[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
إن أحد أهم مظاهر السيادة، التي اعتاد الرأي العام العراقي والدولي على متابعته منذ بداية الغزو الأميركي، هو الظهور اليومي المتواصل لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، فقد كان موجودا صباح (9-4-3003) يمارس عمله اليومي، حيث شوهد صباح ذلك اليوم والتقى الصحفيين في فندق الميريديان، ثم غادربعد ذلك إلى جهة مجهولة، وفي يوم التاسع من نيسان صدرت الصحف العراقية ومنها جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث وجريدة القادسية الناطقة بإسم وزارة الدفاع وجريدة بابل وصدر عددها ليوم الأربعاء التاسع من نيسان – أبريل بالرقم 3604 وجريدة العراق، كما أن إذاعة العراق الرسمية قد واصلت بثها وإن اقتصر على الأناشيد الحماسية، إلا أنها تبقى أحد مظاهر وجود السلطة، وأن إسقاط التمثال عصر يوم الأربعاء يؤشر وجود السلطة حتى عصر ذلك اليوم، وما أن هبط الليل، حتى تم إسدال الستار على حقبة من تاريخ العراق، انطوى فيها أي معلم من معالم السيادة، لتبدأ حقبة أخرى، تحمل بين طياتها المجهول بكل ما تعني هذه الكلمة، واستنادا إلى وقائع إسقاط التمثال، واختفاء مظاهر الحكومة العراقية، وازدياد انتشار القوات الأميركية، ومواصلة التصريحات الأميركية سواء من قاعدة السيلية في قطر، أو من مطار بغداد وفندق الميريديان التي تواجدت فيه القوات الأميركية.
إن حقبة الاحتلال قد بدأت، بما يتناسب ومعنى الاحتلال العسكري فعليا منذ ذلك اليوم، وأن مفهوم الدفاع الذي تمارسه المؤسسة العسكرية العراقية والمؤسسات الأخرى قد توقف، ليبدأ تعامل آخر وأسلوب ونمط مختلف تماما يتناسب والواقع الموجود على الأرض، وهنا نقول يجب التفريق بين مصطلحي (الدفاع) و(المقاومة) وتوضيح ذلك أمر هام، فالذي وقف ضد قوات الغزو منذ يوم 19-3-2003 وحتى يوم التاسع من أبريل/نيسان، فقد كان يؤدي واجبا رسميا وطنيا، فهو إما أن يكون أحد منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والحزبية أو ضمن تشكيلات رسمية اخرى، وهؤلاء جميعا يؤدون واجبا رسميا، فالذي يتخاذل أو يتردد يعرض نفسه للمحاسبة القصوى، إذ إن البلد يتعرض لخطر الغزو الخارجي، والذي يتميز في تصديه لقوات الغزو، فإنه يؤدي واجبا وطنيا أمام الجهة المسؤولة عنه، وفي جميع الأحوال فإن قضية (الثواب والعقاب) يضعها الجميع نصب أعينهم، وهذا إطار المنظومة الرسمية المتعارف عليها في جميع الدول في حال تعرضها لعدوان خارجي، ولكي نحدد المصطلح بكل دقة ومن هذا الفهم، فإننا نرى، أن أي فعل عراقي حصل ضد قوات الغزو منذ اليوم الأول لبدء الغزو في (19-3-2003) يدخل ضمن (الدفاع والمسؤولية الوطنية)، فهناك واجبات رسمية على أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والعموم من المواطنين يجب تأديتها والوقوف بوجه الغزاة المعتدين، ويمتزج ذلك الواجب بالشعور الوطني، ويجب أن لا يغيب عن الأذهان وفي جميع الحالات مبدأ (الثواب والعقاب) الذي يبقى ملازما للعسكري والموظف والمسؤول في مختلف مفاصل الحكومة، طالما كان هناك وجود للسلطة، وأن القوانين تحاسب المتردد والمقصر أو المتخاذل.