كثيرا ما نتجاهل حق الآخرين من مستخدمي الطريق (كقائدي المركبات الأخرى والمارة) في معرفة اتجاه سيرنا, فهل سننعطف يمينا أو يسارا أو سنواصل السير في نفس الاتجاه, نعم لهم الحق في معرفة اتجاه سيرنا وذلك حتى يتصرفوا بطريقة لا تؤدي إلى إلحاق الضرر بنا أو بأنفسهم.

غالبا ما ننسى نحن قائدي المركبات استخدام الإشارة الضوئية في مركباتنا, وننسى كذلك تشغيل إشارة الخطر "الأربع أشاير" عند الضرورة, متناسين حق الآخرين من مستخدمي الطريق في معرفة ما سنقوم به وكأن الطريق ملك لنا, وفي أحيان ليست بالقليلة تكون النتيجة على عكس ما نتمنى, وعندها فقط نتذكر أنه كان بالإمكان تفادي بعض الحوادث التي وإن كانت بسيطة في أحيان كثيرة (بمعنى أن الخسائر فيها تكون في الممتلكات لا في الأرواح), إلا أننا جميعا نتفق على أنها مصدر للمتاعب والتكاليف والتعطيل والإزعاج والأذى (والضرر, عموما), ولذلك فإن من واجبنا جميعا أن نحرص على التقليل منها، بل وتفاديها نهائيا بما أتيح لنا من وسائل, من باب "لا ضرر ولا ضرار".
فكثيرا ما نتجاهل حق الآخرين من مستخدمي الطريق (كقائدي المركبات الأخرى والمارة) في معرفة اتجاه سيرنا, فهل سننعطف يمينا أو يسارا أو سنواصل السير في نفس الاتجاه, نعم لهم الحق في معرفة اتجاه سيرنا وذلك حتى يتصرفوا بطريقة لا تؤدي إلى إلحاق الضرر بنا أو بأنفسهم. ونلاحظ هذا التجاوز في حق مستخدمي الطريق الآخرين عند التقاطعات والدوارات والجسور حيث يضطر بعض قائدي المركبات إلى الانتظار؛ لأنهم لا يعلمون إلى أين ستتجه مركباتنا مما يؤدي إلى تأخير حركة المركبات الأخرى (والامتعاض والشعور بالأنانية لدى بعض مستخدمي الطريق).
ونلاحظ كذلك أن بعض قائدي المركبات الذين يريدون الخروج من الطريق لا يستعملون الإشارة الضوئية لتنبيه قائدي المركبات الآخرين فيقومون فقط بفرملة مركباتهم، وأحيانا يكون ذلك بشكل مفاجئ, حيث يصعب على قائدي المركبات الآخرين تفادي الاصطدام بهم مما يؤدي إلى حوادث مؤسفة كان بالإمكان تفاديها بتحريك ذراع الإشارة الضوئية أو الضغط على زر إشارة الخطر. وينطبق ذلك على سلوك بعض قائدي المركبات الذين يريدون الدخول في خط السير أو تغيير مسار مركباتهم من خط إلى آخر (من اليمين إلى خط التجاوز مثلا), فيقومون بذلك بدون استخدام الإشارة الضوئية. ولكن عندما يقوم الآخرون بالدخول أمامهم بدون استخدام الإشارة الضوئية فإنهم يعبرون عن استيائهم بكل الطرق, متناسين المثل العربي الذي يقول "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك".
ويتجلى تهاون بعضنا في شأن الطريق ومستخدميه في عدم استخدام إشارة الخطر (Hazard) عندما يكون خط سير المركبات متوقفا أو عندما يضطرون للتوقف المفاجئ على الطريق (لأي سبب, كوجود مطب أو عبور مركبة أو شخص أو دابة في الاتجاه المعاكس أو الازدحام المروري), فيكتفون بالتقليل من سرعة السيارة باستخدام الفرامل حتى تتوقف دون تنبيه قائدي المركبات من خلفهم بأن خط السير متوقف, وطبعا يؤدي ذلك إلى تفاجؤ من خلفهم بطابور من المركبات المتوقفة مما يؤدي إلى فرملة عنيفة قد تؤدي إلى خروج المركبة من الطريق أو اصطدامها بالمركبات الأخرى أو بأعمدة الإنارة أو الرصيف الإسمنتي, وما ينتج عنه من إصابات وأعطال تكلف الأبرياء ما لا يطيقون تحمله. ونلاحظ هذه التصرفات التي تنقصها الحكمة والتطبيق الصحيح لقواعد المرور واستخدام الطريق في المناطق السكنية والتجارية المزدحمة, مما يوجب علينا جميعا التعاون من أجل تفادي ما يمكن تفاديه من أخطاء. ولكننا, وللأسف, نتذكر اختراع الإشارة الضوئية وإشارة الخطر وندرك أننا لم نستفد منه بعد فوات الأوان, بعد أن تتحطم الإشارات الضوئية في حادث بسيط مؤسف (وذلك لأن هذا النوع من الحوادث غالبا ما يطول الجزء الأمامي أو الخلفي من المركبة).

د. راشد بن علي البلوشي
أستاذ اللغويات المساعد جامعة السلطان قابوس
[email protected]