في المشهد السوري تلقي المفارقات على أرض الميدان بين الطرفين المتواجهين ونعني بهما (الجيش العربي السوري والتنظيمات الإرهابية المسلحة) مزيدًا من الضوء على حقيقة ما يجري وما يحاك ضد ذلك القطر العربي العزيز، فالصور والمشاهد الحية المنقولة من أرض الميدان السوري تضع النقاط على حروف الحقيقة، من حيث من يمثل قوى الخير ويدافع عن سوريا وشعبها وترابها ووحدتها وسيادتها واستقلالها، ويواصل تقديم التضحيات في سبيل ذلك، ومن يمثل قوى الشر المأجورة التي تستبيح الدم السوري وتنتهك الكرامة والعرض والسيادة والاستقلال، وتعمل لحساب دول استعمارية.
وتبرز في هذا السياق العديد العديد من المشاهد التي تكتظ بالمفارقات الشارحة للأوضاع داخل الأرض السورية، وهي مفارقات لا تحتاج إلى عناء جهد لفهم الحقيقة وطبيعة المخطط والمؤامرة ضد الدولة السورية، ففي الوقت الذي تقوم فيه الفرق الطبية السورية داخل المستشفيات والمصحات وخارجها بمعالجة الضحايا الذين يتوالى سقوطهم جراء الهجمات التي تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة على الأحياء السكنية والمطاعم والمقاهي والأسواق والشوارع، يواصل الجيش العربي السوري من جهته تطهير القرى والمدن السورية من فلول الإرهاب لتأمين مظاهر الأمن والاطمئنان والاستقرار، والعمل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على إعادة من قامت التنظيمات الإرهابية المأجورة التي تعمل لمصلحة قوى استعمارية إمبريالية بتهجيرهم من قراهم ومدنهم.
فلا تزال الهجمات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المسلحة المأجورة والتابعة لمعسكر التآمر والعدوان توقع الضحايا بين قتيل وجريح، وتدمر المنازل والبنى الأساسية، وهو ما ينفي جملةً وتفصيلًا كل ما يدَّعيه معشر المتآمرين على سوريا أنهم حريصون على الشعب السوري، وأنهم يتدخلون في الشأن الداخلي السوري وفي الأزمة القائمة من أجل "مساعدة" الشعب السوري لتحقيق تطلعاته. فالذي يحرص على الشعب السوري لا يستهدف الآمنين من الأطفال والنساء في منازلهم وفي الشوارع والمستشفيات والمدارس بقذائف الهاون، ثم يخرج على الملأ بتغطية جريمته البشعة وتبريرها بالغش في القول والفعل بأن هذه الجريمة هي "ثورة" ولتخليص الشعب السوري من "الظلم"، فأي خلاص أتى أولئك الأبرياء الذين سقطوا ضحايا في الهجوم الإرهابي الذي شنته التنظيمات الإرهابية على حي القصور السكني بدمشق وحي السحاري بمدينة درعا يوم أمس على سبيل المثال وليس الحصر؟ ففي منطقة درعا البلد تنتشر تنظيمات إرهابية تكفيرية تعتدي على الأهالي وتتخذ منهم دروعًا بشرية، وفي مقدمتها تنظيم "جبهة النصرة" الذي يتلقى من العدو الإسرائيلي الدعم اللوجستي والأوامر لتدمير البنى التحتية وقتل السوريين.
على الجانب الآخر تبرز الصورة المشرقة الناصعة بالحق والصدق من خلال عودة نحو 2000 عائلة إلى منازلهم في بلدة الذيابية بريف دمشق ضمن مشروع العودة، أطلقته الحكومة السورية ممثلة في وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية بعد إنجاز التحضيرات الضرورية لضمان عودة الأهالي للبلدة وترميم ما دمره الإرهاب فيها، فيما تجري التحضيرات لعودة أسر هجرتها التنظيمات الإرهابية في بلدات ومناطق أخرى كبلدة السبينة بريف دمشق الجنوبي.