلا زاهر للولاية بشكل خاص والسلطنة بشكل عام في القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.
ويعد ميناء الدقم البحري أحد أهم المشاريع المنفذة حالياً في قطاع الموانئ البحرية بالسلطنة فبعد الاحتفال بتدشين التشغيل التجاري للرصيف الأول بالميناء عام 2013 فإن الأعمال بالأرصفة التجارية المتبقية تسارع الزمن من أجل تشغيلها في مطلع عام 2016 لتكتمل عندها منظومة عمل الميناء ويصبح المحرك الرئيسي لرفد الاقتصاد الوطني بالسلطنة خلال السنوات القادمة حيث يسهم في وربطها بالعالم الخارج لتميز موقعه الاستراتيجي المطل على بحر العرب.
ويعتبر مجمع الحوض الجاف لإصلاح السفن من العوامل الرئيسية التي زادت من أهمية ميناء الدقم وذلك بعد ان أصبح قادراً على استيعاب مختلف أنواع السفن والناقلات البحرية لتوفير خدمات الصيانة والإصلاح لها منذ افتتاحه الرسمي في يونيو من عام 2012 ولعل المؤشرات والنتائج التي حققها الحوض الجاف لإصلاح السفن خلال الفترة الماضية تؤكد أهمية المشروع بالنسبة للحركة البحرية بالمنطقة.
وفي مجال مشاريع الطرق المنفذة بولاية الدقم يبرز مشروع إنشاء طريق المخطط الشامل بالولاية للطريقين الثاني والثالث كأهم المشاريع المنفذة حاليا حيث نفذ المشروع بطول حوالي "36 كيلو 300 متر" بتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من أربعين مليون ريال عماني وسيعمل المشروع على ربط مختلف المشاريع التنموية بالولاية ليسهم في انسيابية الحركة المرورية وسهولة التنقل بينها.
ومن المشاريع التي حظيت بها ولاية الدقم في مجال الكهرباء والمياه تنفيذ مشروع إمداد المياه للولاية والذي بلغت تكلفته أكثر من "16" مليون ريال عماني، حيث جاء تنفيذ هذا المشروع في إطار توفير المياه إلى المشاريع الصناعية والخدمية التي تنفذها الحكومة حاليا والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه يوميا لتلبية الطلب المتزايد حسب ما هو متوقع خلال المرحلة القادمة.
ويحضى المجال السياحي بالدقم باهتمام كبير من قبل الحكومة، حيث تم تدشين خط طيران مباشر بين مطار مسقط الدولي ومطار جعلوني اضافة الى إيجاد مرافق فندقية سياحية ذات جودة عالية مما اظهر نموا سياحيا وتطوراً كبير سيسهم في إثراء الحركة السياحية بالولاية هذا إلى جانب فتح المجال للمستثمرين المحليين والعالميين للتنقل والإقامة مع وجود تلك العوامل المساعدة في خدمات النقل والإيواء السياحي.
وفي الوقت الذي يشهد فيه المجال السياحي هذه النقلة فإن العمل في مشروع مطار الدقم يتواصل وبتيرة متسارعة حيث انتهى العمل في الحزمتين الأولى والثانية في ما تنتظر الشركات العاملة في هذا المجال طرح الحزمة الثالثة من المشروع والخاصة بمبنيي المسافرين والشحن وسيعمل المطار بعد افتتاحه الرسمي على تنمية الجوانب الاقتصادية والسياحية بولاية الدقم بشكل خاص وولايات محافظة الوسطى بشكل عام.
وستشهد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال الفترة القادم جملة من المشاريع أبرزها مشروع مصفاة النفط والذي من المتوقع أن يكون في جاهزيتهِ للعمل في عام 2018 حيث يسعى المشروع إلى تعزيز مكانة السلطنة في مجال الصناعات البتروكيماوية وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين وإتاحة المجال أمامهم لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في قطاع البتروكيماويات الذي يشهد نموا لافتا في دول مجلس التعاون الخليجي والعديد من دول العالم الأخرى.
وفي القطاع السمكي تعتزم حكومة السلطنة إنشاء منطقة الصناعات السمكية والتي تعد إحدى المشاريع التنموية الرائدة حيث ستعمل على تطوير القطاع السمكية بالسلطنة وذلك من خلال المشروعات التي ستقوم عليها الصناعات والمنتجات السمكية، فضلا عن إيجاد مركز تصدير للأسواق المحلية والخارجية.
وتأتي هذه النقلة المستقبلية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مواكبة مع الاحتفال مؤخراً بتدشين مجمع الخدمات اللوجستية بميناء الدقم، حيث ستمكن هذه الخطوة الشركات اللوجستية الاستفادة من المساحات والمخازن التي ستتوفر بها كافة الخدمات الضرورية وسيتم تشغيلها تماشياً مع سياسة شركة ميناء الدقم في عدم التداخل في التشغيل مع الشركات اللوجستية والتقليل عليهم في كلفة الاستثمار، هذا إلى جانب الاحتفال مؤخرا بوضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية التابعة لميناء الدقم والتي تعد انطلاقة حقيقية لإقامة مشروعات كبيرة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني، حيث تعتبر المرحلة الأولى من مشروع المنطقة الصناعية بالدقم التي تم تخطيطها لتستوعب عددا من الصناعات الهامة خصوصا تلك التي تعتمد على الموارد الطبيعية كالمعادن المتوفرة بالمنطقة والمواقع المحيطة بهاوالتي تتوفر بكميات اقتصادية تمكن من إقامة صناعات مختلفة تزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
وتساهم جملة هذه المشاريع بولاية الدقم وبالتحديد في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال السنوات القادمة بجلب الاستثمارات من داخل وخارج السلطنة في القطاعات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى فتح المجال لفرص العمل في مختلف المجالات.